إسلاميات

يلا خبر | ليلة النصف من شعبان 1439 قرآن وأحاديث عن فضلها والدعاء المستحب فيها

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر فى هذا القسم نقدم لكم مجموعة من المواضيع الاسلامية والدينية والنصائح المتنوعة والشيقة التى نرجو ان تنال اعجابكم.. والأن مع الخبر
2018-04-26 11:47:12

ليلة النصف من شعبان 1439، فليلة النصف من شعبان حدث في شأنها خلاف كبير بين أهل العلم رحمهم الله ؛ لاختلافهم في أحاديثها ، وليلة النصف تحل علينا بغروب شمس هذا اليوم ، فأحببت أن تكون هذه الخطبة عنها ، فأقول مستعيناً بالله ، مستلهماً الصواب منه :

ثلاثة أحاديث في ليلة النصف من شعبان صححها الألباني رحمه الله :

الحديث الأول :

خرّجه الطبراني في الكبير والأوسط ، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة، قال فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم:«يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ ، إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» .

والحديث الثاني :

فقد خرجه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال : صحيح لغيره ، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم:«يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان ، فيغفر للمؤمنين ، ويمهل الكافرين ، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» .

وأما الحديث الثالث :

فخرجه ابن أبي عاصم في السنة ، وقال الألباني في ظلال الجنة : صحيح لغيره، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم :«ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لأهل الأرض ، إلا مشرك أو مشاحن» .

عباد الله :

أمور عديدة تستفاد من هذه الأحاديث :

منها :

1/  ينزل ربنا تبارك وتعالى في هذه الليلة .

ومما لا ريب فيه أنّ هذا يكون في كل ليلة في الثلث الأخير ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» [البخاري ومسلم] . أما في ليلة النصف من شعبان فإن النزول يكون في الليلة كلها كما أخبر نبي الله صلى الله عليه وسلم، والليلة تبدأ بغروب الشمس .

2/ وعليه فإنّ المسلمَ ينبغي أن يكثر من الدعاء في هذه الليلة ، قال ابن حجر الهيتمي الشافعي في الفتاوى الفقهية الكبرى رحمه الله متحدثاً عن هذه الليلة :”وَالْحَاصِلُ أَنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ فَضْلًا ، وَأَنَّهُ يَقَعُ فِيهَا مَغْفِرَةٌ مَخْصُوصَةٌ ، وَاسْتِجَابَةٌ مَخْصُوصَةٌ ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِيهَا”.

فكيف ينكر على من حث الناس على أن يكثروا من الدعاء فيها ، والحديث صحيح ، ولمن قال بذلك سلف ، وهو الإمام الشافعي يرحمه الله ؟

3/ أنّ الله واسع المغفرة .

فما أرحم الله بنا ! فإنه يحب العفو كما نعته بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، وتأمل هذين الحديثين ..

الأول :

ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال  فيما يحكي عن ربه عز وجل :« أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ . ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ:  أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» [مسلم].

أي : ما دمت تذنب وتستغفر أغفر لك .

والثاني :

قال نبينا صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ : وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ . قَالَ الرَّبُّ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي» [أحمد] .

قال تعالى : } وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا{ [النساء :110] .

4/ لا حظّ للمشرك ولا المشاحن من هذه المغفرة ..

إن رحمة الله التي وسعت كل شيء لم تسع الشرك وأهله ..

قال تعالى :} إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا{ [النساء :48] ، وقال : } لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا{ [النساء :116] .

وأما المشاحن فهو الذي بينه وبين أخيه شحناء ..

كم حرم هذا نفسه من الخير !!

لقد ثبت في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» .

وقال صلى الله عليه وسلم: «فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين» [أبو داود والترمذي] ، فالخصومات ثلمة في الدين ، ونقص في الإيمان .

عباد الله :

وهناك كثير من الأحاديث الضعيفة التي لا تثبت في ليلة النصف من شعبان ..

منها :

«إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها ، وصوموا نهارها» ..

«يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة» .

«من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد الحديث بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه» .

«من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه في يوم تموت القلوب » .

أيها المؤمنون :

من الخطأ أن يعتقد الإنسان أن الليلة المذكورة في آية الدخان :} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ{ هي ليلة النصف من شعبان ، فلقد دل القرآن الكريم على أنّ نزول القرآن كان في ليلة القدر ، قال تعالى :} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{ [القدر :1]  ، وليلة القدر ليست في شعبان ، وإنما في رمضان ، لقول الرحيم الرحمن :} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ{ [البقرة :185] .

عباد الله :

من السلف –كما ذكر ابن تيمية والهيتمي – من كان يعظم ليلة النصف من شعبان ، ويجتهد فيها ، ومنهم من نهى عن ذلك ، قال الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى :” وأما الصَّلَاةِ الْمَخْصُوصَةِ لَيْلَتهَا – ليلة النصف – وَقَدْ عَلِمْت أَنَّهَا بِدْعَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ يُمْنَعُ مِنْهَا فَاعِلُهَا ، وَإِنْ جَاءَ أَنَّ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَمَكْحُولٍ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَلُقْمَانَ وَغَيْرِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَجْتَهِدُونَ فِيهَا بِالْعِبَادَةِ ، وَعَنْهُمْ أَخَذَ النَّاسُ مَا ابْتَدَعُوهُ فِيهَا وَلَمْ يَسْتَنِدُوا فِي ذَلِكَ لِدَلِيلٍ صَحِيحٍ وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ أَنَّهُمْ إنَّمَا اسْتَنَدُوا بِآثَارٍ إسْرَائِيلِيَّةٍ وَمِنْ ثَمَّ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَكْثَرُ عُلَمَاء الْحِجَازِ كَعَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَفُقَهَاء الْمَدِينَة وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ قَالُوا وَذَلِكَ كُلُّهُ بِدْعَةٌ إذْ لَمْ يَثْبُت فِيهَا شَيْءٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ”.

ومن آداب القرآن ما جاء في قول الرحمن :} فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً{ [النساء :59] .

فرددنا هذه المسألة إلى كتاب الله وسنة رسوله ، فوجدنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأمر المحدث ، والمحدث ما لا دليل فيه ، قال صلى الله عليه وسلم :«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» [البخاري ومسلم] .

فلا يشرع أن يخص المرء ليلة النصف من شعبان بصلاة وقيام، ولا يومها بصيام ، ففرق بين فعل العبادة ، وبين تخصيصها بزمان أو مكان ، قال رسولنا عليه الصلاة والسلام مؤصلا ذلك :« لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي ، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» [مسلم] .

أما الدعاء فقد ثبت ما يدل على مشروعية الإكثار منه فيها .

—————————————-
إذا نال الموضوع إعجابك فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركا لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة