يلا خبر | دعاء ? تفريج الهم والكرب مع الأسباب والعلاج نهائياً

يعاني معظم الناس من تَسلُّط الهموم والكروب عليهم، وقد يلجأ بعض الناس إلي إيذاء نفسه بسبب شدة تلك الهموم، ولابد أن يعلم الإنسان أن لكل داء دواء، لذلك سنتطرق في هذه المقالة إلى الأذكار النبوية لكشف الكرب وكذلك دعاء تفريج الهم من صحيح البخاري ومسلم، ولكن نتطرق أولاً إلى دوافع وأسباب الهموم وكيفية علاجها والتخلص منها عملياً ثم الأذكار وأدعية تفريج الهم والكرب.

أسباب الهم والكرب

انقباض الصدر والضيق اللذان يُصيبان الإنسان لهما أثر بالغ ينعكس علي أفكاره وسلوكياته، ومن أهم أسباب الهم والكرب:

• أولاً : الإبتعاد عن الله. فكلما انشغل القلب بالدنيا وملذّاتها عن الله، كلما ضاق القلب وتَملّكه الهم والحزن، فطريق الله هو طريق الهداية وسلامة الصدر.
• ثانياً : السخط من قضاء الله.  من أهم عوامل راحة البال هو الرضا بقضاء الله وقدره في كل الأحوال، ولن ينعم أبداً ساخطٌ علي أقدار الله.
• ثالثاً : إهمال الدعاء.  عدم ذكر الله له أثر بالغ في الهم والكرب، لذلك لابد من المداومة علي دعاء تفريج الهم وأذكار تنفيث الكرب باستمرار.
• رابعاً : الجزع وعدم الصبر. الأنبياء هم أشد الناس بلاء وكانوا يتحلُّون بالصبر للتغلب علي تلك البلاءات، لذلك الصبر هو الدافع الكبير لتحدي تلك الهموم بعد الإتيان بالأذكار ودعاء تفريج الهم.

علاج الهم والكرب

إليكم أهم طرق التخلص من الهم والضيق:

• أولاً : ترسيخ العقيدة الإيمانية. الإيمان بقضاء الله وقدره هو العامل الأساسي في علاج الهم والكرب، فلابد من القرب من الله بالإيمان بحكمته في قضائه. حيث قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :” عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له “.
• ثانياً : التزود من الأعمال الصالحة. المحافظة علي الصلوات وإتباعها بالنوافل وكذلك التبرع للفقراء والمساكين وغيرها من الأعمال الصالحة لها أثر بالغ جداً في إزالة الهم.
• ثالثاً : المحافظة علي الأذكار. النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يدعو الله دائماً عند الكرب، وفي الأسفل دعاء تفريج الهم والكرب الذي كان يدعو به النبي .
• رابعاً : معرفة الحكمة من البلاء. الهم هو بلاء يصيب الإنسان، وقد يكون الهم لتكفير سيئاته  ومحو ذنوبه ، أو يكون لرفع درجته عند الله، وقد يكون للإختبار والتمحيص ومعرفة مدى إيمان العبد بالله، وقد يكون البلاء معاقبةً للعبد على بعض الذنوب والآثام.
• خامساً : الصبر:  أقوى الأسلحة دائماً في مواجهة البلاء هو الصبر مع الدعاء والذكر مثل دعاء تفريج الهم والكرب.
• سادساً : قراءة القرآن.  فلا شك أن القرآن الكريم سبب راحة البال وطمأنينة القلب وسكينة النفس والتخلص من الإكتئاب واليأس من الحياة.

دعاء تفريج الهم والكرب

إليكم بعض أدعية تفريج الهم والكرب المأثورة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من صحيح البخاري ومسلم.

• عن أنس ( رضي الله عنه ) قال:  كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إذا كَربه أمر قال:  ” يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ” .
• عن أسماء بنت عميس ( رضي الله عنها ) قالت:  قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :” ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب: الله الله ربي، لا أشرم به شيئاً ” .
• عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال:  كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو عند الكرب :” لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم “.
• عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال:  قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ” دعوات المكروب:  اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلي نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت “.
• عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت:  كان رسول الله ( صلى الله عليه سلم ) إذا رأى ما يكره قال: ” الحمد لله علي كل حال “.
• عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يارسول الله ينبغي لنا أن تعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: “أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن”.
• عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”.

علاج الهم والكرب عملياً

بعد دعاء تفريج الهم والكرب، إليكم بعض النصائح العملية في علاج الهم:

• أولاً : الصحبة الصالحة. لابد من التقرب من الأصدقاء الصالحين، فهم من يُساندوك وقت الشدائد وهم الأمل عند انسداد الطريق.
• ثانياً : تغيير العادات اليومية. قد يكون الهم بسبب تكرار العادات اليومية، وحينها لابد من التغيير لإعطاء النفس أكبر طاقة حيوية وإيجابية للحياة.
• ثالثاً : قراءة الكتب. فلا مانع أبداً من قراءة بعض كتب تنمية النفس والذات للخروج من دائرة الهم المحيطة بك.
• رابعاً : الصَّدقة. إخراج بعض الصدقات للفقراء قد تترك أثر إيجابي في نفسك ومن ثم انشراح الصدر وعموم السكينة والطمأنينة.