يلا خبر | ما هو مؤتمر يالطا

كان مؤتمر يالطا عبارة عن إجتماعًا لثلاثة حلفاء في الحرب العالمية الثانية، وهم الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، ورئيس الوزراء السوفيتي جوزيف ستالين، وذلك لمناقشة مصير ألمانيا المهزومة وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى مناقشة شروط دخول السوفييت في الحرب ضد اليابان وتشكيل الأمم المتحدة.

مؤتمر طهران

نسَّق قادة الحلفاء خلال مؤتمر طهران إستراتيجيتهم العسكرية ضد ألمانيا واليابان، وقد إتخذوا بعد ذلك عددًا من القرارات المتعلقة بعصر ما بعد الحرب، حيث ركّزت أبرز إنجازات المؤتمر على الشروط التي بموجبها إلتزم البريطانيون والأمريكيون بإطلاق “عملية أوفرلورد” ليتم تنفيذها بشكل ناجح بحلول مايو من عام 1944، وقد نتج عن المؤتمر ايضًا ما يلي:

• وافق السوفييت على شن هجوم كبير على الجبهة الشرقية، والذي من شأنه أن يحوِّل القوات الألمانية بعيداً عن حملة الحلفاء في شمال فرنسا.
• وافق ستالين من حيث المبدأ على أن الإتحاد السوفيتي سيُعلن الحرب على اليابان بعد إنتصار الحلفاء على ألمانيا.
• أقر روزفلت بمطالب ستالين بجزر كورييل والنصف الجنوبي من ساخالين والمناطق الأخرى من اليابان بعد إنتهاء الحرب.

كما ذكرنا أعلاه فإن الحلفاء قد إتفقوا على المطالب الأساسية لهم، بالإضافة إلى ذلك فقد قرروا مصير ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولم تنتهي تفاصيل مؤتمر يالطا الدقيقة حتى عام 1945.

الحرب ضد اليابان

كان روزفلت يعلم أن الولايات المتحدة ما زالت تواجه صراعًا ضد اليابان في حرب المحيط الهادئ، وأرادت الولايات المتحدة تأكيد الدعم السوفيتي في محاولة للحد من طول الخسائر في الأرواح والإصابات التي لحقت بها، حيث وافق ستالين على الإنضمام إلى قوى الحلفاء في الحرب ضد اليابان، وقد حدث ذلك بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من إستسلام ألمانيا.

دعم السوفييت الولايات المتحدة في حرب المحيط الهادئ، وقد وافق الحلفاء الآخرين على سيطرة السوفييت على الأراضي اليابانية التي خسرتها في الحرب الروسية اليابانية التي إندلعت في 1904-1905، بما في ذلك جنوب سخالين، وجزر كوريل، وقد طالب ستالين من الولايات المتحدة بالإعتراف الدبلوماسي بإستقلال منغوليا التي تأسست عام 1924 عن الصين.

مؤتمر يالطا – شعبة ألمانيا

وافق الثلاثة الكبار على أنه سيتم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق بعد إستسلامها غير المشروط بعد الحرب، وقد سيطرت عليها القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والسوفيتية، حيث تم الإقرار أنه سيتم تقسيم مدينة برلين إلى مناطق إحتلال مماثلة، ولم يتم دعوة زعيم فرنسا شارل ديغول لحضور مؤتمر يالطا، وقد وافق ستالين على إدراج فرنسا في حكم ألمانيا بعد الحرب، وذلك فقط إن كانت منطقة إحتلال فرنسا مأخوذة من المناطق الأمريكية والبريطانية، حيث قرر قادة الحلفاء أن ألمانيا ستكون منزوعة السلاح تمامًا، وقرر القادة أيضًا على أنها ستتحمل بعض المسؤولية عن تعويضات ما بعد الحرب.

تأثير مؤتمر يالطا

بحلول مارس 1945، أصبح من الواضح أن ستالين ليس لديه نية للوفاء بوعوده فيما يتعلق بالحرية السياسية في بولندا، حيث ساعدت القوات السوفييتية في سحق أي معارضة للحكومة المؤقتة في لوبين – بولندا، وتمكَّن السوفييت من ترسيخ بولندا كواحدة من أوائل دول الأقمار الصناعية السوفيتية في أوروبا الشرقية في إنتخابات عام 1947.

إنتقد جميع الأمريكيين روزفلت بسبب التنازلات التي قدمها في مؤتمر يالطا بشأن النفوذ السوفيتي في أوروبا الشرقية وشمال شرق آسيا، وكان روزفلت يعاني من مرض خطير في ذلك الوقت، وقد توفي في أبريل من عام 1945، وكانت وفاته بعد شهرين فقط من إنعقاد مؤتمر يالطا، وعندما إلتقى زعماء الحلفاء مرة أخرى في مؤتمر بوتسدام – ألمانيا، فقد تواجد بينهم الرئيس هاري ترومان، وهو الذي تم تعيينه بعد موت روزفلت كرئيسًا للولايات المتحدة، كما كان ترومان أكثر تشككًا من ستالين، وتم وضع الشروط النهائية للحرب العالمية الثانية في أوروبا في مؤتمر بوتسدام.

مع إحتلال قوات ستالين لمعظم ألمانيا وأوروبا الشرقية، فقد كان قادرًا على التصديق بفعالية على التنازلات التي فاز بها في مؤتمر يالطا، وقد ضغط على مصلحة ترومان وتشرشل (الذي حل محله رئيس الوزراء كليمنت أتلي في منتصف المؤتمر) في شهر مارس عام 1946، أي بعد مرور عام على مؤتمر يالطا، حيث ألقى تشرشل خطابه الشهير معلنًا أن “الستار الحديدي” قد سقط في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، مما يشير إلى نهاية قاطعة للتعاول بين الإتحاد السوفيتي وحلفائه الغربيين، بالإضافة إلى بداية الحرب الباردة.

المصادر

1. مؤتمر يالطا – إطّلع عليه بتاريخ 11/11/2021.
2. مؤتمر طهران – إطّلع عليه بتاريخ 11/11/2021.
3. مؤتمر يالطا 1945 – إطّلع عليه بتاريخ 11/11/2021.
4. كيف خطط تشرشل وروزفلت وستالين لإنهاء الحرب العالمية الثانية – إطّلع عليه بتاريخ 11/11/2021.
5. نهاية الحرب العالمية الثانية وشعبة أوروبا – إطّلع عليه بتاريخ 11/11/2021.