يلا خبر | «ارتبط بالتضحية بالماعز واستعمال جلده في ضرب النساء».. لماذا اللون الأحمر في عيد الحب؟

هل سألت نفسك من قبل، لماذا نرتدي اللون الأحمر في «عيد الحب»؟، وكذلك لماذ يمتد اختياراتك للإكسسوارات في المنزل وهداياك.؟

لم يكن الاختيار لهذا اللون الجذاب والخاطف للعين على سبيل الصدفة، بل هناك معاني خفية وراء اللون، حيث يعني اللون الأحمر عند قدامى الصينين السعادة والازدهار، وهو الاختيار المثالي للنساء عند زواجهن إذ يخترن الساري الأحمر في يوم الزفاف.

ومن هنا جاء الربط بين اللون الأحمر والحُب هناك وتسللت الفكرة إلى شعب اليابان وبعض الدُول بجنوب شرق آسيا، وبمرور الوقت أصبح صغار اليابانيين يرون الأحمر رمزًا للحياة المُفعمة بالحيوية، وارتكزت في مخيلاتهم كون الأحمر هو إشارة إلى الشمس، فيرسمون قرص الشمس بالأحمر.

وللأحمر معاني حياتية واقعية، مثل أن اللون الأحمر لون الدماء ورمز الحيوية والنشاط وهو لون قلب الإنسان عند الشعوب عالميًا، لكن رغم تعدد تلك المعاني للون الأحمر واكتسابه قيم إضافية في حياة الإنسان.

إلا أن أسباب اختيار اللون للتعبير عن عيد الحُب لم يأتي بسبب تلك العناصر، ويرجع تاريخيًا إلى عادة رومانية غريبة يمارسها الرومانيين خلال حفل كان يعقد سنويًا بين 13-15 فبراير، وذلك وفقًا للموقع الإلكتروني للمجلة الأمريكية «Reader’s Digest».

وكان الحفل يطلقون عليه اسم «لوبركاليا»، وهو مهرجان رعوي قديم، وهو أحد أشهر المهرجانات الرومانية، الذي تصاحبه عربدة وسُكر، وذلك تكريمًا لـ«لوبركوس» إله الحقول والقطعات قديمًا، وذلك بهدف ضمان «الخصوبة» للأشخاص والقطعان والخير بالحقول، وكان الحفل يعقد عند سفح جبل أفنتين المُقدس، ويُطلق كل عام تحت إشراف عدد من الكهنة يدعون «اللوبرسي»، أما المراسم فارتكزت على التضحية بالماعز وتستعمل جلودهم في ضرب النساء على ظهورهن عمدًا بهدف تعزيز قدرتهن الانجابية.

وغرابة وخطورة المهرجان، دفع البابا جلاسيوس الأول، الذي تولى باباوية الكنيسة الكاثوليكية، من العام 492- 496، إلى إصدار قرار بإلغاء الاحتفال نهائيًا عام 494 ميلاديًا، مُحولًا ذلك الاحتفال إلى عيد للتعبير عن الحُب فقط، واختار يوم الـ14 من فبراير وهو اليوم الأوسط بين أيام الاحتفال السابق حتى يحوّل مشاعرهن نحو عيد جديد رومانسي.

ومن بين الروايات التي تم تداولها عن عيد الحُب واللون الأحمر كون الأحمر هو اختيار إحدى ملكات فرنسا لتعبير عدد من الرجال لحبهن إلى النساء من خلال شراء الشوكولاتة والورود الحمراء وتأليف الأغاني للنساء داخل بلاطها الملكي، وذلك في القرن الـ16، وأطلقت على فكرتها «لعبة الحب».

وفيما بعد اتصلت معاني عيد الحُب بالقديس الروماني «فالنتين»، الذي عاش في القرن الثالث الميلادي ويعني اسمه «القوي أو الصحي»، والذي تواردت حوله الكثير من القصص، وأكثرها شيوعًا هو أنه كان كاهنًا مسيحيًا يزوّج المسيحيين في زمن كانت الديانة المسيحية ممنوعة بالإمبراطورية الرومانية، لذا تعرّض في المقابل القديس إلى الحكم بالإعدام لمخالفته القوانين الرومانية، لذا تحتفل الكنيسة الكاثوليكية وعدد من الكنائس البروتستانتية بذكرى رحيله في الـ14 من فبراير من كل عام، ليصبح رمزًا للحُب والتضحية.