يلا خبر | ستالشميت Vs سالميد.. ضابط فاز بالحرب مرتين دخلها ألمانيًا وخرج فرنسيًا «للحرب العالمية أسرارها» (5)
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-09-04 21:20:41
ضابط البحرية الألمانى، هاينز ستالشميت المولود فى مدينة دورتموند الألمانية عام 1919، أصبح فرنسيا يدعى هنرى سالميد منذ عام 1944 فى مدينة بوردو الفرنسية فى نهاية الحرب العالمية الثانية حتى وفاته فى ذات المدينة عام 2010، بعدما رفض تفجير ميناء بوردو لحرمان الحلفاء من الاستفادة به بعد إنزال نورماندى ما كان سيؤدى لمقتل 3500 مدنى على الأقل.
«سالميد» أو «ستالشميت» عند الولادة، شاب ألمانى تعلم مهنة السباكة فى أفضل مدرسة سباكة فى البحرية الألمانية، عام 1936، لعدم قدرة والدته وزوجها على الإنفاق على تعليمه، وفى عام 1940 مع احتلال ألمانيا للنرويج والدنمارك، غرقت 3 سفن كان يخدم فيها، من بينها الطراد الثقيل «بلوشر» ثم فرقاطة كانت تحمله وزملاءه الجنود فى خليج أوسلو لكن سبح عائدا إلى الساحل، فى حادث قتل فيه 560 ألمانيا، وبعد شهرين طلب عدم الإبحار فتم نقله إلى فرقة المتفجرات وتصميم المناجم والطوربيدات لقواعد البحرية الألمانية المحتلة لفرنسا فى بوردو ورويان ولاروشيل، وأصبح خبيرا فى إبطال مفعول الألغام البريطانية.
وفقاً للكاتب الفرنسى، كريستيان سيجوين، فى نوفمبر 1941، عاد ستالشميت، إلى ألمانيا من فرنسا – التى وصلها فى إبريل 1941 – لمتابعة دورة تدريبية مدتها 4 أشهر ليكون خبيرًا فى المتفجرات والألغام، ولأنه كان أكثر المتدربين كفاءة، كان له اختيار مكان تمركزه، فاختار العودة إلى بوردو عام 1942، سرعان ما كون بها صداقات والتقى بحبيبته الفرنسية هنرييت بويسون، وتم تكليفه لاحقًا بتفتيش الأسلحة فى جميع أنحاء المنطقة وتنسيق أنشطة عدد من حظائر التخزين فى وسط المدينة.
كان ستالشميت يعانى من تدهور صحته، ما جعله لا يستطيع الإبحار مجددا بسبب حادث خليج أوسلو، وظل يعمل على أرصفة الموانئ ميكانيكيا وخبير متفجرات. كان ستالشميت يفهم الفرنسية بصعوبة لكنه يعامل الجميع بأدب بالغ، ولم يكن له أصدقاء ألمان فى معسكره – وفقا للمؤرخ الفرنسى، أندريه فيتير، الذى أوضح أن الجنود الألمان لاحظوا سلوكه المختلف مع السكان، واعتبره الفرنسيون أكثر تسامحا لذا سموه «الفرنسى الصغير».
فى أغسطس 1944 تغيرت الأمور إلى الأبد، بعد إنزال النورماندى الناجح، ومع تقدم قوات الحلفاء فى جميع أنحاء فرنسا ولم يكن أمام الألمان سوى التراجع، ولكن فى بوردو، قررت برلين، فى 19 أغسطس، تدمير الميناء والبنية التحتية للمدينة، حتى لا يستفيد الحلفاء منها لإضعاف موقفهم، وتم وضع خطة لزرع قنابل كل 50 مترًا على امتداد 8- 10 كيلومترات من الواجهة البحرية وجسور المدينة، وتم تخزين المفجرات والمكابس وأجهزة ضبط الوقت والأجهزة اللازمة للعملية فى مخبأ بشارع «رايز» ليصبح يوم التفجير 26 أغسطس، وكان الشخص المسؤول عن تنفيذ العملية هو هاينز ستالشميت
.
عرف ستالشميت بأن العملية كانت متأخرة جدًا بالنسبة للألمان، الذين كانوا فقدوا قضيتهم بالفعل، وبدأ ستالشميت يودع هويته الألمانية إلى الأبد، عندما أبلغ الخطة لأحد معارفه المنتمى للمقاومة الفرنسية، ويُدعى «ويليام دوبوى»، ولكن دوبوى لم يكن لديه أى إمكانيات لإجهاض الكارثة لكن ستالشميت تحمل المسؤولية واختار عصيان الأوامر. وقبل 4 أيام من العملية المقررة، وتحديدا فى يوم 22 أغسطس، دخل مخزن المتفجرات أشعل فتيل كمية من الديناميت قبل أن يبتعد مستقلا دراجته البخارية ويختبئ فى حديقة «جاردن بوبليك»، وبعد وقت قصير، انفجر المخزن، ما تسبب فى مقتل 13 جنديا ألمانيا و2 من أعضاء الجستابو (البوليس السرى الألمانى وقتها)، وتم إنقاذ المدينة وأكثر من 3500 شخص كانوا سيلقون حتفهم.
وأصبح ستاشلميت مطلوبًا وهارباً، خائنا، وبعد فترة وجيزة من الاختباء فى الحديقة، واصل هروبه على الأقدام نحو منزل «دوبوى» ولكن قبل الوصول للمنزل، التقى لاعبى رجبى تابعين للمقاومة الفرنسية، أندريه موجا – الذى أصبح عمدة المدينة فى وقت لاحق – وجاى كزيناف، اللذين أرسلاه بدورهما إلى شقيقة الأول «مارسيلين موجا» للاختباء فى منزلها حتى خرج الألمان من المدينة فى 28 أغسطس.
وأصبح ستالشميت الأخ الخامس لعائلة موجا ورفاقه فى المدينة، ثم سلم نفسه طوعية للسلطات الفرنسية والتى كانت تبحث عنه لأنه ألمانى- فى حين يبحث عنه الألمان قبل خروجهم من المدينة لأنه خائن، فأصبح أسير حرب، وكادوا يعدمونه رميا بالرصاص، إلا أنه تطوع للعمل فى إزالة الألغام فى الأسر وأصبح مدربًا للفرنسيين لإزالة الألغام فى مركز جيروند بالمدينة، وفى ألمانيا انتقم «الجوستابو»، من أسرة ستالشميت بإعدام والدته رميا بالرصاص وسجن شقيقه.
وفى مارس 1946، تمت تبرئة ستالشميت وحصل على الأوراق اللازمة للعودة إلى ألمانيا حيث كانت بريطانيا تسيطر على مدينته «دورتموند» لكنه رفض حتى لا يعتقله البريطانيون، وخشى من الألمان الذين شطبوا اسمه من قائمة أفراد البحرية المؤهلين للحصول على معاش تقاعدى بعد الحرب.
وذكر مؤرخون فرنسيون أن المقاومة الفرنسية لم تمنح الجندى الألمانى السابق حقه فى الشهرة وفضلوا الاحتفاء بهم كمحررين للمدينة، والذين فجروا مخزن المتفجرات الألمانى رغم أنهم كانوا يعلمون الحقيقة كما كان عمدة بوردو وقتها، أدريان ماركيه، يعزز رواية مسؤولية ستالشميت خوفا من تنفيذ الألمان عمليات انتقامية ضد مواطنيه. وقال المؤرخ الفرنسى، دومينيك لورميير، الذى كتب على نطاق واسع عن كيفية اندلاع الحرب فى جنوب غرب فرنسا، فى كتابه «هل بوردو كانت ستحترق؟»: «المقاومة الفرنسية أرادت تصنيف القصة بنفسها بالقول إنهم كانوا وراء تصرفات ستالشميت».
لكن هاينز ستالشميت بقى فى بوردو، وفى عام 1947 أصبح مواطنًا فرنسيًا باسم هنرى سالميد، وتزوج من صديقته هنرييت عام 1949 وكافح كثيرا لإثبات ما يعتقد أنه ما قام به لأجل المدينة أفضل شىء فى حياته.
وعمل ستالشميت كرجل إطفاء فى المدينة تحت قيادة فرنسى يدعى «سالدو» وهو من كان أخبره أن أهله قتلوا فى ألمانيا، وفى عام 1952، رأى أن سالدو لم يرقيه وزعم أنه هو من أنقذ الميناء من الألمان وليس شخصا آخر، وشعر هنرى سالميد بأنه محتقر ومتجاهل، حتى تقاعد فى عام 1969، بمعاش زهيد، لكنه كافح لكسب الاعتراف به فى فرنسا أيضًا.
وذكر المؤرخان الفرنسيان، ميشال سوفران، وأندريه فيتير، أن ستالشميت عومل بنكران وحالة من اللامبالاه، فى فرنسا، لذا اعتبر نفسه رجلا بلا وطن.
وما زاد من كآبته أن الفرنسيين يطلقون عليه لقب «boche» وهو لقب مهين كانوا يطلقونه على الجنود الألمان بعد الحرب، فضلا عن أن أبناء وطنه كانوا يعتبرونه خائنا حتى واجه حقيقة أخرى، وهى أن المقدم سالدو ادعى رسميا فى وثائق مزورة أنه من أنقذ الميناء.
وقال المؤرخ الفرنسى، إروان لونجو، المتخصص فى الحرب العالمية الثانية، وأحد كتاب سيرة هنرى سالميد، لـ«المصرى اليوم»: «كان على ستالشميت إثبات روايته خاصة أنه بعد التحرير لم يتوصل لمعارفه فى بوردو كما كان خائفًا على حياته وقت التحرير وكان يتجول دائمًا حذرا من الألمان والفرنسيين أيضًا».
وتمسك ستالشميت طيلة حياته بأن عدم تفجير الميناء يمثل له النظام والعدالة لكنه أصبح شخصية مرتبكة خاصة بعدما تم حرمانه من ميزة بطولته.
لم يكن سالميد خائفًا من العودة إلى ألمانيا، ولكن السلطات الفرنسية خاصة، المقدم بول سالدو، أخبره بأن والدته قتلت وشقيقه وسجن، ولكن الأمر لم يكن كذلك، رغم أنه كان حريصُا على استعادة ذكرياته فى بلد مدمر، ولكنه أيضًا اقتنع على الفور بأن بريطانيا التى احتلت «دورتموند» لن تجعل حياته أسهل، ورغم أنه كان شخصية قوية جدا لكنه لا يتحمل الإزعاج.
ووفقا لسيجوين، فإنه على مدى السنوات التى تلت تقاعده، بذل سالميد قصارى جهده للحصول على اعتراف فرنسى وربما تعويض إضافى من الدولة الفرنسية على بطولاته، ولكن دون جدوى، فشعر بالإحباط الشديد بسبب نقص الدعم وعدد الرسائل التى لم يتم الرد عليها من المسؤولين، لدرجة أنه كتب فى يناير 1983 إلى الرئيس الفرنسى، فرانسوا ميتران رسالة شكوى، وأعاد بطاقته الانتخابية لإظهار مدى خيبة أمله من النظام الفرنسى.
وأوضح سيجوين قائلا: «استمر سالميد لمدة 10 سنوات يحاول أن ينتزع حقه، حتى طالب المحاربون القدامى بالنظر إلى حقوقه وفى عام 1992 استدعانى اندريه موجا، وهو على فراش الموت، وقال لى: انصف هذا الرجل المنسى من التاريخ فهو له الفضل فى عدم تدمير بوردو».
وأكد أنه ساعد سالميد فى عام 1993، للوصول إلى حقه، وفى عام 1994 التقط له مصور «وكالة الأنباء الفرنسية»، أوليفييه موريين، صورة شهيرة له على رصيف الميناء عام 1994.
وفى عام 1995 تم منحه «ميدالية الشرف لبوردو» لعمله أكثر من 20 عاما فى الخدمة المدنية فى المدينة لكن ذلك سبب له إحباطا جديدا لأنه لم يتم ذكر بطولاته العسكرية.
حتى ظهر سالميد وتحدث عام 1997 – وفق رويترز- وقال: «ضميرى الدينى هو من منعنى من تدمير الميناء بشكل تعسفى عند خسارة الحرب بشكل واضح ودون مبرر استراتيجى».
ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن سالميد قال: «لم يرغب أحد فى الاعتراف بأنى من فعل ذلك.. لو كنت فرنسى الأصل، لكان الأمر أسهل بالنسبة لى»
.
وقالت الروائية والوثائقية الفرنسية ميشيل ماجوريل، إن ستالشميت رجل غير مجرى التاريخ فى بوردو من خلال امتلاكه الشجاعة الكافية لعصيان أوامر رؤسائه، وكان لبوردو وجه مختلف تماما اليوم لو لم يعارض، هاينز ستالشميت أوامر النظام النازى.
وأضافت ماجوريل لـ«المصرى اليوم»، أنه عند سؤاله: «لماذا خاطرت بحياتك بهذه الطريقة؟»، أجاب باستنكار شديد: «لم أتحرك لإنقاذ نفسى، ولا من أجل نظير شىء، وهو ما رفضته أكثر من مرة، فأنا تتبعت مسار سلوكى، إنه أولاً وقبل كل شىء كراهية للنظام النازى، ومن ثم فإن حبى لفرنسا».
وفى حديثه لـ«المصرى اليوم»، عاد وقال «لونجو» هو كاتب سيرة ستالشميت فى كتاب «الألمانى الذى رفض تدمير ميناء بوردو»: إنه خلال حديثه مع هنرى سالميد، لم يذكر له عن حبه للنازية من عدمه، بسبب مشاركته فى بداية الحرب مع النازيين، إلا أنه أكد أن هنرى كان رجلا يكره الفوضى.
موضحا أن سالميد لم يخبره أبدًا إذا كان يكره النازيين أم لا وأن النصوص التى تقول العكس الموجودة فى أغراضه الشخصية يتم شطبها بيده، وأمضى سالميد الأشهر الأخيرة من الحرب مختبئًا مع امرأة فرنسية كان حفيدها، آلان موجا، شغل لاحقًا منصب نائب عمدة بوردو، الذى أكد خلال اعتماد الشارع باسمه أن سالميد أصبح صديق العائلة منذ الحرب، وحتى وفاته.
وبعد ذلك حاولت مدينة «بوردو» أن تعطى ستالشميت حقه وقال مجلس المدينة إنه لم يُنسب الفضل فى تصرفات سالميد إلى إنقاذ الآلاف من أرواح المدنيين فحسب، ولكن فى إنقاذ أهم ميناء فى فرنسا فى تصدير النبيذ، والحفاظ على منصة مستقرة للانتعاش الاقتصادى فى المنطقة بعد الحرب.
وفى عام 2000، وبعد 56 عاما، حصل سالميد على أرفع وسام فرنسى وهو جوقة الشرف، فى عهد الرئيس الفرنسى، جاك شيراك، وفى عام 2001 عاد فى زيارة وحيدة إلى دورتموند حيث طفولته ليحاول شرح الأسباب التى دفعته لذلك فى سن الـ82، ورغم إحراج السياسيين المحليين، فقد جاء لإسكات الشائعات التى وصفته بالخائن أو الهارب، وكان سعيدًا للغاية وقتئذ وقال: «لولا وسام جوقة الشرف لم أكن لأستطيع التحدث».
ولكن بينما اعترفت به فرنسا كبطل – ومنحته وسام جوقة الشرف أعلى وسام مدنى فى البلاد – فقد اعتُبر خائنًا فى ألمانيا ما بعد الحرب، وتم شطب اسمه من قائمة أفراد البحرية الذين يعتبرون مؤهلين للحصول على معاش تقاعدى وتم حذف اسمه من قوائم الشرف الخاصة بالبحرية الألمانية، رغم حقيقة أنه نجا من ثلاث حوادث غرق لسفن حربية فى خدمة الرايخ.
وأوضح الكاتب الأمريكى، تى ريس شابيرو- وفق واشنطن بوست- الذى كتب «هاينز ستالشميت، خبير الهدم أحبط حرق بوردو»، إنه ذهب لأرض طفولته فى ألمانيا مرة واحدة وأعلن ولاءه لفرنسا هناك وارتدى بفخر شارة جوقة الشرف الفرنسية على صدر السترة التى ارتداها خلال الزيارة.
وقال «لونجو» إن سالميد احتفظ بأوراق هويته وكان فخورًا جدًا بمسيرته المهنية، لكن بشكل عام كان يشعر بالمرارة بشأن وضعه، هذا الأمر الذى أكده متحف بوردو فى احتفالية المئوية حين أكدوا أن رغم مساوئ ما رآه لأن قرر العيش فى فرنسا إلا أنه سيتم تكريمه بفتح ألبوم خاص له فى المتحف. وبعد وصف بعض الصحف الفرنسية لستالشميت بأنه رجل أصيب بآلام رهيبة بفقدان هويته، قال «لونجو» إنه أصبح هنرى ثم هنرى الامالا ثم هنرى سالميد.. لكنه ظل دائمًا «ستالشميت».
وفى عام 2010 توفى سالميد، ودفن فى بوردو، وأعطت هيئة الميناء اسم هنرى سالميد لمبنى المكتب الرئيسى ومن ثم تعميد شارع سالميد من مكان مارى بريزارد بناء على طلب مؤرخين فرنسيين، وقالت زوجته التى كانت لا تزال وقتها على قيد الحياة، يستطيع هنرى أن يرقد بسلام بعد أن أعاد له موطنه الذى تبناه حقه.
وفى كتاب «بوردو حبيبتى» للمؤرخ الفرنسى، أريلك شاك، أوضح أن سبب عدم تدمير بوردو هو حب هنرى لزوجته وقتها، إلا أن المؤرخ الفرنسى، أروان لونجو، أوضح لـ«المصرى اليوم»، أن الحب لا علاقة له بإنقاذ ميناء بوردو، بل لمصلحة شعب بوردو فقط لأنه لم ير أى سبب استراتيجى يحول دون ذلك.
وكان هاينز «سالتشميت» أو هنرى «سالميد» كان يتأسف دائما للألمان لمقتل بعض الجنود بسبب الانفجار الذى تسبب به وقت الحرب، إلا أنه كان يكرر أنه إذا عاد به الزمن لفعل الأمر ذاته، لأنه كان دائما ما يشرح سلوكه دائما بأنه عند تلقى الشخص أوامر لا يقبلها ضميره فلا يجب أن ينفذها، وفوق الانضباط العسكرى، شىء واحد فقط اسمه ضمير.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق
مصدر الخبر