منوعات

يلا خبر | قصة قصيرة لـ منة هاشم النحاس: يوميات single mother فى الأدغال

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-03-29 19:50:45

فى جلسة حميمية بينى وبين ابنتى حبيبتى، والجو هادئ، والإضاءة خافتة ونحن جالستان جلسة مريحة على أريكتنا المفضلة، وإذا بسيل الأسئلة الوجودية تبدأ بالتصاعد الواحدة تلو الأخرى، وبعد كل تساؤل وجودى فريد من نوعه أسعى جاهدة للتفكر قليلا ثم أجاوب بما يجود عليَّ باكورة تفكيرى وما يلهمنى به الخالق عز وجل بعد ابتهالات خافتة فى سرى، فأشعر بارتياح شديد وكأنى نجحت فى امتحان ثقيل وصعب.. وفجأة أنظر إلى ابنتى بإعجاب شديد لأسئلتها المتتالية، وإذ بى أجد تلك النظرة التى تنم عن سؤال (أرض جو)

ماما

نعم يا حبيبة قلب أمك

ليه بابا مش عايش معانا

تفاجأت.. غير أنى تعودت دائما الإجابة على جميع الأسئلة بصدق وأمانة، فأجيب بصوت واثق.

لأننا مطلقين

فتسترسل صغيرتى ذات الست سنوات

ليه اطلقتوا يا ماما

فاستدعيت روح الثقة التى بداخلى وأجبت:

علشان مكناش مرتاحين مع بعض، ولما يكون يا حبيبتى فى أى حاجة مش مريحاكى لازم تعترضى وتحاولى جاهدة توصلى للمريح ليكى أو أضعف الإيمان متستمريش فى اللى مش مريحك وتسعى لمعرفة نفسك واللى يريحها….

لحظة صمت من الطفلة تنم عن الاستيعاب الإيجابى للحوار، ويصاحبها اتساع حدقة عينيها البنية الجميلة، وتفكر وتبذل مجهودا فى البحث عن أى حاجة مش مريحاها علشان تمارس متعة الاعتراض اللى اكتسبتها من إجابتى على تساؤلها عن الطلاق، وإذ بها تنزلق مغشيا عليها من التعب على الأريكة واستغرقت فى نوم عميق حتى تستطيع الصحيان باكرا للمدرسة، لكن التفكير لم ينقطع عن هذا المخ الصغير حتى وهى نائمة فمازالت تئن وتتمتم مما يدل على استمرار التفكير والتفكر.

فى صباح اليوم التالى تنهض حبيبة أمها نشيطة وتذهب إلى مدرستها، والشغف يملؤها ويسيطر على حواسها وكأنها تسعى بكل الطرق إلى جذب أى موقف يعطيها «حق ممارسة الاعتراض على غير المريح»، وكأنها تبعث إلى كل من حولها رسائل كهرومغناطيسية لينجذبوا إلى رغبتها فى ممارسة حق جديد من حقوقها الدنيوية، والتى اكتسبته من نقاشنا معا، وإذا بالكون يطوع لمتعة صغيرتى وتأتى صديقاتها الصدوق توجه إليها السؤال الطائح والمنتظر فى نفس الوقت.

أنا ليه يا ناديه عمرى ما شفت باباكى هو انتى معندكيش بابا؟

فتجيب ناديه بمنتهى الثقة ألتى اعتادتها منى

إزاى يا بنتى أمال يعنى أنا جيت إزاى، ما كل حاجة فى الدنيا ليها بابا وليها ماما، طبعا عندى، وبشوفه، وممكن اوريهولك كمان لو تحبى، بس ماما وبابا انطلقوا علشان هما مش مرتاحين وماما هتتجوز تانى.

وإذا بصديقتها الصدوق تشعر بالصاعقة والخضة غير المفهومة وغير المبررة لابنتى، وكأنها عصفت بتون الثقة لدى الصديقة بنبرة حسها القوية التى كانت بمثابة سهام قذفت برجا من أبراج الأمان لدى الصديقة الصغيرة وأنا أفهم جيدا كأم أبعاد هذه الخضة، فهى أيضا طفلة لأبوين منفصلين، وما إن سمعت أن أم صديقتها ستتزوج تانى وتختار للمرة الثانية شريك حياة جديدا، فما كان ذلك إلا أن زادها إحساسا بخيبة الأمل والرغبة فى مساعدة أمها لتفوز بنفس الفرصة وتجرب ثانية.. وحيث إنه لا يوجد رجل فى حياة أمها الآن فتأخذ الصغيرة هذا واجبا على عاتقها للبحث عن رجل لأمها لتسعد كما تسعد أم نادية، فى حين أن طفلتى لم تأبه كثيرا لخضة صديقتها، فكانت مستمتعة بثمار حسن الأداء الصادق الواثق عن تساؤل صديقاتها، ومتعتها التى قامت بتفعيلها عن طريق خاصية الاعتراض على استنتاج صديقتها الخاطئ.. أما أنا فمازلت أتلقى التهانى من جميع أمهات الفصل بالزواج السعيد، حيث انتشر الخبر، فى حين أنها مجرد نبوءة من ابنتى حبيبتى نتيجة لحوار عميق.. فلا تخشوا الصدق فى القول والثقة فى الفعل مع صغاركم خصوصا لو سنجل، فستعود إليكم بنبوءة خالصة ملهمة مستبشرة.. وعقبال عندكو.


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة