أخبار

يلا خبر | 17 يوما من الجدل على دماء نيرة أشرف.. أزمات وحكم إعدام انتهى بمفاجأة الديب – المحافظات

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2022-07-06 17:26:53

وما تزال رائحة دماء نيرة أشرف، تفوح على عتبات جامعة المنصورة.. 17 يوما مروا، على مشهد شديد القسوة، أصاب قلوب الملايين بنوبة فزع، صاحبتها حالة فوران تخطت حدود الوطن، وسط مطالبات بالقصاص العاجل.

لكن سرعان ما بدأت القضية تدخل في تفاصيل وتشاحنات على نطاقات مختلفة على مستوى ردود الفعل، بداية من آراء شاذة تخطت فظاعة الجرم، عقدت المقارنات بين الدوافع وملابس الضحية، مرورا إلى محاولات القاتل محمد عادل، تشويه سمعتها الراحلة، من أجل استعطاف أصحاب ذاكرة السمك.

وظل صراعا غير مفهوم، يدور عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى أن صدر الحكم بإعدام الجاني، لكنه لم يكن شفيعا لإنهاء الجدل، الذي ازداد بإعلان المحامي الشهير فريد الديب بالدفاع عنه، وسط انتفاضات لا تتوقف، وعلامات استفاهم لا تنتهي.

نيرة أشرف تنزف.. جريمة غدر بشعة

على بعد خطوات من مدخل إحدى بوابات جامعة المنصورة، طارد شاب في بداية العشرينيات من عمره، فتاة تسير بخطى سريعة لدخول كليتها، قبل أن يلاحقها بعدة طعنات بسكين أبيض أخرجه من ملابسه، لتسقط على الأرض متأثرة بجراحها.

ولم يهدأ الجاني حتى انقض عليها، وأمسك برقبتها ونحرها دون مقاومة منها، كطير مسكين ليس في وسعه الاستغاثة بعين دامعة، بالمارة في الشارع المزدحم، قبل أن يتصدى له فرد أمن بالجامعة، ليبدأ الناس يتجمعون لمساعدته على الإمساك بالجاني.

الكاميرات وثقت الجريمة، ورصدت لحظات الاعتداء والطعن الوحشي على الفتاة، التي بقيت طريحة الأرض تنزف، حتى حضرت الشرطة وسيارة إسعاف نقلتها إلى أقرب مستشفى على أمل إنقاذها، بالتزامن مع تداول فيديو الواقعة على صفحات التواصل الاجتماعي، التي أصيبت بحالة من الفزع.

ووسط ترقب لمصير الفتاة، كشف زملاء لها، أن اسمها نيرة أشرف طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة المنصورة، وأن المعتدي يدعى محمد عادل، زميلها في نفس القسم، حتى تصدرت التريند، وسط دعوات لها بالنجاة، لكن الصدمة المتوقعة، كانت مع فشل محاولات إنقاذها وإعلان وفاتها.

19 طعنة وذبح في الرقبة

بحسب تقرير الصفة التشريحية لجثمان طالبة المنصورة نيرة أشرف، فإن الجاني محمد عادل أصابها بـ 19 طعنة مختلفة في أنحاء الجسم، بينها طعنة نافذة الي الرئة وطعنة في الجنب، موضحا أنه استل سلاح أبيض «سكين» أخفاه بين ملابسه، وأخرجه أمام بوابة الجامعة للاعتداء على الطالبة، وبعد تسديد الطعنات قام بنحرها، وإصابة عنقها بجرح غائر تسبب في وفاتها.

أشار التقرير، إلى أن جرح الرقبة، والطعنتين النافذتين، تسببا في إصابة الضحية بهبوط حاد في الدورة الدموية للمجني عليها، ما تسبب في وفاتها فور وصولها إلى المستشفى.

فرد أمن منع قطع رقبتها

ورغم وضح النهار، وسير مئات المواطنين في الشارع، لم يتدخل لمنع المتهم من استكمال جريمته البشعة، سوى فرد أمن بجامعة المنصورة، يدعى إبراهيم العجرودي، الذي أوضح أنه توجه إلى الشاب بعد تسديده عدة طعنات نحو المجني عليها، وصراخ المواطنين، مشيرا إلى ان المتهم كان سيواصل ضرباته الوحشية تجاه الفتاة، لولا تدخله.

قال العجرودي: «لما وصلت كان ذبح نيرة أشرف، بس كان عايز يكمل عليها ويقطع رقبتها بالكامل، وحاولت أمنعه أنه يكمل بالكلام، لكنه رد عليا وقالي: لو راجل تعالي»، مشيرا إلى أنه قرر مواجهته ونجح في ضبط السكين: «مجرد ما سحبت السكين من إيده، اتجمع حواليه ناس كتير وضربوه جامد، وأصابوه بالشكل اللي ظهر بيه في التحقيقات».

اعترافات محمد عادل.. تضارب ومحاولة استعطاف 

اعترف المتهم محمد عادل، بارتكاب الجريمة أمام جهات التحقيق، لكنه أمام محكمة الجنايات، غير أقواله ودفوع ارتكابه للجريمة، فبحسب تحقيقات النيابة العامة، وقرار الإحالة الذي تلاه المستشار بدر مروان، ممثل الادعاء في القضية، المتهم اعترف بارتكاب الواقعة تفصيليا، وأعد لجريمته سلاح أبيض، وحدد موعدا مناسبا لارتكابها، بهدف الإنتقام من الفتاة.

وأكد ممثل الإدعاء في أمر الإحالة أمام محكمة الجنايات، أن المتهم عمل «طاهيا»، في بعض الأماكن، ما جعله يفكر في قتل نيرة أشرف، بسكين لمهارته الكبيرة في استخدامه، إضافة إلى معرفته الجيدة بالأماكن القاتلة في الجسد.

وأكمل: «المتهم افتعل أزمة مع الفتاة في السيارة، التي استقلتها، وفور نزولها هرول ورائها، وسدد لها طعنات مختلفة في الجسم، بعدما أخرج السلاح الذي أعده قبل الحادث بأيام قليلة، وسارع لذبحها من رقبتها قاصدا إنهاء حياتها».

اعترافات المتهم في النيابة، سرعان ما حاول الشاب تغييرها أمام هيئة المحكمة، في محاولة لكسب أي تعاطف معه في القضية، وتصوير نفسه أنه ضحية لابتزازها وتهديدات أسرتها، قائلا إنه كان يحب نيرة، وأن أسرتها أرغمته على التوقيع على إيصالات أمانة بمبالغ مالية للتفريق بينهما، رغم وجود علاقة عاطفية كانت الأم على دراية بها طوال السنوات الماضية.

وأضاف أمام محكمة الجنايات: «كنت بحبها لكن طريقتها في الحياة لم تكن مرضية لي، وحاولت مساعدتها وتوفير لها مبالغ مالية أكثر من مرة، وطلبت منها ترك عملها في القاهرة، والزواج منها ووافقت في البداية، ثم ماطلت في تنفيذ الوعد».

وأشار محمد عادل، إلى أنه تقدم لخطبة نيرة، من والدها، وأنه وعده في البداية، ثم تنصل من وعده: «هددوني أبعد عنها وبعتولي بلطجية يضربوني أكثر من مرة، بسبب محاولاتي للتقرب منها».

النيابة تكذب محمد عادل: لا علاقة بينهما

كشف ممثل الادعاء، في بيان الإحالة إلى المحكمة، أن كل التحريات وتفريغات الهواتف المحمولة المتحفظ عليها، الخاصة بالمجني عليها والمتهم، نفت وجود أي علاقة عاطفية بينهما.

وواصل: «المتهم عاش قصة حب في خياله هو، ورغم طلب المجني عليها منه الابتعاد عن طريقها وتركها وشأنها، إلا أنه حاول التواصل معها بأكثر من طريقة، فقررت حظر كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي».

وأوضح أن المتهم، استمر في مراقبة المجني عليها، وحاول التواصل معها مجددا، عبر أصدقائها وعبر حسابات وهمية أنشأها لمحاولة التوصل لها، وقوبلت كل المحاولات بالرفض، فكان قراره التخلص منها والإنتقام.

الحكم بإعدام محمد عادل.. ومفاجأة فريد الديب

ما إن صدر قرار المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة، بإعدام محمد عادل، قاتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، بالإعدام شنقا، بعد ورود قرار فضيلة المفتي، حتى أعلن المحامي فريد الديب، قبوله رسميا الدفاع عن الطالب المُدان.

وقال الديب في تصريحات لـ«الوطن»، بعد صدور الحكم اليوم: «بلغني أنّه تم الحكم بالإعدام، ولدينا 60 يوما لكتابة النقض في الحكم، وسأكتب النقض خلال هذه الفترة»، مؤكدا «لن أتقاضى أي أتعاب نظير الدفاع عن محمد عادل، قولا واحدا ولا جنيه واحد».

أزمات في المجتمع بعد قتل نيرة

لم تتوقف جريمة قتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف، عند الجريمة والقبض على المتهم ومحاكمته فقط، فالعديد من التصريحات تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب الجريمة وأثناء المحاكمة، كان أبرزها ما قاله الدكتور مبروك عطية أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، في فيديو عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، حمل عنوان: «اسمعوا الكلام كويس.. قتيلة آداب المنصورة وحتى لا تلحقها غيرها».

وعلق عطية، على واقعة نيرة أشرف، خلال الفيديو، قائلا: «لما المشايخ تكلموا عن الحجاب، سمعنا من يقول حرية شخصية، سيبي المهفهف على الخدود يطير، والبسي محزق، هيصطادك اللي ريقه بيجري ويقتلك»، مطالبا بارتداء النساء «قفة».

تصريحات الأستاذ الأزهري، لم تلق قبولا لدى المجتمع، وسرعان ما هاجمته، قالت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، عبر حسابها على «فيسبوك»، قائلة: «تذكروا وقوفكم أمام الله.. ارفعوا أياديكم عنّا نختصمكم أمام الله في الإخوة، ونتقدم ببلاغ للنائب العام ضدكم في الدنيا».

وطالبت رئيس قومي المرأة، بضرورة إيقاف خطاب الكراهية والعداء والإرهاب، مشيرة إلى «أن دماء هذه الفتاة وغيرها، في رقبة كل من خرج في وسائل الإعلام والدراما، بأعمال غير مسؤولة تحرّض على مثل هذه الجرائم، وأنها في رقبة كل من يبرر الجريمة».

وأعلنت المحامية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، تقدمها ببلاغ ضد مبروك عطية، واصفة تصريحاته بالعدائية، قائلة في تصريحات صحفية: «السيدات لن ترتدي قفة.. والقفة ترتديها أنت».

نفسيون: الإفراط في المشاعر قد يؤدي للقتل

وفقا للتحقيقات، أكدت تقارير الصحة النفسية والعصبية للمتهم، سلامة قوى المتهم العقلية والنفسية، إضافة إلى ثبوت عدم تعاطيه أي مواد مخدرة في التحليل الكيميائي الذي خضع له، إلا أن بعض الخبراء في علم النفس رجحو اضطرابه نفسيا.

قال الدكتور حسام الدين الوسيمي، أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن المتهم بقتل طالبة جامعة المنصورة يعاني من «الثنائية الوجدانية»، ولديه ميول انتقامية، لامتزاج الحب معه بالكراهية.

وأوضح الوسيمي، أن المتهم غير قادر على تحمل الرفض وإشباع رغباته، ولم يفكر في العواقب بشكل منطقي، والاندفاعية الشديدة سمة من سمات بعض المجرمين، إذ لا يتروى قبل تنفيذ أي شيء.

وعن تعاطف البعض معه في الجريمة، قال إنها حيلة يلجأ لها البعض، لتبرير الجرائم والتوحد مع المعتدي، باعتبارهم ممن لا يحبون أن يكونوا في موقف الضحية: «من يتوحدون مع موقف الجاني أو المعتدي، يبحثون عن مأمن من الاعتداء، من خلال خلق مبررات للجاني، وإلقاء اللوم على الضحية، وبذلك يكونوا مع الطرف الأقوى».


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة