يلا خبر | المسحراتي والبرياني…عادات واحتفالات الهند بشهر رمضان

يعتبر شهر رمضان مقدسًا للغاية للمسلمين في جميع أنحاء العالم، فهم يصومون في جميع أيام هذا الشهر وينهونه باحتفال كبير خلال عيد الفطر .

وتختلف العادات والاحتفالات بشهر رمضان في جميع أنحاء العالم ، ففي الهند تتعدد الطوائف الدينية ويمثل المسلمون نسبة 13% من السكان أي ما يقرب 180 مليون مواطن،ويحتل الإسلام المرتبة الثانية في ترتيب ديانات دولة الهند، لذلك يتمسك هؤلاء المسلمون بتقاليدهم وعاداتهم الإسلامية العتيقة خاصة في شهر رمضان .

وتبدء احتفالات الهند بشهر رمضان بعد رؤية هلال شهر رمضان المبارك، حيث يقوم القضاة الشرعيين بتحديد رؤية الهلال، فنجد الشوارع مليئة بالأفراح والأنوار وتنتشر البهجة بين المواطنين دون تعصب أو غضب من الديانات الأخرى.

ولم تقتصر فكرة المسحراتي على الدول العربية فقط ففي الهند تجدون المسحراتي أيضا ويسمى في اللغة الهندية “سهري” ، وفي نهاية الشهر يقدم السكان الهدايا والنقود تحية وتقديرا له لإيقاظهم من أجل تناول السحور قبل موعد الفجر.

ويكسر المسلمون في الهند صيامهم بالتمر والماء أو الحليب اتباعًا لسنة الرسول، وتعتبر أكثر وجبات الإفطار شيوعًا هي “شنا دال، وباكودا، وداهي وادا، والفواكه،

والساموزا ، والفيرني، والخمة والحليم”، وهي مشهورة جدًا في مدينة حيدر أباد.

وتحظى حفلات الإفطار بشعبية كبيرة وهي مكان للقاء العائلة والأصدقاء وتجد على المائدة جميع الأطعمة التقليدية خلال الإفطار، بما في ذلك البرياني والكباب والحليم والشوربة وغيرها،كما يحضر العديد من غير المسلمين حفلات الإفطار، ويأكلون مع المسلمين وجباتهم بفرحة دون تمييز.

ويذهب المسلمون أيضًا إلى المساجد للصلاة، حيث يعد رمضان هو أقدس شهر للإسلام ، لذلك يتأكد الناس من أن يصلوا لله سبحانه وتعالى ،وتقام الصلوات الجماعية حيث يجتمع العديد من الناس في المساجد وتصلي النساء والأطفال أيضًا خلال شهر رمضان .

ويمكن مشاهدة المسلمين الذين يرتدون زى “كورتا باجاما” التقليدى وغطاء الرأس أثناء ذهابهم إلى المساجد لتأدية الصلوات وخاصة صلاتي المغرب و العشاء والتراويح.

ويتناول المسلمون في الهند وجبتهم الرئيسية بعد صلاة التراويح، وهى عبارة عن عن اللحوم والأرز والخضروات والخبز، والأطباق الهندية الشهيرة مثل البريانى والتندورى ،ومن أشهر الوجبات هي وجبة الـ “حليم” وهى عبارة عن اللحم مطهى مع حبات القمح لمدة لا تقل عن 8 ساعات.

ويشمل الإفطار مأكولات خفيفة كحمص الشام  إلى جانب سلطة الفواكه والبكورا المصنوعة من دقيق حمص الشام مضافاً إليها التوابل وبعض الخضروات،وتختلف موائد الإفطار بإختلاف البلدة فإفطار مومباي يختلف عن حيدر اباد وهكذا وكل حسب مقدرته المالية.

وبعد الإفطار كعادة أغلب الدول يعد طبق الحلويات من الأطباق الرئيسة ويحب الهنود حلوى الجاليبي والفيني والشعرية بالحليب،ومن العصائر يفضلون عصير الليمون والحليب ، وهناك في بعض مقاطعات الهند نجدهم يهتموا بمشروب الأرز بالحلبة والكركم بجوز الهند ،ويقوموا بتوزيعها بشكل خيري في صلاة التروايح بشكل يومي على بعضهم البعض .

ويعتكف الهنود في  العشر أيام الأخيرة في الشهر الكريم في المساجد، ولليلة القدر مكانة عظمى لديهم ويعتبروها هي ليلة الـ 27 على الأغلب ،ويستعدون لها بطريقة مميزة، حيث  يرتدون الملابس الجديدة ، ويقيمون الصلوات والعبادات وقراءة القرآن ويوزعون الحلوى على المصلين ويزورون القبور ويقومون بقراءة القرآن للموتى بشكل جماعي ومشهور في الهند .

وفي أخر صلاة جمعة في شهر رمضان المبارك، أو بما تسمى “جمعة الوداع” طقوس خاصة في الهند، حيث يتوافد المسلمون إلى أكبر المساجد، خاصة في مدينة حيدر أباد وتحديدًا في مسجد مكة ، ويقوموا بفرش الشوارع حول المسجد لكي يصلوا فيها لكثرة عدد المصليين ،وتتوقف حينها حركة المرور حول المسجد.