يلا خبر | مدير «الدولى لدراسات الجدوى»: الخطة الشهرية هى الحل.. والأولوية للأكل والشرب – تحقيقات وملفات

تحديد خطة للتحكم فى إدارة متطلبات الأسرة وتوزيع مصادر الدخل لتلبية الاحتياجات لأفرادها، من الأمور التى أصبحت أساساً علمياً يجب الالتزام به، إذ يساعد على ضبط المصروفات، من خلال ترتيب الأولويات والمستحقات، حيث تختلف ميزانية كل أسرة عن الأخرى، وفقاً لقيمة الدخل بالإضافة إلى أنواع المتطلبات، ولكن لا يعرف العديد من الأسر كيفية وضع ميزانية للأسرة، أو الالتزام بها وبالتالى لا يحدث تكافؤ فى المعيشة مع مصدر الدخل.

هدى الملاح: الورقة والقلم أساس نجاح الميزانية حتى لو بـ1000 جنيه.. والعشوائية تسبب أزمة فى الاقتصاد المنزلى

وفى هذا الصدد، قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، فى حوارها مع «الوطن»، حول تحديد ميزانية الأسرة ومعرفة الطرق الصحيحة لوضعها، إن كتابة الميزانية وتحديدها على الورق يسهل على الأسر تسيير أمور حياتها ومعيشتها حتى لو كان دخلها 1000 جنيه.. وإلى نص الحوار:

بداية.. لماذا يلزم أن نضع ميزانية للأسرة؟

– يخوض الأفراد العديد من التحديات بين كل شهر وآخر، والاحتياجات المنزلية من الأمور التى تسبب هموماً للكثير من الأسر، وذلك لأنهم يعيشون دون وضع خطة محددة لتحديد المتطلبات اللازمة وتغطية المصروفات.

وتكون المعيشة بشكل عشوائى ما يسبب حدوث أزمة فى الاقتصاد المنزلى، وبالتالى تحتاج الأسر لوضع خطة شهرية والسير عليها بشكل يومى.

ما الأسس التى نحدد من خلالها النفقات التى تحتاجها الأسرة؟

– تختلف المتطلبات من أسرة إلى أخرى، ويتحدد ذلك وفقاً لمستوى المعيشة، والدخل الشهرى، سواء كان للرجل أو المرأة، ولكن هناك أساسيات فى وضع الميزانية، وتعتبر نهجاً ثابتاً إذ يلزم تحديد المتطلبات الضرورية أولاً، حيث هناك بعض السلع التى يمكن استبدالها وتكون فى الوجبات الغذائية حرصاً على التوفير، ومتطلبات لا يمكن الاستغناء عنها وهى السلع الخدمية مثل الغاز، الكهرباء، المياه، بنزين السيارة، مستحقات المنزل إذا كانت الأسرة فى منزل إيجار، وفى حالة استطاعة رب الأسرة تأجيل فاتورة عند حدوث أزمة خلال الشهر الموجود به، يمكنه عمل ذلك.

يجب أن نعود للماضى ونتعلم الحرف البسيطة.. مع إعداد الطعام وبعض السلع منزلياً بدلاً من شرائها «جاهزة»

ما السلع التى يمكن استبدالها لنجاح الميزانية؟

– هناك بعض السلع التى ليست لها بدائل ولكنها منخفضة السعر، وتناسب الدخل مثل الأرز المصرى، والملح، إذ لا يلزم جودة عالية فى جميع المنتجات، كما يمكن البحث وتعلم صناعة بعض السلع المستهلكة وبطرق بسيطة مثل الصابون السائل، وبالتالى نوفر فى الإنفاق، بالإضافة إلى الحصول على كمية كبيرة تظل لفترة أطول دون الحاجة إلى ضمه إلى ميزانية كل شهر.

لو أننى معتاد على شراء منتجات بأسعار معينة وحددت الميزانية وحصل اختلاف.. كيف يمكن أن أحل المشكلة؟

– محاولة عمل ترشيد للاستهلاك، على سبيل المثال: الفول المدمس ارتفع فى السعر، نعمله فى المنزل، بدلاً من شرائه من المطاعم، وأن نعود إلى أيام الماضى والأكل الطبيعى والاعتماد على النفس فى كل شىء، بالإضافة إلى ضرورة تعلم الحرف والمهن اليدوية بجانب الشغل الأساسى، حتى يتوفر من خلالها عائد مادى للجانب الترفيهى للأسرة، أو إنقاذ المواقف التى يحدث بها اختلال فى الميزانية.

هل من الضرورى تحديد الميزانية بالورقة والقلم؟

– لا يمكن الاعتماد على الذاكرة فى حمل مسئولية الأسرة، لأن الإنسان بطبيعته معرض للنسيان، وكتابة الميزانية وتحديدها على الورق يسهل على الأسرة العديد من الأمور، إذ تبدأ ربة المنزل فى توفير السلع الغذائية فى الثلاجة وبالتالى تخلصت من أحد الأساسيات، كما أنه يمكن أن يحدث خصومات فى الراتب، أو أن الدخل الأسرى غير ثابت، نفترض لسائق تاكسى، لذا يلزم اللجوء للورقة والقلم لتغطية المتطلبات، ونخطط اليوم بيومه، ومع الممارسة والاستمرار تسهل عملية تحديد الميزانية ونجاحها.

الدخل الضئيل

إذا كان رب الأسرة يحصل على دخل شهرى 1000 جنيه، عليه النظر إلى الاحتياجات الأساسية أولاً، وعند الحصول على المبلغ المتبقى من السلع الاستهلاكية ينظر إلى التحسينات، إذ لا يمكن الاستغناء عن الأكل والشرب اللذين يكتسب الإنسان طاقته منهما ليواصل العمل، ولكن يمكنه ترشيد الإنفاق الأسرى من خلال استبدال المنتجات الباهظة بأخرى تحتوى على نفس القيمة والعناصر الغذائية. عند عدم القدرة على بعض الأطعمة مثل اللحوم، يمكن استبدالها بالدواجن، وبالأسماك، وبالبيض، مع التنوع فى الأطعمة خلال الشهر، بالإضافة إلى الحرص على البحث فى الأسواق عن المحلات المدعمة، ومنها عالى الجودة، ويناسب الدخل الشهرى.