يلا خبر | من الواحة إلى القاهرة.. رحلة عيسى لإحضار «سيوة» لمُحبيها

على بعد خطوات من ميدان التحرير، اتخذ عيسى محمد عيسى، الشاب السيوى ذو الواحد وعشرين عامًا، منفذًا ضيقًا بشارع قصر العينى لعرض منتجات الواحة الغنية بالخيرات، وذلك بعد أن أثر تفشى فيروس كورونا على الزيارات السياحية للواحة. بمجرد الدخول إلى المنفذ، الذى لا يمتلك واجهة، كونه مؤقتًا إذ يمتد لأسابيع فحسب، يمكن للمنتجات أن تخبر عن موطنها: التمور والزيتون ومشتقاتهما من المنتجات الزراعية الأساسية للواحة، والمنتجات اليدوية من الحقائب والشيلان المغزولة بأيدٍ سيوية، إضافة إلى عشرات منتجات العناية بالبشرة والشعر. وفقًا لعيسى، طالب الدراسات الإسلامية بجامعة دمياط، فالواحة محبوبة المصريين والأجانب، نظرًا لأنها «ملخص الجمال والطبيعة»، على حد تعبيره، لكن خطوة إقامة معرض تأتى لتقريب الواحة إلى محبيها من كبار السن وغيرهم الذين أصبح السفر بالنسبة لهم مخاطرة كبيرة منذ ما يزيد على عام مضى.

المعرفة المحدودة عن واحة سيوة أحد استنتاجات عيسى من الأيام التى يقضيها فى القاهرة، والمتمثلة فى السؤال المتكرر «هى سينا ولا سيوة؟»، والذى يجيبه عيسى بغير كلل فى كل مرة بأن سيوة واحة تختلف عن محافظتى شمال وجنوب سيناء، وهى تتبع إداريًا محافظة مرسى مطروح.

وإلى جانب المنتجات المعروضة للبيع، فبعض منتجات المعرض للعرض فقط، أحضرها عيسى معه للتعريف بموطنه وثقافته، من بين هذه المعروضات الزى الذى ترتديه العروس فى اليوم التالى لزواجها، والشال المطرز الذى يكمل هذا الزى، وبضع نماذج من الزى التقليدى. ويردف عيسى: «هذا الشال المطرز عتيق، ينتمى لواحدة من سيدات الواحة العظيمات وهى الحاجة فاطمة، ذات التاريخ فى مسألة مساواة المرأة السيوية بالرجل وتمكينها، وعندما ماتت، حرصت أسرتنا على اقتناء الشال وإحضاره لبيتنا، ومن ثم أحضرته للمعرض لقيمته المعنوية». فى آخر أيام المعرض، يلملم عيسى أغراضه مستعدًا للعودة لواحته المحببة، وفيما يستحضر مواقف دافئة بالقاهرة هوّنت عليه أول رمضان يقضيه بمفرده لأجل لقمة العيش، ينوى العودة مرة أخرى قائلاً «المرة القادمة سنحاول أن نعلن عن المعرض بشكل أوسع، ويكون فى مكان أكثر زحامًا حتى يتسنى لجمهور أكبر زيارته».