يلا خبر | «النابت والمحشى والطعمية» أكلات ذكرى «الجمعة العظيمة»

حلت، أمس، الجمعة العظيمة، والتى لها مكانة عظيمة لدى الأقباط، حيث يعتبرونها أقدس يوم فى السنة وأكثرها روحانية.

يقول القمص متياس، الباحث فى التاريخ الكنسى، إنه وكعادة المصريين فى ربط مناسباتهم بالأكلات كموروثات قديمة جدا، يفطر الأقباط مساء بتناول «الفول النابت»، والذى يوحى بحياة جديدة نبتت للمسيحى بعد صلب السيد المسيح، مثل حبة الفول اليابسة، والتى بعد وضعها فى المياه لمدة 3 أيام تعود لها الحياة وتنبت مرة أخرى، وهكذا يشبهها الأقباط بالموت 3 أيام مع المسيح وقيامته فى اليوم الثالث.

وكذلك «محشى ورق العنب» لأنه ملفوف مثل الكفن، ولأنهم فى نهاية يوم الجمعة العظيمة يتذكرون دفن السيد المسيح، أما الطعمية على مائدة إفطار الجمعة العظيمة، فلأنها مستديرة مثل الحجر الذى وضع على قبر السيد المسيح.

الفول النابت من أكلات «الجمعة العظيمة»

ومن مسميات هذا اليوم لدى الأقباط، جمعة الآلام، والجمعة السوداء، والمقدّسة، والحزينة، أو جمعة الفصح، وهى آخر جمعة فى الصوم الكبير لدى الأقباط «55 يومًا». وقال القس غبريال محب، راعى كنيسة السيدة العذراء بالمنيا، إنه فى هذا اليوم تتتبع القراءات والألحان رحلة السيد المسيح للصلب ساعة بساعة متطابقة مع ما كان يحدث للسيد المسيح فى ذلك التوقيت، منها صلاة الساعة التى جُلد فيها، وصلاة الساعة التى عُلق فيها على خشبة الصليب حتى ساعة دفنه.

ولفت «محب» إلى أن اليوم ينتهى بالميطانيات، ومعناها باللغة القبطية «سجدة»، ويسجد المصلون المسيحيون فى هذا اليوم 400 سجدة أو ميطانية، 100 فى كل اتجاه، وفيها يصرخ الشعب كله طالبًا الرحمة بصوت واحد قائلين: «كيرياليسون» لاستمطار مراحم الله ورأفته على البشر.

وفى ساعة متأخرة من مساء الجمعة يعود الأقباط للكنائس ليقضوا ليلتهم ساهرين بالكنائس الأرثوذكسية، حتى صباح السبت «سبت النور» فى سهرة صباحية تنتهى بالقداس تسمى «سهرة أبو غلمسيس».