منوعات

يلا خبر | محمود السعدنى يحتفى بهنّ فى «ألحان السماء» والشيخة سكينة تهجر القرآن للغناء بسبب «الفتوى»

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-04-25 11:29:08

اشترك لتصلك أهم الأخبار

حينما كان الشيخ أبوالعينين شعيشع نقيبًا لمقرئى القرآن الكريم، منذ عام 1988، خلفًا للشيخ عبد الباسط عبدالصمد، تقدم بطلب رسمى إلى الإذاعة المصرية، يدعو فيه إلى اعتماد مقرئات فى الإذاعة، وقال إنه «وافق على طلب انضمامهن إلى النقابة بعد اجتيازهن الاختبارات بنجاح»، داعيًا إلى «خروجهن للنور وإيصال أصواتهن المميزة إلى العالم الإسلامى».

«شعيشع» رأى، حينها، أن التيار السلفى فى مصر سيعترض بشدة، لكنه أصرّ على المضى قدمًا فى دعوته، مؤكدًا أنهن «حصلن على كارنيه نقابة مقرئى القرآن الكريم بعد جهد كبير بذلنه من خلال اختبارات عديدة، وقد اعتمدت نتائج هذه الاختبارات لجنة عليا من كبار علماء الدين، وقد شملت فروع الاختبار حفظ القرآن الكريم كاملًا وأصول التجويد، وأحكام القرآن وتفسيره ومخارج الألفاظ والحروف».

ودافع عن رأيه قائلًا: «المرأة إذا كانت تقرأ القرآن بطريقة جيدة وتعرف الأحكام ولا تقع فى أخطاء، فلا مانع من أن تصبح قارئة للقرآن، لأن ما يهمنا هو الحفظ والإتقان لا العمر أو النوع».

ستتوالى الانتقادات بالطبع، وسيقول بعضهم «صوت المرأة عورة»، متناسين الصحابية «أم ورقة الأنصارية» التى بايعت النبى وروت عنه الحديث، والتى كانت قارئة رائعة الصوت واشتهرت بكثرة صلاتها واستقطابها عددًا كبيرًا من النساء، حتى كان الرسول يجعل لها فى بعض الأحيان مؤذنًا يُؤذِّن لها.

ويمكن الاستشهاد هنا بفتوى الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه لا مانع من أن تقرأ المرأة القرآن الكريم مثل الرجال فى مجالس الذكر العامة وفى الإذاعة، لأن الأصل فى الأشياء الإباحة والجواز ما لم يرد حظر من الشارع، مؤكدا أنه لم يقل أحد من العلماء أن صوت المرأة عورة، وهو ضعيف يتصادم مع القرآن الكريم نفسه، لأن الله تعالى قال عن أمهات المؤمنين: «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ»، كما كانت السيدة عائشة، رضى الله عنها، مفتية المسلمين.

ويرى الشيخ على عبد الباقى شحاتة، وكيل مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، أن السيدة نفيسة كان لها مجلس علم، يحضره كبار العلماء فى مصر، منهم الإمام الشافعى، رحمه الله، وكانوا يسمعون صوتها ولم يُحرّم أحد صوت المرأة، والمرأة المسلمة مطالبة بتأدية جميع الشعائر والأركان والفرائض والمناسك، مثلها مثل الرجل، ومن ذلك قراءة القرآن إما ترتيلًا وإما تجويدًا، لكن أن تقرأ المرأة القرآن فى مجالس الرجال أو مجالس النساء فقط، فهذا خلاف فيه نظر، لكنه لا يصل إلى درجة التحريم.

وأكد «شحاتة» أن سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، ولّى الشيماء بنت الربيع مسؤولية أمور الحسبة، وهى وظيفة من وظائف إدارة الدولة، وهذه الوظيفة كانت تتطلب التحدث مع الرجال والتجار لضبط أمور الدولة، ولو كان صوت المرأة عورة ما ولاها ابن الخطاب هذا المنصب فى الدولة، موضحًا أن «صوت المرأة عورة» ليس حديثًا، ولكن قول بعض الفقهاء والمجتهدين، الذين بالغوا فى الأمر.

ترى هل لهذه الأسباب والاختلافات، غابت المرأة عن دولة قراءة القرآن فى الإذاعة المصرية، ولم تعد بيوت الوجهاء تطلب مقرئات فى سرادقات العزاء، كما كان يحدث قبل أكثر من ستين عاما؟..

فى كتابه «ألحان السماء»، أكد الكاتب الراحل محمود السعدنى أنه «بموت السيدة نبوية النحاس، عام 1973، انطوت صفحة رائعة من كتاب فن التلاوة والإنشاد الدينى فى العصر الحديث»، كاشفًا فى أحد فصول الكتاب، بعنوان «من الشيخة أم محمد إلى الشيخة كريمة العدلية» أن السيدة نبوية كانت واحدة من 3 سيدات اشتهرن بتلاوة القرآن الكريم ومعها السيدة كريمة العدلية والسيدة منيرة عبده.

وكان من عادتها، كما أورد كتاب «ألحان السماء» إحياء ليالى شهر رمضان الكريم فى حرملك الوالى، كما كانت تقوم بإحياء ليالى المآتم فى قصور قادة الجيش وكبار رجال الدولة.

ويتابع السعدنى حديثه عنها، فيقول: «أم محمد كانت موضع إعجاب الباشا محمد على، وحصلت على العديد من الجوائز والهدايا، وأمر محمد على بسفرها إلى إسطنبول لإحياء ليالى شهر رمضان المعظم فى حرملك السلطانة، وماتت الشيخة أم محمد قبل هزيمة محمد على ومرضه، ودفنت فى مقبرة أنشئت لها خصيصًا فى الإمام الشافعى، وجرت مراسم تشييع الجنازة فى احتفال عظيم».

ظهرت كريمة العدلية، حسب السعدنى، أيام الإذاعات الأهلية، التى ذاع صيتها مطلع القرن العشرين فى مصر، حيث عرفتها الآذان من خلال ميكروفون الإذاعة، وظلت ترتل آيات الذكر الحكيم بصوتها حتى الحرب العالمية الثانية.

وقعت «العدلية» فى حب الشيخ على محمود، أحد القراء المشاهير فى دولة التلاوة، حيث كانت تعشق صوته وطريقته فى الأداء، فى حين كان يبادلها الإعجاب بالإنصات إليها. وتظهر ملامح الإعجاب فى حرص «العدلية» على أداء صلاة الفجر فى مسجد الحسين حتى تتمكن من سماع صوت «محمود» وهو يرفع الأذان، بينما كانت تجيد جذب السامعين وهو من بينهم لها من خلال تلاوتها القرآن والمدائح النبوية.

بدأت منيرة عبده، النحيفة الكفيفة، كما يصفها «السعدنى»، رحلتها مع القرآن فى سن الـ18، عام 1920، محدثة ضجة كبرى فى العالم العربى حتى أصبح صوتها ندًا للمشايخ الكبار، وذاع صيتها فى الخارج لدرجة أن أحد أثرياء تونس عرض عليها إحياء ليالى رمضان بصوتها فى قصره بصفاقس بأجر 1000 جنيه عام 1925، لكنها رفضت، فما كان منه إلا الحضور إلى القاهرة لسماع ترتيلها طوال الشهر الكريم.

ومع بدء أثير الإذاعة المصرية، عام 1934، كانت «منيرة» فى طليعة الذين رتلوا القرآن بأجر قدره 5 جنيهات، فى وقت كان الشيخ محمد رفعت يتقاضى خلاله 10 جنيهات، لكنها اصطدمت بفتوى ظهرت مع دقات طبول الحرب العالمية الثانية، مفادها أن «صوت المرأة عورة»، وحينها أوقفت الإذاعة المصرية بث صوت «منيرة»، التى لازمت بيتها معتكفة حتى رحيلها.

قدمت الإذاعة لأول مرة يوم 19 إبريل عام 1936، ثلاث تلاوات للشيخة خوجة إسماعيل، وزاد الاهتمام بها، حتى أسندت إليها جميع التلاوات النسائية فى شهر مايو من العام نفسه، وبلغت ثلاث تلاوات فى الأسبوع الواحد، حتى اختفت تمامًا فيما بعد.

الشيخة سكينة حسن، ولدت ضريرة فى صعيد مصر، فألحقها والدها بالكُتَّاب لتعلم القرآن، ورتلت القرآن والتواشيح فى المناسبات الدينية، وسجلت بعض آيات الذكر على أسطوانات، وسجَّلت مجموعة من القصائد والأدوار والطقاطيق القديمة، وغيَّرت اسمها إلى «المطربة سكينة حسن»، فى بداية عشرينيات القرن العشرين. لها ترتيل مسجل منذ عام 1911.

لكن الأزهر، حرّم هذه التسجيلات، ما دفعها لهجر القرآن إلى الغناء

كانت الشيخة نبوية النحاس آخر سيدة مصرية ترتل القرآن الكريم فى الاحتفالات العامة سواء فى الإذاعة أو مختلف المناسبات فى ربوع مصر حتى عام 1973.

لم تتزوج أم السعد، ووهبت حياتها للقرآن، وماتت بكرًا وعمرها 80 عامًا، رغم كثرة من تهافت عليها للزواج بها، أما الشيخة مبروكة، فيوجد لها تسجيل قرآنى عام 1905، وتلت ما تيسر من سورة الإسراء عام 1911.

فى ختام دراسته، يرجع السعدنى انتشار قارئات القرآن فى مصر إلى أن «الأسر المصرية حتى بداية القرن الماضى، كانت لها تقاليد ظلت متمسكة بها حتى الربع الأول من هذا القرن، فكانت ليالى المآتم تقام 3 أيام للرجال و3 أيام للنساء، وكان لابد من وجود قارئات لإحياء ليالى المآتم عند السيدات».

ويضيف فى كتابه «ألحان السماء»، الذى كتب مقدمته الشيخ محمد متولى الشعراوى: «فى البداية لم تكن تلك السيدات يحترفن مهنة ترتيل القرآن، ولكنهن كن يحترفن مهنة النياحة أو المعددات كما كان يطلق عليهن أبناء الشعب».

اشتهرت كثيرات من الفنانات بتلاوة القرآن الكريم، منهن كوكب الشرق، أم كلثوم، ووردة، حيث اشتهرت كوكب الشرق بتلاوة القرآن الكريم، فى بداية حياتها، إلى جانب التواشيح الدينية، وهو ما ظهر جليًا فى أحد مشاهد فيلمها «سلامة»، إذ تلت ما تيسر من سورة إبراهيم.

كما قرأت وردة الجزائرية بضع آيات من سورة آل عمران، فى فيلم ألمظ وعبده الحامولى.



—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة