يلا خبر | «أحد السعف».. رمز البدايات المبشرة

فى كل عام يحل الاحتفال بذكرى احتفال الأقباط بأحد السعف «الزعف»، تطل علينا رائحة سعف النخيل وما يميزه من روائح الربيع، فى ذكرى دخول السيد المسيح أورشليم، وسمى بأحد الشعانين، لأن كلمة «شعانين» هى تحريف للكلمة العبرية «أوشعنا» أو خلصنا.

ويسمى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة، لأن أهالى القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين فارشًين الثياب وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يُعاد استخدام السعف والزينة فى أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم.

وتعد أوراق سعف النخيل فى المعتقد المسيحى، خاصة لدى أقباط مصر، ذات خصوصية ومكانة خاصة جدًا، يرجع ذلك لعدة أسباب، منها لارتباطه بعدد من آيات الكتاب المقدس ومنها ما هو أصيل لدى التقاليد المصرية القديمة.

القس تكلا نجيب، أستاذ التاريخ القبطى، قال إن فى الحياة المصرية القديمة كان سعف النخيل من أهم النباتات المميزة للبدايات المبشرة بالخير، وكان السعف الأخضر يرمز لبداية العام، لأنه يعبر عن الحياة المتجددة. وأوضح أن السعف يخرج من قلب النخلة وكانوا يتبركون به ويصنعون منه ضفائر الزينة التى يعلقونها على أبواب المنازل ويحملونها كذلك لتوضع فى المقابر ويوزعون ثماره الجافة صدقة على أرواح موتاهم، وظلت تلك العادة حتى وقت ليس ببعيد فى صعيد مصر، كما كانوا يصنعون من السعف أنواعًا مختلفة من التمائم والمعلقات التى يحملها الناس لتجديد الحياة فى العام الجديد. يقول القديس أُغسطينوس: «بين الصدِّيق والنخلة صفات مشتركة، وهذه الصفات هى أن النخلة تمتاز بالاستقامة، والصدِّيق أيضًا مستقيم فى علاقته مع الله والناس، النخلة لها قلب أبيض، والصدِّيق قلبه نقى ليس فيه مكر أو غش أو خِداع، كذلك حياة النخلة فى رأسها، فلو قُطعت ماتت وانعدم ثمرها، والصدِّيق حياته فى رأسه، ولهذا يجب أن يكون له فكر المسيح، فإن تخلّى عنه مات روحيًّا وأدبيًّا».