اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-04-18 18:39:00
اشترك لتصلك أهم الأخبار
حين يجمعك حوار مع أى مواطن سكندرى وتختلفان على أمر ما أو حين تبدى اعتراضك على صحة شىء قاله إلا وبادرك وأقسم لك قائلًا «والمرسى أبوالعباس.. اللى باقوله حقيقى» الأمر الذى يعكس ما يمثله هذا الولى لدى السكندريين من مكانة وقداسة، و«أبوالعباس المرسى» هو رمز صوفى ورجل علم ينتمى للطريقة الشاذلية، ويقع مسجد أبوالعباس المرسى فى الأنفوشى، وفى نطاق حى الجمارك الأشهر، والذى كان قديمًا جبّانةً يُدفن فيها الأولياء، ويعد مسجده واحدًا من أشهر وأهم المزارات الإسلامية فى مصر، والشيخ شهاب الدين أبوالعباس بن أحمد بن حسن بن على الخزراجى الأنصارى – وهذا اسمه كاملًا، ينتمى لأسرة تمتد فى نسبها إلى الصحابى الجليل سعد بن عبادة الأنصارى سيد الخزرج، كما أن جده قيس بن سعد بن عبادة أميرًا على مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب سنة 36 هجرية. ونعرفه اختصارًا باسم المرسى أبوالعباس، وهو مولود فى عام 1219 بمدينة مرسية الأندلسة، بجنوب شرق إسبانيا، وقد ظهرت عليه مبكرًا علامات النبوغ، وعنى أبوه بتحفيظه القرآن وإجادة القراءة والكتابة والحساب، فحفظ القرآن كاملًا فى عام واحد، وفى عام 1242 قرر والده الذهاب إلى الحج، مصطحبًا معه شهاب وأخاه وأمه، لتغرق السفينة قبالة السواحل التونسية، ليموت الأب والأم، وينجو هو وشقيقه، فيقررا الاستقرار فى تونس للعمل بالتجارة.
وفى عام 1242 م قابل الشيخ الكبير تقى الدين أبوالحسن الشاذلى، كبير الطريقة الشاذلية والصوفية، ونهل من علمه ورافقه.
كانت مدينة الإسكندرية فى ذلك الوقت أرضًا لاستقطاب علماء الأندلس وبلاد المغرب العربى، وعندما قرر «أبوالحسن الشاذلى» المجىء إلى مصر عام 1244 ميلادية، اصطحب معه أبوالعباس المرسى، ليستقرا فى الإسكندرية طيلة أربعة عقود، واحتل مكانة معلمه الشاذلى بعد وفاته، وواصل رسالته فى نشر العلوم الدينية والدنيوية بين الناس،
إلى أن توفى فى عام 1281 ميلادية واستقرت رفاته فى مقبرة صغيرة عند الميناء الشرقى بالإسكندرية، أو فى منطقة باب البحر، دون مسجد أو مقام حتى عام 1307 ميلادية، حتى زاره كبير التجار فى الإسكندرية الشيخ زين الدين القطان الذى قرر بناء ضريح ومسجد صغير، بل وجعل له منارة مربعة، وأوقف بعض المال لخدمته، لتبدء اللبنة الأولى لذلك المسجد الأهم والأشهر فى الإسكندرية، وكلما تعرض للإهمال يجد من يلتفت إليه ويقوم بترميمه ويعيد بناءه، مثلما فعل أمير الإسكندرية فجماش الإسحاق الظاهر عام 1477، والذى قام بإعادة بنائه، وعام 1863 تم ترميمه وتوسيعه شيئا فشيئا بأمر من شيخ طائفة البنائين.
وفى عام 1934 حظى مسجد أبوالعباس بأهم طفرة معمارية، فقد أمر الملك فؤاد الأول بعمل ميدان للمساجد تصل سعته إلى حوالى 3200 متر مربع، على أن يضم مسجد الإمام البوصيرى والشيخ ياقوت العرش، ويتوسطهما مسجد أبو العباس المرسى.
وكان القيام بهذه المهمة من نصيب المعمارى الإيطالى ماريو روسى، الذى جاء شابا على رأس وفد من المهندسين الإيطاليين الذين استقدمهم الملك فؤاد خلال فترة حكمه، لتصميم عدد من المبانى والمنشآت الحكومية وقد اندمج «روسى» بالمجتمع المصرى السكندرى بوجه خاص، مما أدى إلى اعتناقه الدين الإسلامى، ومما ساعده على هذا الاندماج السريع أنه كان عاشقًا للتراث المعمارى الإسلامى وظل لفترة طويلة يتأمل هذا الفن واستيعابه والعمل على إعادة تأسيسه بروح جديدة وعصرية، إلى أن أجرت وزارة الأوقاف مسابقة عالمية لاختيار كبير مهندسى الوزارة ليفوز «روسى» بهذه المسابقة وأصبح كبير مهندسى وزارة الأوقاف المصرية ومشرفا على القصور الملكية.
وقضى ماريو روسى 16 عامًا حتى ينهى بناء مسجد أبوالعباس المرسى على هيئته الحالية ذات الطراز الأندلسى، وأثناء قيامه بهذه المهمة عكف على دراسة العمارة الإسلامية ليخرج تلك التحفة المعمارية، ليتم تصنيف المسجد على أنه بداية ظهور العمارة الإسلامية الحديثة فى مصر بتصميمه المثمن الفريد من نوعه فى مصر، والاستغناء عن وجود الصحن الأوسط للمسجد دون أن يؤثر ذلك على الإضاءة الطبيعية ومساحة المصلى، ورغم أن شكل المسجد مُثمّن إلا أن روسى راعى أن يكون منتظم الشكل من الداخل، حيث يصل طول كل ضلع من أضلعه إلى 22 مترًا، ويتميز بلونه القشدى والنقوش والزخرفة التى تغمر أحجاره الاصطناعية من كل الاتجاهات من الخارج بنسب متساوية، وعند الدخول من المدخل الشمالى أو الشرقى، سنجد أن الزخارف تحيط بكل الأركان الداخلية أيضًا، كما يكسو الرخام الأبيض الأرضيات، كما أن جدرانه ذات مزيج رائع بين الحجر الاصطناعى من الأعلى، ومن الأسفل مغطى بالموزايكو، وبارتفاع خمسة أمتار، وفى أعلى سقف المسجد، وعلى ارتفاع 17 مترًا، نرى نقوشًا عربية وتعشيقات الأرابيسك والفسيفساء، والمشربيات وفتحات التهوية التى تحف المسجد من كل الاتجاهات.
يتميز الطراز الأندلسى، الذى بُنى عليه مسجد المرسى أبوالعباس، بالقباب وكثرة الأعمدة التى تحمل السقف، والمئذنة شاهقة الارتفاع، وأيضا أعمال الأرابيسك والفسيفساء فى النوافذ والأبواب، والمحراب المزخرف والمرتفع عن المنبر، كل ذلك ظهر جليا داخل مسجد أبوالعباس المرسى، حيث يحتوى على 16 عمودًا من الرخام والجرانيت، أربعة أعمدة منها من الجرانيت الوردى، صممت خصيصًا فى إيطاليا من أجل حمل قبة المسجد الواقعة فى الضلع القبلى منه.
أما منبر المسجد ذو القبة المرصعة بآيات من القرآن الكريم رسمت حروفها بالذهب الفرنسى، وقد تم استخدام خشب التيك والجوز المعشق والساج والليمون فى هذا المنبر وأبواب المسجد ونوافذه، بجواره يقع المحراب ذو الإطار الرخامى المزين بالفسيفساء تحيط به «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ومكتوبة بالخط الكوفى، على جانبى القبلة يوجد عمودان من الرخام المصرى يحمل اسم رسول الله محمد «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم»، وتتميز عن غيرها من محاريب مساجد مصر بالارتفاع الشاهق عن المنبر، خلف تلك القبلة من الخارج يقع السبيل وفوقه الكتاب، وبذلك تم الحفاظ على المكونات المعمارية المتعارف عليها فى المساجد، فى هذا العصر والعصور الإسلامية السابقة، وفى الجانب الغربى من المسجد نجد الميضاء ويعلوها مصلى للنساء بمدخل خاص، وتطل على صحن المسجد من خلال النوافذ والمشربيات يستطعن من خلاله النساء سماع القران والخطب واتباع الإمام فى الصلاة وهن بعيدات عن أنظار المصلين.. يرتفع المسجد ككل عن مستوى محيطه ما يقارب الثلاثة أمتار، تم استغلالها فى عمل دور أرضى كان يستوعب ما يقارب الثلاثة آلاف لاجئ أثناء الغارات الجوية وقت الحروب، ويستخدم أيضًا للتهوية لحفظ مستلزمات المسجد الخاصة.
-
الوضع في مصر
-
اصابات
185,922
-
تعافي
143,575
-
وفيات
10,954
-
الوضع حول العالم
-
اصابات
117,054,168
-
تعافي
92,630,474
-
وفيات
2,598,834
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق
مصدر الخبر