يلا خبر | «تقويم الأسنان».. خطوة «تعديل الفكين» تبدأ من الطفولة

يلجأ الكثيرون إلى «تقويم الأسنان» لتصحيح عيوب ومشاكل الفكين، والتى تنتج من عدم انتظام الأسنان أو عدم تناسب العلاقة بين الفكين العلوى والسفلى، ولكن ما لا يعرفه البعض أن هناك علاقة طردية بين العمر ومدة التقويم، وبالتالى فإن أفضل فترات التقويم هى مرحلة الطفولة من عمر 12 عامًا، بل ويمكن البدء فيها قبل هذا العمر بسنوات قليلة حال ظهور بعض الأعراض، على أن يتم توعية الأمهات بمنع أبنائهن فى سن مبكرة من بعض العادات السيئة، كقضم الأظافر، لتأثيرها السلبى على الفك والاضطرار لعملية التقويم.

يقول الدكتور على أحمد عليان، إخصائى الأسنان، عضو الجمعية المصرية لطب الأسنان، لـ«صحتك بالدنيا»، إن عملية التقويم تتناسب طرديًا مع العمر، فكلما زاد العمر زادت مدة التقويم، وقد تتم العملية حتى سن 50 عامًا، ولكن يلزم معها التأكد من حالة العظام والأنسجة المحيطة قبل الإجراء، ولذلك فإن أنسب فترة للبدء فى التقويم هو عمر 11 أو 12 عامًا، وهى الفترة الزمنية التى ينتهى فيها تبديل الأسنان اللبنية وبزوغ كامل الأسنان الدائمة ماعدا أضراس العقل، مستدركًا أن هناك حالات يفضل فيها البدء مبكرًا بتقويم الأسنان، من عمر 7 إلى 8 سنوات، وذلك مع ظهور بعض الأعراض، مثل بروز ظاهر لأحد الفكين عن الآخر أو الازدحام الشديد بين الأسنان.

وأشار «عليان» إلى أن هناك عادات سيئة للأطفال يجب انتباه الأهل، خاصة الأمهات، لها منذ الصغر، لأنها قد تسبب اللجوء إلى إجراء تقويمى، منها عادة مص الأصابع، وقضم الأظافر أو الأقلام، التنفس من الفم، الأكل على ناحية واحدة منذ الصغر ولفترة طويلة، حيث يمكن التغاضى عن هذه الحالات حتى سن ٥ سنوات على الأكثر، لأنها بعد ذلك قد تسبب تشوهات فى الفكين وبروز الأسنان منها، ما يعرف بـ«العضة المفتوحة»، والتى تكون مسافة بين الأسنان الأمامية العلوية والسفلية، حيث يجب أن تغطى الأسنان العليا 2 إلى 3 مم من أسنان الفك السفلى، مطالبًا الأمهات بمكافحتها بالثواب والعقاب أو الترهيب مثل عرض صور لأسنان قبل وبعد هذه الممارسات الممنوعة، ويمكن للأم ربط أصبع الطفل مؤقتًا حتى لا يعتاد الحركة، وإذا لم يستجب فمن الممكن استخدام «التقويم الوقائى» للطفل بتركيب أجهزة تعوق هذه العادات، مما يؤدى إلى عدم تطور الحالة واللجوء للتقويم العلاجى.

وكشف إخصائى الأسنان أنه يمكن تركيب تقويم للمرأة الحامل، ولكن بشرط الاعتناء المتقن لحالة الفم والأسنان بالنظافة واستخدام المعجون والفرشاة، للحفاظ على الأسنان، خاصة أن الهرمونات أثناء الحمل وإفرازات حمض المعدة وتقلبات الشهية، تؤدى إلى تدهور حالة اللثة والأسنان التى لا يتم تنظيفها، وحال وجود جهاز تقويم فتزيد فرصة تجمع البكتيريا و«البلاك» حوله.

وعن تأثير التقويم على صحة الأسنان، أكد الدكتور على أحمد عليان أن للأسنان حركة فسيولوجية خفيفة داخل اللثة وفكرة عمل التقويم مبنية على أساس تطويع تلك الحركة، بما يتوافق مع الحالة، وذلك بتطبيق قوى شد خفيفة ومحسوبة، وأى قوى زائدة أو خاطئة تؤثر سلبًا على حالة الأسنان والعظم، وفى حالة عدم اعتناء الشخص بأسنانه ينتج عن ذلك حدوث تورم باللثة والتهابات متكررة قد تستدعى التدخل الجراحى أحيانًا لقص تلك اللثة، فضلًا عن احتمالية تسوس الأسنان نتيجة تراكم البكتيريا والبلاك.

وحذر «عليان» من عمل التقويم حال الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، خاصة إذا كان المريض غير ملتزم بعلاجه، مثل داء السكرى، والأمراض القلبية وتركيب صمامات، حيث يجب أخذ مضادات حيوية كمادة تأمينية حال دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، نافيًا ما يُشاع حول ضرورة تركيب تقويم مع بزوغ ضروس العقل وتأثيرها سلبيًا على حركة الأسنان ودفعها للأمام، حيث إن تزاحم الأسنان يتناسب عكسيًا مع مساحة الفك المتاحة، أى أنه إذا زادت مساحة الفك قل التزاحم، والعكس.

ولتحديد نوع التقويم الواجب تركيبه، شرح الدكتور أحمد عليان وظيفة وصفات كل نوع من أنواع التقويم، وهى:

■ أجهزة داخل فموية، وتنقسم إلى 3 أنواع:

1- أجهزة متحركة، تُستخدم عند الصغار فى فترة الإطباق المختلط لتوسيع الفك العلوى ورصف خفيف للأسنان.

2- أجهزة وظيفية، تُستخدم عند الصغار، وهى عبارة عن أجهزة متحركة لها تأثير على عظام الفك السفلى، فتساعد على نموه بشكل طبيعى، وتكبح نمو الفك العلوى وتساعد على توسيعه.

3- أجهزة ثابتة، تُستخدم عند الصغار والكبار، وتأثيرها فى الأسنان فقط، ومنها أنواع مختلفة مثل التقليدى المرئى والمعدنى والملون والشفاف، ومنها المخفى الذى يتم تركيبه خلف الأسنان، ومنها غير المرئى الذى هو عبارة عن أجهزة بلاستيكية شفافة.

■ أجهزة خارج فموية:

يمكن أن تُستخدم خلال فترة نمو الطفل حتى عمر 14 إلى 15 سنة، وترتكز على الرأس أو على الجبهة والذقن، وتساعد على تحفيز ونمو الفك العلوى، أو كبح نموه حال بروزه ودفعه للخلف. وشدد إخصائى الأسنان على أن إحدى أهم مراحل التقويم هى «مرحلة التثبيت»، التى تأتى بعد انتهاء عملية صف الأسنان، وتعديل وضع الفكين، حيث إنه حال عدم أخذ تلك المرحلة بجدية، قد تكون العواقب وخيمة، منها عودة الأسنان بشكل جزئى للوضع الأساسى، لذا يجب متابعة الحالة منذ البداية، واتباع تعليمات إخصائى التقويم وليس الممارس العام بشكل كامل للوصول للحالة المثلى.