يلا خبر | طبيبة تترك الطب وتؤسس مزرعة ومركزًا لتوعية الأطفال بالبيئة

على مقربة من الشيخ زايد وطريق الواحات يقع مركز «أواسز» للتعليم البيئى المُستدام، على مساحة 10000 م2 بأطراف مدينة السادس من أكتوبر.

متبعة شغفها بالبيئة، دشنت الطبيبة السابقة، سالى حافظ بهجت، والحاصلة على ماجستير طب المجتمع، مركز «أواسز» المجتمعى للتوعية بالقضايا البيئية Oasis Community Center في العام 2013، كواحة خضراء تتوسط تلك المنطقة الصحراوية بمحافظة الجيزة، جنوب غرب وسط القاهرة، وفى بضع سنوات أصبحت واحتها قبلة يولى كل محبى البيئة وجوههم شطرها. ويُعد مركز (أواسز) مٌخيما بيئيا متكاملا، يحوى مركزا علميا وآخر تثقيفيا ومزرعة تُقيم أنشطتها الزراعية بالطاقة الشمسية المتوفرة وسط الصحراء.

ابتكرت بهجت عبر واحتها مفهومًا جديدًا للتوعية البيئية، فداخل واحتها يجد أطفال المدارس الخاصة والحكومية، وكذلك البالغون، طريقهم إلى التعليم المستدام بداية من مصادر الطاقة المتجددة، ودراسة الخلايا الضوئية وكل ما يخص تقنيات الطاقة الشمسية، مرورًا بموازنة انبعاثات الكربون من خلال زراعة الأشجار، والبستنة العضوية ثم مرورًا بإعادة تدوير المخلفات بصورة دورية، وتوعيتهم بكل ما يخص مخاطر انبعاثات الكربون الناتجة من تلك المخلفات والنفايات، وغير ذلك من الآليات الساعية لإنقاذ البيئة.

تركت بهجت مهنتها كطبيبة بشرية، واتجهت للنشاط المجتمعى بعدما فقدت والدها في 2011 ما دفعها أن تسعى لتحقيق هدف جديد في الحياة، إذ تأمل أن ترى قدرًا أكبر من المساحات الخضراء في بلدها «مصر»، عبر زيادة الوعى البيئي، إذ ينبغى على كل زائر لمركز زراعة شجرة واقتراح فكرة من شأنها إنقاذ محيطه البيئى لتنفيذها عقب رحيله من المركز.

في تصريحاتها لـ«المصرى اليوم» أكدت سالى حافظ بهجت، ذات الـ40 عامًا، أن بداية فكرتها كانت محفوفة بالمصاعب، إذ عانت كثيرًا في رحلتها لتعلم مهارات المبادرة، فتقول، «قدمت كثيرا من الطلبات لمختلف المراكز حول العالم لمساعدتى، ولكنى لم أتلقْ ردًا في البداية».

مركز أواسز للتوعية بقضايا البيئة

لعبت المصادفة دورها أولًا حين أرادت بهجت تحويل التعليم النظرى الذي يتلقاه أبناؤها إلى تدريب عملى بمزرعتها الخاصة، لينضم إليهم زملاؤهم حتى أصبحت تجوب المدارس لتُشرك المزيد من الطلاب مع أبنائها، وبحضورها إحدى فعاليات مبادرة الـ10 آلاف سيدة التي استضافتها السفارة الأمريكية بالقاهرة، والتابعة لمؤسسة جولدن مان ساكس الأمريكية، إحدى أكبر المؤسسات المالية العالمية، وفى أعقابها تلقت الدكتورة سالى دعوة للمشاركة في برنامج تدريبى حول مهارات المبادرة لمدة شهر في جامعة هارفارد، بالولايات المتحدة الأمريكية، كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياتها.

تضع بهجت النساء والأطفال على قائمة أولوياتها، وإلى جانب نشاطها البيئى تخطط سالى لتوسيع أنشطة واحتها لتشمل مشروعات ساعية لتمكين المرأة، وكذلك تأمل أن تسهم في تمكين النوبيين والاستفادة من مهاراتهم، ومساعدتهم على الحفاظ على إرثهم الثفافى عبر الترويج لمنتجاتهم اليدوية.

دشنت سالى بهجت العديد من المبادرات الواعية، ذات الأهداف المُستدامة كـمبادرة 1001 شجرة، كما شاركت في مبادرة «هنفرح بيكى امتى» التي أطلقتها مؤسسة «يوم رائدات الأعمال» ومجلة What Women Want عام 2017 بهدف تمكين المرأة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتغيير النظرة المجتمعية لها، كما اشتركت كمتحدثة وممثلة للمرأة في العديد من المؤتمرات والندوات المهتمة بشؤون المرأة والبيئة.