يلا خبر | «العشري»: حريص على المشاركة في معرض الزهور منذ 18 عامًا

وسط البذور والشتلات التى يتجمل بها معرض زهور الربيع، بحديقة الأورمان، وجد النوبيان أحمد الأسوانى وعبدالفتاح العشرى طريقهما لعرض التراث النوبى داخل وحدات المعرض.

على أنغام الفنان النوبى محمد وردى والفنان النوبى الشاب، حمو إسماعيل، يعرض النوبى الفاديتكى، على عبدالفتاح العشرى، منتجاته داخل إحدى الوحدات بمعرض الزهور. وتجمع «العشرى» بمعرض الزهور علاقة وطيدة، إذ اعتاد- منذ 18 عامًا- حمل المنتجات النوبية من قريته نصر النوبة وقطع ما يزيد على الألف كيلومتر وصولًا إلى القاهرة لتجد ملامح المحافظة السمراء طريقها إلى عيون محبى التراث النوبى فى العاصمة. وداخل وحدة «العشرى»، التى لا تتعدى مساحتها بضعة أمتار، يمكنك الالتقاء بملامح النوبة، بدءًا من مشغولات الجدات اليدوية كأطباق الخوص، مرورًا بعطارة المحافظة السمراء كالبخور العطرى، المُصنَّع من خشب الصندل، والمُشبَّع بالعطور الزيتية والحلفا بر والحرجل أو المخمرية والدلكا والخولنجان، التى تتجمل بها المرأة النوبية، ثم وصولًا إلى التوابل والسودانى الأسوانى ومطحون الدوم، الذى تشتهر به قرى غرب أسوان، كجزيرة هيسة والخطارة وأبوالريش، وأيضًا الخضروات المجففة.

وداخل وحدة النوبى الكنزى، أحمد الأسوانى، تخطف عينيك ألوان أطباق الخوص النوبية، وتفاصيل الموكيت اليدوى، المُرصَّع بالنخيل المتأصل فى وجدان أبناء النيل وألوانه التى تشبههم كثيرًا. ويبدو هذا الأسمر البسيط، ابن بلدة أبوالريش النوبية، مختصًا فى شؤون النوبة، إذ يعرف الأعشاب النوبية عن كثب، بدءًا من أماكن زراعتها، وصولًا إلى أغراضها العلاجية، كما يتحدث عن تاريخ مشغولات الجدات اليدوية بحماس يعكس تشبثه بهويته واحتفاءه بها.

وداخل وحدة «العشرى»، تجد عيناك طريقهما إلى تفاصيل لا يمكن استحضارها إلا فى قلب المحافظة السمراء، كمُعَدّات مشروب الجَبَنا النوبى، الذى يخلط عبره النوبيون بذور القهوة بأعشابهم الفريدة وبعض الأعشاب العلاجية، فضلًا عن 40 نوعًا من التمور النوبية، «المكابى» و«سكوتس» و«برتمودة».