يلا خبر | يحلم بـ موسوعة جينيس .. شاب يبدع في تحويل تذاكر المترو للوحات فنية

في مشهد متكرر يحدث كل يوم، زحام شديد في مترو الأنفاق، ضجيج من كل اتجاه، البعض يفر مواقع التواصل الاجتماعي والبعض يستمع للموسيقى، في محاولة لملئ الوقت الضائع بين المحطات، وعلى مدار عامان كان هناك شاب يجلس على أحد المقاعد مندمج في رسم حلمه على التذكرة.

محمد عصام، 27 عاما من محافظة السويس، مقيم بالقاهرة ويعمل في مجال كورسات الرسم، قرر قضاء الوقت الطويل الذي يقضيه في مترو الأنفاق نظرًا لطبيعة عمله، في الرسم على تذاكر المترو، حتى استطاع الرسم على مائتين تذكرة.

القصة بدأت منذ عامان، حين كان الشاب العشريني يشعر بالملل أثناء استخدامه للمترو بداية من محطة المرج انتهاءً بمحطة الدقي، ليقرر الرسم على أوراق عادية تكون معه بالصدفة، وفي مرة من المرات لم يجد ورقة ضمن أدواته فقرر ممارسة هوايته على التذكرة، ومع مرور الوقت أصبح أكثر احترافًا في تنفيذ فكرته.

أعمال محمد عصام

بورتريه لأشخاص أغلبهم ينتمون لفئة المسنين مرسوم بعناية بواسطة القلم الجاف الإسود، على تلك المساحة المحدودة بخلفية ذات اللون الأصفر، لم يكن اختيار أي تفصيلة به عبثًا، «حابب أرسم ناس شبيهة للناس اللي بقابلهم في المترو».. هكذا أوضح الشاب العشريني لـ«المصري اليوم»، سبب اختياره لرسم كبار السن بالتحديد، إذ يحاول محاكاة ملامح الأشخاص الذي يقابلهم يوميًا في مترو الأنفاق، بالإضافة عامل التحدي حيث إن رسم المسنين على مساحات صغيرة أمر غير دارج، نظرًا لكثرة تفاصيله.

أما القلم الجاف الأسود فكان اختياره لأنه لا يعطي لمعة غير مرغوب فيها للرسمة، كما أنه يظل محتفظ برونقه لأطول فترة ممكنة، بالمقارنة بالرسم بالقلم الرصاص، وعن اختيار جميع التذاكر باللون الأصفر فأوضح «اللون الأصفر بيليق مع القلم الإسود وكمان بيلفت الانتباه جدًا».

محمد عصام، شاب يبدع في تحويل تذاكر المترو للوحات فنية

الوصول لعدد كبير من البورتريهات المرسومة على التذاكر أيضًا لم يأتِ عبثًا، إذ يسعى صاحب الـ27 عام إلى تحقيق رقم قياسي من التذاكر حتى يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، «لو قدمت بعدد التذاكر اللي معايا هدخل لأن مفيش عدد مسجل».

في البداية كان محمود عصام يشتري التذاكر خصيصًا من أجل الرسم عليها، ومع مرور الوقت، ذهب لمقابلة أحمد عبدالهادي المتحدث باسم المترو وعرض عليه الفكرة، ما جعله يعطيه عدد كبير من التذاكر المستخدمة من أجل توظيفها في تطبيق فكرته«.

أعمال محمد عصام

وخلال المقابلة عرض الشاب العشريني على «عبدالهادي» تصميم لوحة مجمعة من التذاكر وتعليقها في محطة السادات، ولكن الفكرة توقفت بسبب كبر حجم اللوحة المطلوب آنذاك وما يتطلبه من مجهود، «بعد ما أقدم في موسوعة جينيس هعرض عليه الفكرة تاني».

«نفسي أعمل كاراكتر باسم مصر»، هكذا اختتم محمد عصام، حديثه مشيرًا إلى طموحه، فرغم دراسته البعيدة عن هوايته ومجال عمله، إلا أنه يسعى لاقتحام مجال الرسوم المتحركة وتصميم شخصية مميزة تُعرف باسم مصر، على غرار شخصية «مستر أميريكان» الأمريكية.

أعمال محمد عصام

محمد عصام، شاب يبدع في تحويل تذاكر المترو للوحات فنية