يلا خبر | تحليل جديد: الموناليزا المصرية تصور أنواعا منقرضة من الأوز

تعتبر الموناليزا أشهر لوحة في العالم وحتى القرن العشرين كانت اللوحة واحدة من بين العديد من الأعمال الفنية المتميزة. وهي لوحة فنية نصفية تعود للقرن السادس عشر لسيدة يعتقد بِأنها ليزا جوكوندو، رسمها الفنان والمهندس والنحّات الإيطالي ليوناردو دا فينشي خلال عصر النهضة الإيطالية. وتتميز اللوحة بأن ملامحها لا تتغير مهما تغير موقع المشاهد أو تغيرت طريقة نظره إليها.

وفي مصر وُصفت إحدى اللوحات القديمة والمعروفة بلوحة «أوز ميدوم» والتي يبلغ عمرها 4600 عام بأنها لوحة الموناليزا المصرية، ومثل لوحة الموناليزا التي كان العمل الفني هو موضوع اللغز ففي هذه الحالة المصرية فهو لغز حيواني.

وفقًا لتقرير لصحيفة بريسبان تايمز يشير تحليل جديد للعمل الفني إلى أن طائرين من الطيور المصوَّرة لا يبدوان مثل أي نوع من أنواع الأوز المعروفة للعلم. وبالتالي قد يمثلون نوعًا من الأوز انقرض الآن.

وحسب مجلة سميثسونيان لاحظ أنتوني روميليو، عالم الحفريات بجامعة كوينزلاند في أستراليا أن الحيوانات تشبه إلى حد ما الأوز أحمر الصدر الحديث، لكنهما ليسا متشابهين تمامًا وليس لدى الباحثين أي سبب للاعتقاد بأن النوع الأكثر شيوعًا في أوراسيا عاش في مصر على الإطلاق.

ولاستكشاف أنواع الأوز التي تظهر في العمل الفني بالضبط، استخدم روميليو ما يُعرف باسم طريقة توبياس «Tobias» وهي تستخدم المعايير الكمية لتصنيف حدود الأنواع.

ويقول إن هذه العملية تضمنت بشكل أساسي مقارنة أجزاء جسم الطيور المرسومة بقياسات الطيور الواقعية. والتحليل الناتج الذي نُشر في مجلة العلوم الأثرية وجد أن نوعين ظاهرين في العمل الفني يتوافقان مع إوز جريلاج وإوز كبير ذو واجهة بيضاء. لكن اثنين من الأوز الأصغر قليلاً مع أنماط ألوان مميزة لم يكن لهما تطابق في العالم الحقيقي.

ويضيف روميليو في بيان: «من منظور علم الحيوان، فإن العمل الفني المصري هو التوثيق الوحيد لهذه الأوزة ذات الزخارف المميزة، والتي يبدو أنها انقرضت عالميًا الآن».

وفي حين أنه من الممكن أن يكون الفنان قد اخترع ببساطة المظهر المحدد للطيور، يلاحظ العلماء أن العمل الفني الموجود في نفس الموقع يصور الطيور والحيوانات الأخرى بطرق واقعية للغاية.

وأشار روميليو لصحيفة بريسبان تايمز إنه ليس من غير المعتاد أن يصور الفن القديم لآلاف السنين حيوانات لم تعد موجودة في العصر الحديث.

ومع الفن المصري القديم هناك ثروة كبيرة من الحيوانات ممثلة في فنهم، وعادة ما يتم تمثيلهم بدقة. وبالتالي يمكن أن يساعد الفن القديم العلماء على تتبع كيفية تغير الحياة في منطقة معينة بمرور الوقت، كما في حالة تحول مصر من واحة خضراء إلى مناخ صحراوي.

وتم العثور على اللوحة من قبل عالم المصريات الإيطالي لويجي فاسالي في عام 1871 في مقبرة تقع بالقرب من هرم ميدوم، الذي بناه الفرعون سنفرو. وتنتمي المقبرة لابن الفرعون نفرماعت، وتم العثور عليها في محراب صغير مخصص لـ«أتيت» زوجة نفرماعت، وهي موجودة الآن في المتحف المصري في القاهرة.