يلا خبر | «هدرا» لأهالى مدينته: «السيارة فى خدمة مرضى السرطان»

22 كيلو هى المسافة التى يتطلب أن يقطعها مرضى السرطان وذووهم، من مدينتهم الأقصر، حتى مستشفى الأورمان بطيبة، ووسيلتهم هى 4 مواصلات و400 متر سيرًا على الأقدام من آخر مواصلة حتى باب المستشفى، أو يستقلون عربة خاصة بمبالغ كبيرة، حتى قرر «هدرا» أن يحارب الأمر وحيدًا، وعلى نفقته الخاصة، ويعرض سيارته «لخدمة مرضى السرطان وتوصيلهم إلى المستشفى مجانًا».

سيارته تَسَع من الأحباب والأهل المئات شهريًا، هكذا يطلق عليهم هدرا حنا، شاب ثلاثينى، وُلد وعاش فى الأقصر، ويملك محال ملابس ومكتب استشارات مالية، ولكن فور أن تصله مكالمة من مريض لتوصيله يترك كل مشاغله، ويتفرغ لذلك «المشوار».

القصة بدأت عند «هدرا» عندما تُوفى صديقه، وعايش المعاناة نفسها، حيث يوضح: «تطوعت لتسخير عربتى لتوصيل المرضى سواء لغسيل الكلى أو السرطان أو غيره، ولكن بالأخص مرضى السرطان لأكثر من سبب، من بينها وفاة صديقى، ورحمة على روح والدى». وأضاف: «وكمان شفت المعاناة اللى بيعيشها المرضى عشان يوصلوا المستشفى وهما أصلًا بيبقوا تعبانين ومش حِمْل تعب المواصلات أو فلوس السيارات الخاصة». «ليالينا الحلوة فى كل مكان»، «وعلى النغم تحلم بلدنا بالسنابل والكيزان»، على أنغام أم كلثوم وعبدالحليم حافظ تكون رحلة «هدرا» مع المرضى، فهو يهتم بتوفير حالة من الهدوء النفسى لهم، موضحًا: «مابتكلمش معاهم خالص فى حاجات شخصية ولا بسأل عن مرضهم، بحاول اخلق حالة من الروقان والود بينّا، وبشَغّل أغانى قديمة». وأكمل: «بقالى 3 شهور فى المبادرة، وفيه ناس بقوا أصدقائى لأنى بوصّلهم كل يوم المستشفى، وناس بتيجى من قنا وأسوان وكامل الصعيد وبيتواصلوا معايا وبتطوع لتوصيلهم».

ولكن أكثر ما يُحزن «هدرا» هو عدم ملاحقته على العدد، الذى يزيد يومًا بعد يوم، موضحًا: «أعداد المرضى سواء من داخل الأقصر وخارجها كمان كبير أوى، وساعات مش بقدر ألاحق عليهم، وأمنيتى المبادرة تتوسع وناس تانية تطوع بسياراتها لتوصيل المرضى والتخفيف عنهم».