يلا خبر | إيمان خلوف.. أردنية تحترف الـ«ستاند أب» كوميدي عن طريق الصدفة

الرغبة في النقاش الاجتماعي الممتزج بحِس الدعابة، خليط يرسم ملامح فن الـ«ستاند أب» كوميدي، والذي يستدعي الجرأة وامتلاك مُقدم تلك العروض موهبة إضحاك الجمهور.

ذلك الفن المُركّب الذي وقعت في غرامه إيمان خلوف، أردنية الجنسية، حتى أصبحت إحدى أبرز النساء في الإمارات -حيث تقيم حاليًا- اللاتي يخُضن تجربة الوقوف وحدها على المسرح والتحدث عن نفسها بطريقة مرحة تجذب الجميع.

لم تكتشف خلوف حُبها لهذا النوع من الحكي، إلا عن طريق الصدفة، فكان تخصصها بجامعة آل البيت بمدينة المفرق الأردنية هو «التعليم»، والذي يؤهلها إلى العمل كمُعلمة لمادة العلوم ولكن اكتفت «خلوف» بشهادتها، وفضّلت العمل في مجال الدعايا والتسويق منذ عام 2003.

طوال تلك الفترات لم تفكر يومًا أنها تملك القدرة على تحويل تعليقاتها الساخرة والكوميدية، التي تطلقها بطبيعية، إلى مُناقشات عامة يشاهدها الجمهور بإهتمام، إلى أن طرأت فكرة الحصول على كورس في الكتابة والأداء الكوميدي، بهدف مساعدتها في مجال عملها ليس إلا، لكن فتح أمامها أبوابًا جديدة.

جاء تعلّمها الكتابة الكوميدية لكي يحرر طاقاتها وميلها الفطري إلى فن الـ«ستاند أب»، وتدريجيًا شعرت بحاجتها إلى فتح مجال للنقاش أكثر اتساعًا بتقديم قصصها على طريقتها، باعثة رسائل للرجال والنساء معًا حول الحياة والزواج والتعامل مع الأهل وغيرها من المناقشات الحياتية.

وبعد أن كان من المستحيل تفكيرها في الوقوف على المسرح والحكي عن ذاتها بصراحة دون خوف، باتت تقاوم أي شعور بالرهبة وتستعمل موهبتها في التعبير عن ذاتها بسلاسة في مُشاركة الجميع تجاربها وأفكارها الحياتية أثناء وقوفها على المسرح.

تقول إيمان لـ«المصري اليوم»: «طول عمري بحكي بشكل ساخر، وممكن أعمل من أي موقف نكتة بس ما كنت بعرف أني ممكن أعمله على المسرح».

وحول المحتوى الذي تقدمه إيمان، لفتت إلى أنها تحكي عن علاقتها بوالدتها والأخرين كما تسلط الضوء على موضوعات مثل زيادة الوزن، وترتكز في كل موضوع تقدمه على سلاح «الطبيعية والواقعية»، حتى تصل إلى الجمهور الذي يشاهدها، فيما أشارت إلى أن خوفها من الوقوف أمام جمهور أثناء تقديمها عروضها الفردية يتلاشى حينما ترى تفاعل الحضور مع أحاديثها.

وأوضحت «خلوف» أن النساء تخشى الوقوف على المسرح والتحدث عن ذاتهن، لذا تجد نفسها وحدها مُنفردة في ذلك المجال بالإمارات، وذلك حتى لا يُحكم عليهن مُجتمعيًا، وقالت: «البنات تخاف من التحدث عن ذاتهن والحكم عليهن مُجتمعيًا، فيه ناس بدّها تقدّم (ستاند أب كوميدي) لكن لا تقدر».

وعن ردّات الفعل التي تلقتها وكانت «الأفضل» بالنسبة إليها، هي العبارات على شاكلة «تجربتك دفعتنا للتغلب على مخاوفنا تجاة مجالات بعينها»، وهو ما أبهجها ووصفته بـ«أحسن رد ممكن أتمناه»، وأكدت على أنها تسعد حينما ترسم الابتسامة على وجوه جمهورها، فهي ترى في الـ«ستاند أب» كوميدي وسيلتها لبث البهجة، قائلة: «كلنا بدنا نخفف عن حالنا ونضحك شوي.. ضحكة الناس هي كل شئ بيتمناه أي شخص يقف على المسرح»، ولا تزال تسعى إيمان حتى وسط تفشي فيروس «كورونا» المستجد إلى تطوير وتجديد قصصها، حتى أنها أهتمت بالحكي عن فترات ملازمة الكثيرين المنزل في ظل الجائحة.

يذكر أن الـ«ستاند أب» كوميدي، هو نوع من أنواع الكوميديا، حيث يؤدي الفنان الكوميدي مباشرة أمام جمهور حيّ وهو يلقي النكت ويتحدث عن مواضيع أخرى بصورة ساخرة ومضحكة، وعادة ما يتفاعل المؤدي مع جمهوره ويشركهم في أداءه، ويؤدي الكوميديون هذا النوع من العروض في الجامعات والمسارح.. وتتوفر العروض الكوميدية كعروض تلفزيونية، ويُطلق على مؤدي الستاند أب كوميدي تسمية: كوميديان أو ستاند أب كوميديان.