يلا خبر | فقد يديه بسبب «مخلفات الحرب».. فأصبح فنانًا يرسم بـ«أسنانه»

بالرغم من أنه فقد كفيه فى الصف الأول الإعدادى حينما انفجرت فيه دانة من مخلفات الحرب العالمية، منذ أكثر من 40 عامًا، لكن استطاع الفنان طلعت نبيه أن يكتب اسمه بحروف من عالم الفن، حيث تحدى الظروف وقرر أن يبدأ رحلة إبداعه بـ«أسنانه».

بعد 6 أشهر من الواقعة، قرر «طلعت»، 51 عامًا، أن يمسك القلم بأسنانه وفمه ودخل امتحانات الإعدادية والثانوية العامة وكلية الخدمة الاجتماعية، وأبدع فى رسم اللوحات بأسنانه، وشارك فى مسابقات عديدة، كانت أولاها مسابقة فى مديرية الشباب والرياضة، حيث رسم لوحة عن القدس، وفاز بالمركز الأول.

وفى أعقاب ذلك، تعلم الكتابة والرسم بـ«كوعه»، وأبدع فى الخطين الكوفى والديوانى، وعُيِّن بمديرية التضامن الاجتماعى ببنى سويف ليكون موظفًا يكتب المُحرَّرات الرسمية بأسنانه، وهو يقيم فى قرية الديابية التابعة لمركز الواسطى.

العقاد فى إحدى لوحاته

وحكى «طلعت»، لـ«المصرى اليوم»، قائلًا: «رحلة كفاحى بدأت فى قنا عندما كان والدى يعمل فى محطة مياه قنا، كنا معه، وعندما كنت طفلًا صغيرًا فى الثانية عشرة من عمرى، كنت ألهو بعلبة فارغة، فى أحد المعسكرات القديمة، أنا وزملائى، وإذا بهذه العلبة الصغيرة تتحول إلى قنبلة يدوية انفجرت فى جسدى وأطاحت بيدىَّ، وشاء القدر أن أنجو من الحادث، ولكن القنبلة تركت لى ذكرى حوّلتنى من طفل سليم إلى معاق، فقد تسببت القنبلة فى فقد كفى يدىَّ الاثنتين، لكننى تحديت الظروف وقررت أن أرسم بأسنانى وبدأت حياة جديدة وتزوجت، وشاركت فى مسابقة بمديرية الشباب والرياضة عام 2003، وحصلت على المركز الأول، وحتى الآن لم أحصل على شهادة تفوقى أو أى حافز مادى».

وتابع: «اتجهت بعد ذلك إلى الرسم بفمى وكوعى، ودخلت مسابقات والعديد من المعارض الفنية فى قصر ثقافة بنى سويف، وقد بدأت فى رسم الشخصيات التاريخية بالفحم، فرسمت صورة للزعيم أحمد عرابى وصورًا أخرى لعباس العقاد وتوفيق الحكيم»، مضيفًا: «اللوحات الخاصة بى كانت فى قاعة الفنون التشكيلية بقصر الثقافة، وفى عام 2005 حدث حريق قصر الثقافة المشهور، وراحت كل لوحاتى فى الحريق».

وناشد «طلعت» المحافظ ووزيرة التضامن الاجتماعى توفير طرفين صناعيين له، حيث تصل تكلفتهما إلى نحو 100 ألف جنيه، وهو ما لا يقدر عليه.