يلا خبر | «قلبى مليان بحكايات».. كتاب بتوقيع أطفال تحت العاشرة

قلبى مليان بحكايات.. فاكرة يا بلدى؟» كلمات غنتها المطربة الراحلة داليدا، السيدة المصرية ابنة شبرا التي زارت عشرات البلاد حول العالم، وتحدثت العديد من اللغات، ولكن لم يسكن قلبها إلا حب و«حكاوى» مصر، شىء مشابه حدث هنا لطفل لم يتخط الـ9 أعوام، أغنية «حلوة يا بلدى» هي المفضلة له، هو الآخر رغم صغر سنه إلا أن قلبه مزدحم بالحكايات التي قرر أن يرويها في كتاب بعنوان «قلبى مليان بحكايات».

كتاب صُناعه أطفال، عمرهم أقل من الـ 10 رغم الحداثة والتكنولوجيا التي تدور حولهم، إلا أنهم سلكوا طريقا آخر، أكبر من عُمرهم ربما، ولكنه ليس أكبر من قلبهم الواسع الذي يسع من الحكايات والخيال ألفا.

يحيى مصطفى فتحى، في الصف الرابع الابتدائى، يُمكن أن تصنفه أكثر من تصنيف، فهو طفل وطالب وكاتب، تربى على الحكايات التي يقصها عليه والده كل ليلة، قبيل النوم، وبكتب ومجالات الأطفال التي يُحضرها معه وهو عائد من دوامه إلى المنزل، ولم يستطع يحيى صبرًا حتى أن يكبر، بل اختصر أميالا من الطريق ليصبح من أصغر الكتاب.

مصطفى والد يحيى، صحفى، يُحكى لنا كواليس كتاب «قلبى مليان بحكايات»: «بحكيله قصص من وهو 3 سنوات، كنت أنا وأولادى يحيى وعيسى عاملين قصة خيالية بنحكيها كل يوم أبطالها خارقين وبأسمائهم، اتعلق يحيى أوى بالحكايات والقصص، وكمان هو بيحب فكرة الورق المطبوع، وبدأ هو يحكى قصص مألفها».

وأضاف: «يحيى جه سألنى على قصة يكون بطلها طفل بيتحول لحيوان أو طائر، وبعد بحث كتير مالقتش، قولتله ما تألف أنت، قالى أنا فعلًا عندى فكرة حلوة.. وقعد حكالى، ودورت مالقتهاش فعلا اتعملت قبل كده».

حب يحيى للحيوانات، ووجود عصافير وسلحفاه وكلب في منزله، وسفره لمنزل جده بسوهاج وركوب الحمار، ورؤية الماشية، كان مصدر إلهام له في تأليف قصته «قالي عاوز يعرف الكائنات دى بتفكر ازاى وبتشوفنا احنا كبشر ازاى».

بعد الانتهاء من كتابة القصة، تواصل مصطفى مع صديقه سامح، رسام في مجلة «سمير» واقترح عليه أن يرسم رسومات القصة، وكان رده «سامح قالى ان ابنته الصغرى سجا رسامة شاطرة جدا، وقرأت هي القصة وعجبتها وبالفعل رسمت كل الرسومات الداخلية والغلاف وأنهتها في شهرين».

لم يتخيل مصطفى وسامح أن الأمر سوف يصل إلى ما وصل إليه الآن، فبالصدفة عرضوا الحكايات والرسومات على دار نشر «حروف» التي تحمس مالكها وقرر أن يطبع الكتاب ويُشارك في معرض الكتاب القادم.

وعن يحيى وسجا قال مصطفى يحيى مبسوطين أوى ومتحمسين ونفسهم يعملوا كتاب تانى.. وكأنهم عاوزين يسلكوا الطريق ده خلاص. ويُنهى مصطفى حديثه بنبرة صوت متأثرة: «حاسس إنى اتطمنت على يحيى.. لو مت حاسس إن امتدادى موجود».