يلا خبر | بعد الانتشار الواسع لـ«البودكاست».. ما الفرق بينه وبين الراديو؟

«البودكاست Podcast»، تدوينة صوتية أو محتوى صوتي مُسجل، تبدأ مدته من دقيقة واحدة ويصل أحيانًا إلى ساعة أو أكثر، يُناقش موضوع واحد محدد ومكثف، يمكن أن يكون صديق للمُستمع في طريقه إلى العمل، في سفره، في القيام بأي مهام يومية، ويختلف عن الراديو بأنه مُحتوى مُسجل، يمكنك سماعه في أي وقت شئت وعلى عدة برامج، وبدون فواصل إعلانية أو غنائية أو مُداخلات أو إطالة في الحديث.

البودكاست ليس موجود منذ زمن بعيد مثل الراديو، ظهر منذ عام 2003، ولكنه بدأ يكتسب شهرته وتتسع حول العالم منذ سنوات قليلة فقط، واسمه مُنشق من كلمتين اولا كلمة Pod اختصار من جهاز شركة أبل “iPod” والجزء الآخر cast اختصار من مصطلح الإذاعة نفسه «Broadcast».

في الآونة الأخيرة، انتشر بشدة سواء من محترفين ومنصات معروفة أو هواة، سرنا يوميًا نرى مئات التسجيلات، وشارك في إنتاجه مؤخرًا مشاهير، ورغم أنه اكتسب شهر واسعة بالخارج، إلا أن في مصر مازالنا على الأعتاب الأولى لهذا العالم.

رشا الديب، من أشهر مُنتجي ومقدمي محتوى على البودكاست في السنوات الأخيرة بالوطن العربي، تعرفنا عن أهم النقاط التي تخص هذا العالم «البودكاست بقى شيء مهم وضروري في عالمنا، وهو بيفرق كتير عن الراديو، الأداء الإذاعي بيكون إرتجالي وفيه إطالة وأحيانًا كلام خارج السياق، ولكن البودكاست بيكون مكثف وبيكون في أداء معين موجه، وبيناقش موضوع محدد زي التحرش مثلًا وبيناقش جانب منه أو كافة الجوانب في عدد محدد من الدقائق..وميزته أنه متاح طول الوقت والناس بتختار عاوزة تسمع إيه من ومين».

رشا الديب

اختلف الوضع كثيرًا في عالم البودكاست منذ ظهوره حتى وقتنا الحالي، وقالت رشا «أول ما بدأ الناس كانت بترغي كتير وده كان بيوقع منهم جمهور كبير أوي.. ودلوقتي بدأوا يفهوا يعني ايه يعملوا محتوى مكثف»، وأضافت «دلوقتي بقى في كمان برامج تسجيل صوتي كويسة وتقدري تسجلي من خلالها وتحطي موسيقى خلفية، بقى في استثمار في الصناعة خلاها تنتعش كويس جدا. الصناعة قفزت 40% في السوق مؤخرًا عن قبل».
أما بالنسبة لعدد الدقائق «في تصنيفات يعني مثلا بيبدأ من دقيقة ل 15 دقيقة وده المثالي، لكن أحيانًا ممكن يصل ل40 دقيقة وأكثر، وده بيكون لطبيعة الموضوع وله جمهوره برضو».

«البودكاست في مصر»، على الرغم من اتجاه عدد كبير من الشباب إلى البودكايت في مصر، إلا أنه مازال لا يحتذي بشعبية ومعرفة كبيرة في شارعنا، وأوضحت رشا «المستمع المصري مش أفضل مستمع للبودكاست.. بيفضلوا أكثر مشاهدة فيديوهات، بيحبوا يتفرجوا على صورة أكثر وسماع ومشاهدة حكاوي متعلقة بنميمة أكثر، ودي حاجة بعيدة عن محتوى البودكاست».

وعن أهمية وجود «البودكاست» قالت رشا «أنه وسط آمن جدا، مثلا عملت بودكاست عن محاولة التحرش الأولى واستضفت بعض الفتيات اللي حكوا عن تجاربهن بدون معرفة هويتهن وبشكل آمن، فهو منصة آمنة تحديدا لو حاجة متعلقة بالحراك أو العنف».