يلا خبر | مضادات الأكسدة تقاوم أمراض القلب والسرطان والشيخوخة لكن زيادتها تسمم الجسم

كثيرا ما يدور الحديث عن مضادات الأكسدة، حيث بات هذا المصطلح يتردد في عالم الصحة والجمال وحتى التغذية، وخاصة في الفترة الأخيرة، ومع انتشار فيروس كورونا، أصبح التركيز عليه شديدا، سواء كعنصر تحتوى عليه الأدوية، أو حتى الطعام والشراب. فماذا يعنى ذلك المصطلح، وما أهميته؟

يقول الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، أستاذ المناعة المتفرغ بطب المنيا: هناك مايعرف بالإجهاد التأكسدي free radicals and”«وهو خلل في الجذور الحرة. ومضادات الأكسدة» antioxidants «في الجسم، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة. ويحدث الإجهاد التأكسدي بشكل طبيعي ويلعب دورًا في عملية الشيخوخة.

ومضادات الأكسدة هي عبارة عن جزيئات تحافظ على الخلايا من التلف الذي قد تسببه الجذور الحرة فيها، حيث أن الجذور الحرة تمتلك الكترونا حرا فتأخذ آخرا من مضادات الأكسدة وتصبح معتدلة. والجذور الحرة عبارة عن نتاج طبيعي عن عملية الأيض، كما أن الجهاز المناعي يستخدمها من أجل القضاء على البكتيريا وبالتالي فإن حاجتنا لمضادات الأكسدة أمر لا مفر منه.

وأضاف: بما أننا فعليا نحتاج إلى الجذور الحرة ونحتاج كذلك إلى مضادات الأكسدة، فعديد من الأمور الحل فيها يكمن في الموزانة. بمعنى أنه عندما تفوق الجذور الحرة المستوى المتوفر من مضادات الأكسدة، تتهدد الخلايا بخطر الإصابة بالاجهاد التأكدسي الذي من شأنه أن يؤدي في الحالات المتطرفة إلى موت الخلايا.أما الإفراط في تناول مضادات الأكسدة من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات وأعراض سمية على الجسم، كما من شأنه أن يصبح محفزا للإجهاد التأكسدي أيضا.

وعن الأسباب التي تؤدى إلى زيادة الإجهلد التأكسدى، بشكل غير طبيعى وبالتالى ترفع من حاجتنا إلى مضادات الأكسدة، يقول«أستاذ المناعة»: هناك بعض السلوكيات والظروف العامة من شأنها أن ترفع من الإجهاد التأكسدي، مثل تلوث الهواء، دخان السجائر، تعاطى الكحوليات والمخدرات، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتعرض إلى الأشعة، كحمامات الشمس مثلا، الإصابة الفيروسات والالتهابات والأمراض، والإفراط في تناول بعض المعادن مثل الحديد، المغنيسيوم والنحاس والزنك، نقص الأكسجين في الجسم أو فرطه أيضا، وممارسة الرياضة الشديدة والمجهدة التي تؤدي لتلف الأنسجة، وكذلك الإفراط في تناول مضادات الأكسدة كالفيتامينات، ونقص مضادات الأكسدة.

وأشار الدكتور «بسيونى» إلى أضرارالإجهاد التأكسدي المتكرر، حيث يؤدى إلى زيادة خطر النتائج الصحية السلبية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأنواع معينة من السرطان، ويعتقد أيضا أن تسهم في عملية الشيخوخة.

لافتا النظر إلى أن الغذاء هو المصدر الأساسي لمضادات الأكسدة، حيث نجدها في المصادر النباتية والحيوانية، إلا أنها متوفرة أكثر في النباتية كالخضار والفواكه والمشروبات كالقهوة والشاي.