يلا خبر | دراسة: «تحليل الدم» يكشف شدة خطورة الإصابة بـ«كورونا»

دراسة طبية حديثة كشفت عن وجود مكون يمكن قياسه أثناء إجراء اختبارات الدم التقليدية، قد يكون بمثابة مؤشر مفيد يكشف شدة خطورة فيروس كورونا المستجد ومخاطر الوفاة، حال إصابة الشخص به.

وبحسب باحثى الدراسة، فإن قياس وتحديد نسبة خلايا الدم الحمراء (RDW) داخل جسم المريض، يقيس التباين فى أحجام تلك الخلايا التى قد تؤدى إلى الوفاة.

وأشارت الدراسة المنشورة فى مجلة «جاما» الطبية، التابعة للجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن ارتفاع معدل كرات الدم الحمراء يزيد من خطر الوفاة بسبب تأثير المشاكل الصحية المصاحبة للمريض، بما فى ذلك أمراض القلب والرئة والإنفلونزا والسرطان.

وعلى الرغم من أن الآلية النهائية لارتفاع نسبة كرات الدم الحمراء لم يتم تحديدها بعد، الا أن الباحثين خلصوا إلى أن هذا المكون فى الدم يمكن أن يقدم تصنيفًا للمخاطر التى قد يتعرض لها مريض فيروس كورونا المستجد.

وقالت الدراسة: «أحد الاحتمالات قد يعكس ارتفاع كرات الدم الحمراء، فى بعض الظروف على الحالة السريرية، إلى تباطؤ إنتاج عمل كرات الدم الحمراء، الأمر الذى يؤدى الى زيادة إنتاج كرات الدم البيضاء أو الصفائح الدموية، مما يسبب ضعف المناعة».

وأوضحت الدراسة أنه فى الدراسات السابقة كانت تتم دراسة المؤشرات الحيوية الأخرى الموجودة فى الدم، لتقييم شدة فيروس كورونا، فقد أشارت إحدى الدراسات من جامعة جورج واشنطن، على سبيل المثال، إلى 5 مؤشرات حيوية مرتبطة بنتائج سيئة من فيروس كورونا وهى:

■ مستوى البروتين المتفاعل فى الدم (CRP)، وD-dimer (جزء من البروتين الذى يساعد على تكون الجلطات)، وIL-6 (بروتين إنترلوكين وهو بروتين طبيعى تنتجه الخلايا المختلفة بالجسم، يُساعد على تنظيم رد الفعل المناعى)، وLDH (نوع من البروتين يعرف بالإنزيم، يوجد فى جميع أنسجة الجسم تقريبًا)، وferritin (بروتين دموى يحتوى على الحديد).

وأوضح الباحثون أن فى حالة الإصابة ترتفع نسبة كرات الدم الحمراء، وتزيد أثناء الاستشفاء أيضًا، ووجدوا أن فى الحالتين ارتبطت كرام الدم الحمراء بزيادات ذات دلالة فى خطر الوفاة لدى المرضى، موضحين أن نسبة خطر الوفاة كانت 11٪ بين المرضى الذين كانت نسبة كرات الدم الحمراء طبيعية، بينما يقابلها 31٪ فى المرضى الذين يعانون من ارتفاع فى نسبة كرات الدم الحمراء، وأنه تم تحديد النسبة المرتفعة لكرات الدم الحمراء بأن تكون أعلى من 14.5٪.

وفى الوقت نفسه، أجرى باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بحثا على 1641 شخصًا مصابين بفيروس كورونا المستجد، وتم قبولهم فى 4 مستشفيات فى بوسطن بأمريكا، وتم تأكيد الارتباط بين زيادة خطر الوفيات وارتفاع نسبة كرات الدم الحمراء، حتى بعد حساب عوامل كثيرة، بما فى ذلك العمر والعِرق والسن، والأمراض المصاحبة لهم.

ومع ذلك، أشار الباحثون فى تلك الدراسة إلى أن الأرقام الأساسية للمرضى المصابين بارتفاع كرات الدم الحمراء غير معروفة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات خلال المراحل المبكرة من المرض لمعرفة «مدى سرعة تطور كرات الدم الحمراء»، قبل دخول المريض للمستشفى، مشددين على ضرورة «التدخل المبكر» لمصابى الفيروس، من خلال إجراء اختبار الدم فى المراحل الأولى من الإصابة.