يلا خبر | مسابقات الحمام الزاجل.. «يا طير يا طاير دربك على باب الله»

تنتشر في مصر هواية تربية الحمام فوق أسطح المنازل، حيث يقوم هواة الحمام بتصميم أبراج خشبية فوق أسطح منازلهم تتناسب مع طبيعة الحمام لممارسة تلك الهواية.

ولا تقتصر تلك الهواية على العناية بالحمام فقط، ففى داخل أحد أبراج الحمام في منطقة حلوان، يتسلق جمال السيد سلم برج الحمام الخاص به يوميا للإشراف على تربية حمامه الزاجل وتدريبه على المشاركة في سباقات السرعة بين المتنافسين، وهى مسابقات تقام بين أصحاب الحمام الزاجل، يقوم كل متسابق بإطلاق الحمامة الخاصة به بعد وضع خاتم في رجلها وعداد إلكترونى لحساب السرعة، ويفوز بها من تستطيع الحمامة الخاصة به الوصول لنهاية السباق أولا.

يتوجه المشاركون في تلك المسابقات لجمال لاقتناء الحمام الزاجل منه، لثقتهم في أصل الحمام الذي يقوم بتربيته، ليشاركوا به في تلك المسابقات، ويعتبر جمال أن تلك المسابقات أصبحت قليلة الآن نظرا للظروف المعيشية، وقلة المهتمين بهواية اقتناء الحمام عكس الماضى.

بدأ جمال تلك الهواية منذ نعومة أظافره في عام ١٩٩٨، متأثرًا بوالده الذي تعلم على يديه كيفية العناية بالحمام، وفى عام ٢٠٠٢ تخصص في تربية الحمام الزاجل وإعداده لتلك المسابقات.

يعتبر جمال أن من مهامه الحفاظ على صحة الحمام، وتقديم أفضل طعام له، لأن ذلك يساعد على غرس حب المكان في الحمام، وبالتالى يعود له بسهولة عقب كل طيران له في السماء.

لا تقتصر مسابقات الحمام على ذلك النوع فقط، فهناك نوع آخر يمارسه أصحاب أبراج الحمام داخل الحى السكنى الواحد، فيقوم كل صاحب برج حمام بإطلاق الحمام الخاص به في الهواء، ويحاول كل سرب حمام السيطرة على الآخر ومحاولة العودة لصاحبه بأكبر قدر ممكن من حمام المنافس، ومن يستطيع السيطرة على حمام الآخر يفوز بالمسابقة ويحتفظ بالحمام له.

يطلق على ذلك النوع من التحدى اسم «النش»، وهو يمثل تحديًا بين أصحاب أبراج الحمام، قائلا: «المتعة في النوع ده انك بتشوف حمامك طاير في الهوا وبيسيطر على حمام غيرك، ويعود لك بأنواع جديدة بعد السيطرة عليها وضمها للسرب العائد لبرجه».

يفتخر جمال بعدم قدرة أصحاب أبراج الحمام على السيطرة على الحمام الخاص به، ففى كل مرة يقوم هو بالسيطرة على ٥ أو ٦ من أنواع الحمام الخاص بالمنافسين، لكنه في معظم الأحيان يعيد ذلك الحمام لأصحابه إذا كانت المنافسة بينهم ودية، وإذا كان منافسه خصمًا له، فلا يقوم بإعادته له نظرًا لوجود تحد بينهما.