منوعات

يلا خبر | هناء على والإقامة فى جسد القصيدة

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-09-02 08:19:48

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ربما كان- وما زال- الولوج إلى عوالم المرأة الخاصة والسرية من أوعر المسالك وأصعب المحاولات؛ وقد راودت هذه المحاولات كثيرا من المبدعات والمبدعين، حامت وطوفت كتاباتهم حول هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر التي يفرضها مجتمعنا الشرقى والمحافظ؛ حيث لم تحلق أجنحة إبداعهم بجناحى الجرأة والمغامرة. وظلت هذه المحاولات على المستوى الإبداعى مجرد طرقات حيية.. مترددة؛ وبأيدٍ مرتعشة؛ على باب غرف المرأة السرية؛ على الرغم مما أحرزته المرأة العربية منذ بدايات القرن الماضى وحتى الآن من التحرر والاستقلالية والحصول على حقوق إنسانية واجتماعية ارتقت بوضعها وبنظرة المجتمع إليها. وكما تصدى قاسم أمين- على الصعيد الاجتماعى- لمهمة تحرير المرأة في أوائل القرن الماضى؛ قام رجل آخر هو نزار قبانى؛ في النصف الثانى من القرن نفسه؛ وبالوكالة عن النساء العربيات؛ بمهمة التعبير عنهن مقتحما عوالمهن؛ وربما كانت مجموعته الشعرية: (يوميات امرأة لا مبالية) أقرب محاولاته وأوفرها نجاحا في هذا الصدد.. نعم كانت هناك محاولات جادة لكاتبات وشواعر- لا مجال هنا لاستقصائها- من غادة السمان إلى فاطمة المرنيسى وأحلام مستغانمى؛ وأخريات؛ وكلهن حاولن المرور من سَمِّ الإبرة لكن لم يوفق منهن إلا أسماء معدودة.

وها هو صوت نسائى مختلف عن السائد.. مُغايِر للشائع؛ جرىء وواضح؛ يغوص في أعماق الذات الأنثوية ويطفو عائدا بقصائد ثرية بالهَمِّ الأنثوى والشجن الإنسانى؛ غنية بالشاعرية الشفافة؛ معبرةً عن صدق أحاسيس صاحبتها وتوهج خصوصيتها؛ محلِّقة بصور فريدة غير مجانية؛ وأكاد أقول وحشية؛ وغريبة على ذائقة الشعر المألوف.

هذا الزخم الوجدانى والإنسانى تفاجئنا به شاعرة شابة من دلتا مصر الخصبة بالعطاء؛ وعلى وجه التحديد من مدينة كفر الزيات؛ حيث صدر لها منذ أيام قلائل عن دار بدائل للنشر مجموعتان شعريتان. الأولى بعنوان (يحدث كل مساء)؛ والثانية بعنوان: (إقامة في جسد). وتتميز قصائد المجموعتين بخصوصية التجربة وحرارتها؛ وبساطة التعبير في جرأة وصدق؛ وحرارة الحس والوهج الشعرى في كلماتها وأخيلتها.

ومن قصائد ديوانها (إقامة في جسد) تأتى هذه القصيدة بعنوان «وجه يشبهنى»:

عظامُ الوقتِ التائهة.. بين جلدِ النسيانِ وحضورِكْ.. تبحثُ عن جسدٍ.. يشابهُ الطبيعةَ.. ببراءةِ الأزهارِ وجبروتِ البحرِ والرمل.. والشمسِ التي تحرق الأقدار.

في المساء.. أهربُ إلى هذا السرير.. الذي يدفنُ الحزنُ رأسَهُ في وسائدِه.. وأرتدى أفضلَ ما لدىّ من مشاعر.. أنتظرُكْ.. فأنا أخافُ أن أكونَ وحيدة.. بدونِ قلبِ.. بدونِ صوتْ.. بدون وجهٍ يشبهنى في المرآة.. فاقتربْ.. ودعنى أتذوق طعمَ الموتِ بشفتيك.. وغَطِّنى بغيْمِ الشماء.. امنحنى كلَّ الرغباتِ المتجددة.. حلمًا لا يذوبُ ولا يتلاشى بالماء.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    98,939

  • تعافي

    72,929

  • وفيات

    5,421


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة