منوعات

يلا خبر | «حذاء فيللينى».. رواية الصدف المأساوية ومنهجية التعذيب

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-08-30 17:16:04

اشترك لتصلك أهم الأخبار

فى روايته «حذاء فيللينى» التى صدرت طبعتها الثانية قبل أيام عن دار خطوط وظلال بالأردن، يطرح الكاتب الروائى وحيد الطويلة قصة مأساوية لطبيب نفسى يتعرض للتعذيب فى سجون النظام الشمولى القمعى فى إحدى دول الشام. وتحديدا سوريا. ثم يفاجأ بأن جلاده بين يديه فى عيادته مصاب بالعنة، ويفكر فى الانتقام منه طوال الوقت، مستعيدا كل صنوف العذاب التى تلقاها فى القبو الذى احتجز فيه لعدة أسابيع، وتتنوع صنوف التعذيب بين التعذيب المباشر للجسد وبين التعذيب النفسى المتمثل فى سماع الآخرين يتعذبون.

بداية الرواية مختلفة تماما عن سياقها العام، وإن كانت تمهد للأجواء النفسية والاجتماعية والسياسية التى يعيش فيها البطل فيما بعد، ويتفنن الكاتب فى استعادة مشاهد الموالاة والحشد والتعبئة للنظام كما كان يحدث فى فترات ماضية، كما يتفنن فى سرد وسائل وسبل التعذيب فى السجون والمعتقلات وتأثيرها المادى والنفسى على المواطنين، وتحويلهم من مواطنين صالحين إلى مرضى نفسيين مقهورين منطفئين.

«مطاع» بطل الرواية الطبيب النفسى الذى يتحول بقدرة التعذيب والظلم والقهر إلى «مطيع» يتفاجأ بدخول الضابط الذى كان يعذبه إلى عيادته بصحبة زوجته. ومن هنا تبدأ مونولوجات ثلاثة بين قصة تعذيب مطاع ليعترف على مأمون وهو شخص لا يعرفه يتبين فى النهاية أنه أعطى الشرطة معلومات خاطئة عن الطبيب. لكن بعد فوات الأوان وبعد جرعة التعذيب المكثفة التى تلقاها مطاع ليخرج من المعتقل ممهورا باسم مطيع. وبين معاناة الزوجة من سلطة زوجها الذى ظل يغتصبها طوال فترة وجوده فى السلطة، ومحاولتها أن تعطيه نفسها بالتراضى والحب بعد إحالته للمعاش وتركه السلطة واكتشافها أنه تحول إلى عنين فقد رجولته وقدرته على الفعل الذى كان يتباهى به طوال الوقت، وكثيرا ما كان يخونها مستندا إلى فحولة سلطته بالدرجة الأولى. وبين قصة الضابط نفسه الذى ظل يروى كيف وصل للسلطة وماذا فعل ليحافظ على هذه السلطة بأى ثمن، وفى النهاية هو يدافع عن أيديولوجية قمعية يتبناها النظام ويراها الأفضل للسيطرة على المجتمع وعلى من يعتبرهم الخراف الضالة التى تسعى للخروج عن المنظومة بأى شكل من الأشكال.

هذا اللقاء الثلاثى خلقته الصدفة البحتة. وهى الصدفة نفسها التى جعلت مأمون يبلغ عن الطبيب مطاع بدلا من الطبيب النفسى الآخر الذى كانت زوجة الضابط تزوره، وبالصدفة أيضا تتماس رغبة الطبيب فى الانتقام من الضابط الملقى أمامه بلا حول ولا قوة، من خلال اعتصاب زوجته أمام عينيه، وبين رغبة الزوجة نفسها فى الانتقام من زوجها بترك جسدها للطبيب. وهذا يدخل فى إطار الهواجس والأفكار التى تتردد كأصداء فى أخيلة الأبطال، حتى يبرز فيللينى فى النهاية كإطار تمثيلى حاكم للنهاية، يغير فى النهايات ويبتكر نهايات جديدة، ويتفنن فى فكرة الانتقام من الضابط، ويبرز فيللينى ـ المخرج الإيطالى الشهير منذ بدايات الرواية حيث يستشهد به البطل فى أكثر من سياق مستخدما جملا للمخرج الكبير مثل «لا شىء أصدق من حلم»، كما يستخدم تقنيات مختلفة فى طريقة تفكيره وإخراجه للأعمال وتعامله مع الممثلين، ويعتبر هوس البطل بفيللينى هو أحد عناصر الحبكة الدرامية للرواية التى تلجأ لهذا المخرج بطرقه الغرائبية وتقنياته الارتجالية ليضع نهايتها بنفسه. كما يتم استخدام حذاء فيللينى بصورة رمزية للإشارة إلى هوس البطل بالمخرج الشهير.

كما تتميز الرواية بأسلوبها السلس، رغم أنها تتبنى طريقة استبطانية فى التعامل مع الأحداث التى تتوغل داخل هواجس الأبطال. وتتخذ الرواية خطا مختلفا عن أعمال وحيد الطويلة الروائية السابقة مثل ألعاب الهوى وأحمر خفيف وباب الليل، فى طريقة السرد واختيار الشخصيات والمكان والموضوع، ولكنه فى النهاية يترك دائما بصمته المميزة بسرد أسماء المقاهى التى كتب فيها الرواية.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    98,497

  • تعافي

    71,302

  • وفيات

    5,376


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة