يلا خبر | رحلة هاني جمال في النحت بدأت بمحمد صلاح وصولاً لفيروز: «للنحت وجه آخر»

«للنحت وجه آخر»، اتجه الكثير من النحاتين في مصر لتقديم تماثيل لشخصيات مشهورة أحياناً تكون صائبة وأقرب للشخصية التي يتم تجسيدها، هاني جمال، نحات المنيا كما يتم وصفه، كان الأسم الأكثر تداولاً عبر الأيام القليلة الماضية لبراعته في تقديم تمثال للفنانة فيروز، ليست هي وحدها بل هناك سلسة من المشاهير التي يعمد جمال على تقديمها في مجال نحته.

يقول جمال الذي تخرج من قسم النحت بكلية الفنون الجميلة، 2008، إن حبه لمجال الفن التشكيلي بدأ من المراحل التعليمية المختلفة، قائلاً: «أحببت هذا المجال منذ الصغر، وسعيت لتطوير نفسي بشكل كبير، وحين دخلت للجامعة تخصصت في مجال النحت، فكان لدي شغف بالدراسة المتعمقة لهذا المجال».

عن تمثال السيدة فيروز، يقول في حديثه لـ«المصري اليوم»: «في مصر دائماً ما نقدر السيدة فيروز وما قدمته وتقدمه فهي صوت ملائكي، لذلك رغبت في خلق حالة من الربط بين البلدين بشكل أكبر، وبدات في تنفيذ التمثال الذي استغرق وقتاً لخروجه بالشكل المناسب، وعقب الانتهاء منه تلقيت الكثير من الرسائل التي تشيد به سواء من لبنان أو مصر، الفن دائماً رسالة للتواصل مع الآخرين فهو لغة عالمية مشتركة».

يتحدث جمال عن مجال عمله في تنفيذ تماثيل العديد من الشخصيات المشهورة عربياً، قائلاً: «لم تكن هذه بداياتي كنت اعمل في مجال الديكور بشكل تجاري ولكن عام 2018، اختلف كل شيء، وبدأت رحلة تنفيذ تماثيل لعدد من الشخصيات المختلفة المشهورة».

يقول عن أول تمثال قام بتنفيذه، كان للاعب المصري محمد صلاح، متحدثاً عنه قائلاً: «بدأ الأمر بالصدفة حين نفذت تمثال صلاح وبعد ذلك بدأ حبي يزداد لتنفيذ شخصيات محددة، أبحث دائماً عن الشخصيات الأكثر تأثير، كصلاح الذي كان الأكثر تأثيراً في ذلك الوقت بين الشباب سواء في مصر أو خارجها، وكان إضافة كبيرة للعالم العربي، كذلك تمثال محمد فوزي وماله من تأثير كبير في عالم الفن، المستشار هشام بركات النائب العام الشخصية الوطنية الذي تم إغتياله، ليس هذا فقط، نفذت تمثال للدكتور مجدي يعقوب لما له من تأثير كبير في عالم الطب، والشيخ النقشبندي صاحب التأثير الأكبر في مجال الدين والموشحات..دائماً أبحث عن الشخصيات الأكثر تاثيراً».

يؤكد هاني جمال، النحات المصري أن تنفيذ كل تمثال يأخذ وقت مختلف عن غيره، وذلك حسب الصور المتاحة عن الشخصية التي سيتم تنفيذها، ملامح الوجه.

يؤكد من جانبه، أن التمثال الذي كان الأصعب في التنفيذ هو تمثال الفنان الراحل أحمد زكي، مبرراً الأمر قائلاً: «كانت تعبيرات وجهه مختلفة، كان بيغير ملامحه بالكامل في كل عمل، كان بيعمل تغيير كبير من حركة العين، العضلات، وهنا كان من الضروري التركيز على التفاصيل فهي مهمة».

عن أعماله الفترة المقبلة، يتحدث قائلاً: «تاريخ مصر والعالم العربي ملىء بالشخصيات التي تستحق أن يخلد ذكراها بتماثيل، الفترة القادمة أفكر العمل على مشروع للنوستليجيا تجمع العظماء في كل مجالات الموسيقي، العلوم وغيرها، تمثال عن أي شخصية مؤثرة في المجتمع المصري، لتسيلط الضوء عليها من جديد، وإعادة إحياء الذكرى نفسها، فمثلاً تصميم تمثال الفنان محمد فوزي، كان رد الجميل له وتسيلط الضوء على ذكراه وأن الجميع يتذكر ما قدمه خلال مسيرته الفنية».

عن اهتمام المصريين بالنحت والفن التشكيلي، يقول: «مؤخراً أصبح مجال النحت أمر مفهوم للكثير، الكثير أصبح يقدره وينتقد بعض ما يتم تقديمه من أعمال، الأغلبية العظمي من الناس بتحب الشخصيات المشهورة والتماثيل الخاصة بها، واصبحوا قادرين على التمييز بين النحت الجيد والنحت السيء والغير جيد، أصبحوا قادرين في الحكم على جودة العمل، الفنان له رؤية محددة ولكن في الشخصيات المشهورة، يجب أن يشاهد الجميع كافة التفاصيل للشخصية المشهورة في العمل المقدك، الفترة الأخيرة الفن في مصر أصبح له تأثير مختلف».

تمثال «مصر تنهض» الذي اثار موجة من الإنتقادات فور طرح الصور الخاصة به، كان لجمال تعليق عليه، قائلاً عبر حسابه على «فيس بوك»: «أن التمثال لم يكن سيحظى بهذا الاهتمام في حالة تغيير اسمه ولكن تم وضعه في مقارنة مع تمثال نهضة مصر».

تابع تعليقه: «هناك فرق كبير بين الواقعية والتجريدية الواقعية كل الناس تفهمها لكن التجريدية أو التكعيبية للمتخصصين فقط..اخطا الفنان في عرض العمل قبل الانتهاء منه، والعمل لم يكن للعرض في ميدان… مجرد حدث فني والفنان شارك فيه بطريقته الخاصة، الفنان متخصص خزف ودي كانا التجربة الآولى له في الرخام ومن الخطأ عرض التجربة قبل الانتهاء منها».

وتابع: «أن الفنان يملك الحرية في التعبير كيفما شاء في اعماله، والمشكلة أن أي شخص يريد عمل ترويج للعمل الخاص به يطلق عليه اسم مصر على اساس الدولة ستهتم به، ولكنه يقع في فخ المقارنات».