منوعات

يلا خبر | «الغوازي».. رواية تستعيد تاريخ الحملة الفرنسية ومحمد علي والمنفى الداخلي بعيون «جوقة قمر»

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-07-19 19:49:00

اشترك لتصلك أهم الأخبار

فى روايته «الغوازى»، الصادرة مؤخرا عن دار أكتب، يعيد الكاتب الروائى إسلام محمود صياغة التاريخ بطريقة درامية غاية فى الذكاء والروعة، انطلاقا من الراوى الذى هو ابن إحدى الغوازى الشهيرات فى نهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، ويبدأ حكيه بمونولوج وجودى فلسفى، حيث لا يعرف من هو أبيه، إلا أنه يصبح الفتى المدلل المحبوب من الجميع المقدر والمحترم فى «جوقة قمر». تحكى الرواية بطريقة فنية لا تخلو من المسائل الفلسفية والفكرية والأسلوب الجزل الذى يختار مفرداته وتراكيبه بحرص شديد لتلائم روح الزمن السردى.

ويتناول الكاتب الحملة الفرنسية ورجالاتها، خاصة نابليون بونابرت وأثر ما قام به على مصر من خلال التركيز على كتاب وصف مصر وما جاء فيه من توثيق لكل صغيرة وكبيرة فى أرض المحروسة. كما تتناول الرواية العلاقات الغامضة والمعقدة بين جيش نابليون وفئة الغوازى واستخدام تلك الفئة كوسيط سياسى كان يلجأ إليه المناضلون وأمراء المماليك أو فلولهم والكثير ممن يطلب الحشد والدعم.

وتتطرق الرواية إلى الفرمان الشهير لمحمد على باشا بإبعاد فئة الغوازى من المحروسة ونفيهم إلى أقصى الصعيد وتحديدا إلى مدينة إسنا، ومعاناة «جوقة قمر» فى هذا المنفى، واضطرار «قمر» إلى الكتابة إليه لتطلب بكرامة العودة إلى المحروسة «القاهرة»، مع العلم أنها كانت من المفضلات لدى السرايا تحضر أفراحهم وتحيى لياليهم الساهرة، إلا أن الباشا يرفض طلبها حتى لو لفوا عرايا حول المسجد العمرى الكبير فى إسنا، وهو المشهد الدرامى الأكبر والأروع الذى يصوره الكاتب بطريقة خاصة مميزة. ويواصل الحكى عن دور القيادات الشعبية والأزهرية، مثل الشيخ حسن العطار والسيد عمر مكرم، فى مواجهة الاحتلال الفرنسى، ثم حملة فريزر الفاشلة، ثم مشاركتهم فى تولية محمد على واليا لمصر بعد الضغط على السلطان العثمانى.

تقدم الرواية مقطعا طوليا لفترة مهمة وفئة غامضة فى مصر وتأثيراتها السياسية والاجتماعية على المصريين.

يتطرق الراوى إلى البعثات العلمية التى أرسلها محمد على إلى الخارج، وكان من بينها البعثة التى سافر فيها رفاعة الطهطاوى وتأثير هذه البعثات على تغيير وجه الحياة فى مصر بعد عودتها، كما يتناول حدثا مهما بطريقة سردية احتفالية وهو مذبحة القلعة التى دعيت إليها والدته لتحيى الاحتفال فى القلعة إلا أنها اعتذرت وعرفوا فيما بعد أنه تم ذبح 500 من قيادات المماليك خلال هذا الاحتفال، وباقى المماليك تمت تصفيتهم فى الشوارع أو فى معسكراتهم فى القاهرة وضواحيها.

ولم ينج من المذبحة سوى واحد من قيادات المماليك، وهو أمين بك الألفى الذى فر إلى بلاد الشام. كما يتطرق السرد إلى حكايات طريفة منها موقعة التصويب فى قصر محمد على بشبرا، وقيام قمر بالتصويب من مسدسها الذى أهداه لها بونابرت أو أحد قيادات الحملة الفرنسية لتصيب زيرا فى الضفة الأخرى من النيل، وقيامها بإعطاء هذا المسدس هدية للوالى محمد على.

ولا تخل الرواية من جدال فلسفى رغم واقعيتها المفرطة وسردها المعارك والمناوشات بين المماليك والعثمانيين والغزاة الأفرنجة، وكذلك سرد الوقائع المتعلقة بالحياة اليومية للغوازى والفرق بين هذه الفئة وما تقدمه من فن وبين فئة الغانيات أو بيوت الدعارة وما تقدمه من متعة، وما فعله الفرنسيون للترفيه على جنود الحملة من استقدام 300 غانية.

كان بعضهن من فرنسا والبعض الآخر من مصر. ورغم ذلك استطاع الكاتب أن يقدم مسائل غاية فى الصعوبة تتعلق بالفلسفة والوجود والعدم والحلم والواقع والفرق بين الصورة ووصفها.

وربما يكون الجانب الرمزى للرواية هو أعمق وجوهها، فمن الممكن أن تكون «جوقة قمر» تعبر عن شعب مصر الذى تم استبعاده ونفيه من أرضه رغم ما قدمه ويقدمه من خدمات كبيرة للثورة والثوار ولخدمة الوطن عموما.

الكاتب سبق أن صدرت له روايات «سفر الأصفار» و«إنسان ما قبل الديمقراطية» وديوان «شهداء تحت الطلب» و«كتاب أخبار العمالقة فى بلاد الكفالة» ورواية «بديعة».

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    87,172

  • تعافي

    27,868

  • وفيات

    4,251


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة