يلا خبر | من ديوان (على الأثر) للشاعر الكوبى فيكتور رودريجث نونييث «أنصتُ إليكِ فَى خُفُوتِ الضَّوءِ»
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-06-16 04:51:20
الغرابُ لا يحترزُ
والحصانُ النَّاصعُ
يجرُ عربةَ الرَّوثِ
يمحو وجُودى بدَخَنهِ
مِثلَ غَبرة تَتَلاشَى
فى تعَامُدِ الأُفُقِ
المُنتَصبِ وسطَ زهورِ البَنفسج.
يخفقُ عطرُه بصَدْري
يرتَدُ عَن ذاتِه
يُحيلُ الشَّجرَ أحمر قان
أَبقَى كالأبكم فى الخَارِج
أنصتُ إليكِ تتعرينَ فى خُفُوتِ الضَّوءِ
لستُ الذى كانَ، أو الذى سيكُون
أتمخضُ بالتجرِبَةِ
يَطُولُ خُسُوفِي
غير أنَّكِ أنتِ دليلي
بينَ الجموعِ الضَّجِرةِ
تدفعِينَنى نَحوَ المَخْدَعِ
بينَ جدرانٍ نَسَقُها عَجيبٌ
تَكشِفينَ صَدرَكِ يَسطعُ
لا مُدعاة لسَترهِ
يشقُ رُدفَاك الأرضَ
فتهوى إلى فَمي
يَهذى المُتيقظون
مَعَ قيثارةِ الموتِ
ماتَ النائمون، يتسمَّعونَها،
ينتظرون البَعثَ أو لا يَفعَلون
عَلى هذا النَّحو
لا يقدرُ أيٌ عَلى مُراوغَةِ العَدمِ
مثلمَا هُو مَعَ الخليلةِ المَسْتورةِ
يكفيِه عَدمُ البُوحِ باسمِها المُوجِعِ
عليكَ أنْ ترغبَه
بجوارحِ نَفسَك مجتمعة
بسَرَيانِ النَّملِ فِى أوصَالِكَ
وإذا ما خُدعتَ
إذا ما أدارتْ لك إحداهنَّ ظَهرَها
كلمةً، لحظةً،
فلن تنالَ ضالَتَك
فلا يخيفُ الموتُ سوى الرغبة.
المدينةُ العجفاءُ تنتبه
دونَ صَيحات ديوك الصَّباحِ
واللّحَّادون ببزاتِهم الزرقاء
ينشقونَ عن الفَرَاغِ
بحوزتِهِم الهَوانُ والكلسُ
زَهراتُ القُرُنفلِ السَّليبة
والأعمارُ تَتَعرّى
دونما ظلٍ، دونما خَفرٍ
عظامٌ مَكسيةٌ بالعُشبِ
فوقَ أجوالِ القنَّب
بشكلٍ أو بآخر
تبحثُ عن مقبرةٍ
تبحث بيقين يدفَعُها
على عجلٍ، الصَّحراوات المَاضى المُستَقبل
وحَاضرُ ذاك الضّباب
حيثُ يشقُ
تلك البَقايا المَكشوفة بَين يَداي
يعودُ للبيتِ من البَابِ المُغلقِ
واستعارَة الضَّوءِ القديمة
مسمارٌ معقوفٌ
عاجزٌ عن دَعمِ أعمدَة السَّماءِ
فتتفرقُ الظلالُ
بلا هيئة
بأنفاسِها مثلَ شجرِ الصنوبر المحترق
فالموتُ ليس مضاد الحياة
■ نبذة عن الشاعر:
الشاعر الكوبى فيكتور رودريجث نونييث (هافانا، كوبا ١٩٥٥)، من أهم الأصوات الشعرية فى أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية، شاعر محترف وأكاديمى بجامعة كانيين الأمريكية ومترجم، نشر له أكثر من عشرين ديوان شعر فى إسبانيا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة. وحاز تسع جوائز أدبية على المستويين المحلى والعالمى. يدرس اللغة الإسبانية وأدب أمريكا اللاتينية ودراسات الترجمة. شارك فى العديد من المهرجانات الدولية وتُرجمت أعماله إلى أغلب لغات العالم.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق
مصدر الخبر