منوعات

يلا خبر | «الكروان الممنوع».. كتاب عن القارئ المثير للجدل «الشيخ عنتر»

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-06-15 01:20:38

انتهى الكاتب الصحفى طايع الديب من كتابه الجديد «الكروان الممنوع: قصة القارئ الشيخ عنتر مسلم»، يحكى الكتاب حكاية «الشيخ عنتر» المولود فى قرية العمة بمركز قطور فى محافظة الغربية (1936ـ 2002)، هذا القارئ الذى أثار جدلا واسع النطاق فى مصر منتصف الثمانينيات من القرن الماضى، وتربع على عرش مبيعات الكاسيت آنذاك، ما دفع بعض مشاهير القرّاء إلى محاربته، وشن حملات صحفية ضده فى جريدة «الأخبار»، بدعم من شركة «صوت القاهرة»، التى سحب الشيخ عنتر البساط منها!.

ويسرد الكتاب، وهو الثانى للمؤلف بعد كتابه «جمهورية الضحك الأولى» الصادر مطلع العام الماضى، كيف أن بعض إذاعات العالم الإسلامى كانت تبث تسجيلات الشيخ يومياً كمادة إذاعية ثابتة، بينما كانت أشرطته ممنوعة من التداول فى مصر، بناء على قرار صدر من الأزهر وقتها إثر الحملة الصحفية المضادة له، وقضى بأن الرجل يقرأ بقراءات غير مُعترف بها من العلماء.

آنذاك، نشر الكاتب الراحل محمود السعدنى مقالا قال فيه إن مسلّم «صاحب أسلوب فذ» فى قراءة القرآن الكريم، ودعاه علناً على صفحات جريدة «أخبار اليوم» للحضور إلى القاهرة، متعهدا بتسخير كل إمكانياته حتى يُجاز الشيخ من الأزهر، ويصبح أحد قرّاء الإذاعة المعتمدين، غير أنه لم يستجب لهذه الدعوة أبدا.

كان مسلّم «شيخ طريقة» جديدة من نوعها فى دولة التلاوة، فقد كان يتلو القرآن الكريم بأكثر من أربع قراءات مختلفة فى الرُبع الواحد، فاعتبر قرّاء الإذاعة طريقته هذه نوعا من الهرطقة، وخرقاً للقواعد الصارمة التى لا مجال فيها للاجتهاد أو الإبداع، وشنوا عليه حرباً ضروساً امتدت ساحتها من الإسكندرية إلى أسوان، فحظر الأزهر الشريف طبع وتوزيع أشرطته، أيام كانت شرائط الكاسيت هى النافذة الوحيدة المفتوحة خارج سيطرة الإعلام الرسمى، والإذاعة الشعبية الأوسع انتشاراً فى مصر والعالم العربى آنذاك.

جدير بالذكر أن الشيخ «تاب» عن تلك الطريقة المتفردة فى القراءة بضغط من الأزهر فيما يشبه انتكاسة مؤقتة لمدرسته فى القراءة. ونشر «إعلان توبة» مدفوعاً فى الجرائد القومية الثلاث «الأهرام والأخبار والجمهورية» تبرّأ فيه من أشرطته. والمدهش أن أحداً من محررى هذه المؤسسات العريقة مجتمعة لم يحاول البحث وراء «إعلان التوبة» الغريب هذا، ولو من باب الفضول الصحفى على الأقل!.

ويقول الديب: لقد اختفى مسلّم، ومُنعت أشرطته فى مصر، لكنها عرفت طريقها إلى كل قارات العالم، وباتت تُباع على أسوار (المسجد الأزرق) فى مزار شريف، وتنطلق من محال بيع الكاسيت فى لاهور، وتُسمع فى حضرات الطريقة الصوفية النقشبندّية بإسطنبول، حتى أصبحت تلك هى السابقة الأولى من نوعها: أن يشتهر قارئ مصرى فى بلاد لا تعرف اللغة العربية مثل أفغانستان وباكستان وتركيا، بينما هو شبه مجهول فى مصر!.

وحُورب الشيخ «الصييّت» فى عصره بلا هوادة، إلى حد أن بعض مشايخ السلفية و«الجماعات الإسلامية»، ومنهم الشيخ الشهير عبدالحميد كشك، اعتبره خارجاً عن الملة إن «أُستتيب» عما يفعله ولم يعلن توبته، وحذره «كشك» فى خطبة شهيرة من إعدامه شنقاً.

وبعد أن خفتت الضجة التى أثارها بمرور السنين، تم تجاهله تماماً عند أى تأريخ لمسيرة التلاوة. ومع ذلك، بات للرجل صاحب الأسلوب «الوحدَجيّ» المتفرّد فى القراءة عشرات التلامذة والمقلّدين فى عدة دول، منها مصر والعراق وإيران وإندونيسيا وماليزيا والمغرب. وبات هؤلاء يقرأون علناً بطريقته «الممنوعة» سابقاً!

واختلف الناس على الشيخ عنتر، فى زمانه، فمنهم من اعتبره نبتة إلهية فى حدائق القرآن، وصاحب مدرسة فريدة من مدارس القراءة المصرية، ومنهم من رأى أنه مبتدع، ولا يصلح حتى «قارئ مقابر». غير أن الشيخ الذى انطلق ذات يوم كالسهم، ومر فى سماء دولة التلاوة كالشهاب، لم ينطفئ حتى الآن.

وبعد نحو سنة من البحث والاستقصاء وراء ما تبقى من تراث الرجل، تبيّن أن الشيخ عنتر وقع بين «شقيّ رحى» لا يجتمعان على شىء، هما الأزهر والمتشددون، وأن الأمر – فوق ذلك- هو أكبر من مجرد سيرة قارئ، بل إن له أبعادا وجذورا سياسية وتاريخية، ضمن قضية كبرى «مسكوت عنها» منذ أيام الحكم العثمانى، تلك الحقبة السوداء فى تاريخ هذا البلد.

كما تبيّن أن منع أشرطة مسلّم كان جزءاً من وقائع مؤسفة ومعارك غير شريفة.

ويلقى الكتاب الضوء على قضية غامضة فى التاريخ الثقافى المصرى لم يسبق الكتابة عنها، فضلا عن كونه (أى الكتاب) محاولة لبحث الشيخ عنتر مسلّم، وموقعه الحقيقى بين معاصريه من القرّاء، وكيف خاض بمفرده معركة وصلت أصداؤها إلى أروقة الأزهر وأوراق الصحف، وتصدى لخصومه من كبار المقرئين المسنودين بمؤسسات الدولة، بينما ظهره هو إلى الحائط.. ولماذا حوصر رجل رفض «الجنسية الليبية» التى عرضها عليه مبعوث شخصى من العقيد معمر القذافى، وكيف اختفى فى النهاية شيخ اعتبره بعض الناس «قارئ العصر»، ثم عاد مرة أخرى إلى الوجود بعد نحو 35 سنة من المنع، عاد بملايين المشاهدات والتعليقات على مواقع «يوتيوب» و«ساوند كلاود» و«فيسبوك»، مصحوبا بنفس الجدال الكبير الذى أثاره ذات يوم!.


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة