يلا خبر | «ست بـ 100 راجل».. أسماء أنقذت زوجها بحجر منزلى «مشدد»

أسماء حسن بكر، 45 سنة، ربة منزل مقيمة بمدينة بنى مزار شمال المنيا، رسمت صورة جديدة للمرأة المصرية فى إنقاذ زوجها علاء محمد محمد المهدى، صاحب محل أحذية، من الوفاة بكورونا، قامت برعايته داخل منزلها بعد أن كشفت التحاليل إصابته بالوباء، فضلت علاجه بالحجر المنزلى دون انتقال إلى مستشفى الحجر الصحى بملوى، لتسجل أول حالة تعافٍ لمصاب كورونا داخل المنزل بمحافظة المنيا. أشاد بها أهالى المركز، لدورها فى دعم زوجها أثناء إصابته بالوباء، والتزامها بطرق الوقاية من المرض لها ولأسرتها، مؤكدين أنها سجلت صورة جديدة مضيئة للمرأة المنياوية، لا تقل عن جدتها هدى شعراوى فى مواجهة الاستعمار خلال ثورة 1919.

قالت أسماء: «تعرض زوجى للإصابة للمرض فى 15 مايو الماضى بحالة إسهال، وضيق تنفس وسعال، وفشلت جميع العقاقير الطبية فى إنقاذه، وبالعرض على مستشفى الصدر وأخذ العينات، تبين إصابته بالفيروس، ونظرًا لوجود مصابين بالمستشفى، فضلنا العزل المنزلى دون الانتقال إلى مستشفى الحجر، فتم تخصيص غرفة منفصلة بالمنزل وتوفير القفازات والكمامات والكحولات والكلور للتعقيم».

أضافت لـ«المصرى اليوم»: «خصص الفريق الطبى العقاقير اللازمة للعلاج، والطبيب المتابع لنا، وتعرض زوجى لحالة إعياء كاملة فى الأيام الأولى من تناول الجرعات وفقد القدرة على التذوق وعانى من ضيق فى التنفس وامتنع عن الأكل والشرب، وكانت المتابعة بتخصيص المشروبات الساخنة والأعشاب الطبية والمياه المعدنية، ومتابعة الحالة من ثقب الباب خلال ساعات اليوم، خصوصًا فى الأيام الثلاثة الأولى لتعرضه للسعال وضيق التنفس». وتابعت: «بدأت إجراء عمليات التعقيم والتطهير كل ساعة، وغسيل الملابس، وأدوات الأكل والشرب، كل ساعة، وامتد الأمر إلى تعقيم الغسالة وكل الأجهزة بهدف الوقاية من الوباء ومنع انتشاره وانتقاله للأبناء». وأضافت: «تعرضت خلال تلك الفترة للتنمر من الجيران وبعض الأهالى وامتد الأمر إلى عدم إلقاء السلام، فقررت قبول التحدى وعلاج زوجى، والعودة لحياتنا الطبيعية».

من جانبه، أشاد زوجها «علاء» بدورها فى علاجه، قائلًا: «هى وابنتى سارة دعمونى خلال فترة العلاج، الاتنين كانوا بـ 100 راجل، ولن أنسى دورهم طوال حياتى، لنجاحهم فى إنقاذى من الموت»، مؤكدًا تعرضه لشائعات الموت والهروب بدلًا من السؤال عنه، باستثناء بعض الأصدقاء، مشيدا بدور الدولة والصحة فى رعايته منذ الإصابة حتى إعلان شفائه وعودته للعمل.

من جانبه، قال الدكتور محمود عمر، مدير صحة بنى مزار، إن تعافى «علاء» جاء بتوفيق من الله وجهد من الفريق الطبى والزوجة، وهو ضمن عدد من الحالات التى يتم علاجها منزليًا، مشيدًا بدور الزوجة فى اتباع إجراءات الوقاية، والفريق الطبى فى المتابعة لحالة المصاب حتى التعافى.