يلا خبر | «رصد النجوم».. موروث قبائل جنوب البحر الأحمر لمعرفة الوقت والاتجاهات والطقس (صور)

مازال عدد من أبناء القبائل البدوية، التي تعيش في الوديان الصحراوية جنوب البحر الأحمر يعتمدون على النجوم في معرفة الاتجاهات والطرق وأحوال الطقس والأوقات أثناء ترحاله في الوديان الصحراوية ومعرفة الوقت لتحديد مواعيد الصلاة والوقت واتجاهات الطرق داخل الصحراء، ما جعله على معرفة بمواقع واتجاهات النجوم في السماء، وتمييز الاتجاهات شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا.

وتعتبر هذه الخبرة والمعرفة يتوارثها أبناء القبائل من شيوخهم الذين أصبحوا أدلة في دروب الصحراء والسير ليلًا للوصول على محطات وصولهم في أمان ويسر من خلال معرفة أشهر النجوم واحتمالات الطقس المرتبطة بها في تراث القبائل البدوية المنتشرة في صحراء جنوب البحر الأحمر.

وقال آدم سعد الله، أحد شيوخ قبيلة العبابدة بحلايب وشلاتين، وأحد خبراء السير بمعرفة النجوم، إن عدد كبير من الذين يقيمون في الصحراء يعتمد على رصد النجوم بالعين المجردة، وأكثر فئة تهتم بالرصد هم الصيادين والرعاة، كما يتم تحديد مواعيد الإفطار والسحور والصلوات من خلال النجوم.

رصد النجوم لدى القبائل بالبحر الأحمر

وأضاف «سعد الله» أن «أن هناك مجموعات محددة من النجوم التي تظهر في عدة جهات في السماء تحدد اتجاهات السير، فمن الشرق يظهر نجم الثريا، حيث تغيب نجوم الثريا في اليوم الخامس تقريبًا من شهر ماي، وتظهر تقريبا مع فجر اليوم الخامس عشر من شهر يونيو تقريبًا، ويكون الطقس خلال هذه الفترة متقلب ما بين أمطار ورياح وطقس معتدل، وبظهور الثريا يكون إيذانًا بارتفاع درجات الحرارة، والنجم الثاني الشهير نجم الجوزية وتظهر تقريبًا مع فجر اليوم الخامس عشر من شهر يوليو، وهى ثلاثة نجوم في خط مستقيم وهى استمرار لارتفاع درجات الحرارة».

وتابع: «نجم المرزم (المردم) ويظهر تقريبًا مع فجر اليوم الخامس والعشرين من شهر يوليو، وتشتد فيه ارتفاع درجات الحرارة، وفى بعض الأحيان يكون هناك أمطار ولكنها لا تنبت مرعى في مناطقنا، ونجم سهيل ويظهر بعد فجر اليوم الخامس والعشرين من أغسطس تقريبًا وبظهور نجم سهيل تنخفض درجات الحرارة ونقول عنه سهيل برد النهار وطول الليل».

رصد النجوم لدى القبائل بالبحر الأحمر

وأوضح أن «نجوم جهة الشمال أشهرها النعوش (العنقريب)، وهى مجموعة تتكون من 7 نجوم تدور حول نجمة الشمال، وتبدأ في الظهور في اليوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس تقريبًا بالتوالي لمدة خمسين يوم تقريبًا حتى اليوم العاشر من شهر أكتوبر تقريبًا، ويحتمل سقوط الأمطار بها وهى أنسب فترة لسقوط الأمطار وظهور المراعى، ونجم السماك (ويقال له النجم والأحيمر)، وهو يغيب في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر، ويظهر في اليوم السابع من شهر نوفمبر، ويحتمل سقوط الأمطار ورياح شديدة عاصفه في يوم مغيبة أو ظهوره».

وتابع: «بقية العام يتم الاهتمام بالشهور القبطية في احتمالات الطقس، وأن المقصود بمغيب النجم هو عدم ظهوره في أي جزء من الليل وظهوره هو بداية مولده قبل شروق الشمس وأكثر النجوم التي يخشى من عواصفها هي الثريا والسماك»، مشيرًا إلى أن «هناك نجوم معروفة تظهر بين هذه المجموعات إلا أن شهرتها قليلة».