يلا خبر | «هنا ونورهان» تؤسسان «مشغلاً» لاحتضان الغارمات: «سجنهم مش عار»

«مشغل» مساحته لا تتعدى 80 مترًا، تجلس فيه أكثر من 20 سيدة أمام ماكينات الخياطة، قد تبدو تلك المساحة صغيرة، إلا أنه المكان الوحيد الذى رحب بهن حينما ضاقت عليهن الأرض، بعد قضاء عقوبتهن فى السجن من أجل مئات الجنيهات. غارمات وضعهن ثقل الدين خلف القضبان، إما لتجهيز ابنة، أو لاستكمال مصاريف علاج ابن، أو لدفع إيجار منزل، بل الأقسى من ذلك تعامل الناس معهن عقب عودتهن إلى الحياة مرة أخرى، وكأنهن وصمة عار، لتغلق جميع أبواب العمل فى وجوههن.

«هنا معتز ونورهان نبيل»، تدرسان الإعلام، وكل منهما كانت تحلم بمشروعها الخاص، حتى تمكنتا من دمج فكرتهما معًا وافتتاح مشغل خاص للغارمات يعلمهن الحياكة والتفصيل لإنتاج خط موضة خاص بهن ولهن، وقررتا أن يصبح المأوى الذى يسع أكبر عدد من تلك السيدات بعد قضاء فترة العقوبة والخروج من السجن، ليصبح مشغل «ناريا وأهارا»، اللتين أسستاه سويًا خطوة بخطوة، الحصن الذى يحمى من ضاقت فى أعينهن الدنيا وما فيها.

تقول «هنا»: «نظرة العار التى ينظر بها الناس لتلك السيدات بعد الخروج من السجن، وإنهم مايلاقوش شغل، ده اللى شجعنا نعمل مشروع نجمع فيه العدد اللى نقدر عليه.. قعدنا ندور كتير ورا الغارمات وأحوالهم، وما أكثر المؤسسات اللى ساعدتنا نتواصل معاهم، وكمان ساعدتنا ماديًا.. وبعدها أجرنا شقة وبدأنا تجهيز المشغل».

شاركت الفتاتان فى إحدى مسابقات ريادة الأعمال، العام الماضى، وحصلتا على المركز الأول، وهى الفرصة التى وفرت لهما ميزانية تتكفل بـ60 سيدة غارمة. وأضافت «هنا»: «كانت الدفعة الأولى لينا لأننا عاملين المشغل، وهدفنا مش الربح، ولكن توفير حياة كريمة للسيدات دى، فمش طول الوقت هيبقى معانا فلوس تدعم المشروع.. وبعد كده بدأنا نشترى القماش وتصميم الملابس والإكسسوارات وبعدها تعليم السيدات.. عندى خبرة فى التصميم بسبب أمى، اللى اتعلمت منها وده ساعدنا كتير».

وتواصلت معهما الفنانة هنا شيحا والإعلامية ياسمين الخطيب، وأردفت «هنا»: «اشتروا لبس من عندنا، وكانوا مبهورين بالتفصيل والخامة، وبيقولولنا إن ده شغل ناس محترفة وبيدعمونا.. وعائداتنا نصها بيروح للسيدات، والنص التانى بنجيب بيه الخامات للدفعة التانية».