يلا خبر | الأهازيج وبنت الصحن ..عادات واحتفالات اليمن بشهر رمضان

تختلف العادات والتقاليد والاحتفالات بشهر رمضان المبارك من بلد لآخر، وترتبط اليمن في عاداتها واحتفالتها ارتباطًا وثيقًا مع أصالتها وعمقها الحضاري ويتمثل ذلك في أسلوب الحياة، والأكلات والمشروبات المتنوعة التي يتم الحرص على توفيرها، وتبدأ هذه العادات منذ اللحظة التى يتحرى الناس فيها رؤية الهلال.

ويودع اليمنيون آخر يوم من أيام شهر شعبان باحتفالية متعددة الفعاليات استعدادًا لاستقبال شهر رمضان الكريم وتسمى “ يا نفس ما تشتهي” وتكون بعقد اجتماع عائلي يضم الأصدقاء حول مائدة تمتلئ بأنواع الأكلات اليمنية التي تتنافس النساء في إعدادها.

ويبدء الإستعداد لشهر رمضان في شهر شعبان وذلك بتزيين المنازل بالفوانيس المختلفة والأضواء
،وإطلاق الأطفال الألعاب النارية أمام منازلهم، بالإضافة إلى شراء المأكولات المميزة لهذا الشهر كالباجية أو الطعمية والبن والشعيرية،ويتم الإعلان عن هلال شهر رمضان في اليمن عبر وسائل الإعلام الرسمية، ليتوجهوا بعد ذلك للمساجد لصلاة أول تراويح مع العائلة رجالًا ونساءً.

ويحرص اليمنيون خلال شهر رمضان المبارك على تبادل الزيارات والأطعمة بشكل كبير بينهم ،وتعد هذه فرصة بالنسبة لهم لحل كثير من المشكلات الاجتماعية بينهم، وغالبا ما يجتمعون للإفطار معا، أو بعد تناولهم الفطور وصلاتهم للتراويح، كما يتبادلون الأحاديث أثناء متابعة البرامج والمسلسلات التي يتم عرضها في رمضان.

ومثل الكثير من الدول يتم إشعار الناس بموعد الإفطار عبر مدفع عثماني عتيق يدوي يسمونه مدفع “علي حمود” و بدونه لا يشعر الصائمون بلذة الإفطار حتى لو ارتفعت مكبرات المساجد بالأذان.

ويقومون اليمنيون  بإحياء الـ 10 الأواخر من رمضان بصلاة القيام، ويختمون خلال الشهر في صلاتهم القران كاملا يتبعه دعاء ختم القرآن الذي يحضره الكثير منهم، بالإضافة إلى الدروس الدينية التي تبدء منذ أول يوم في الشهر الكريم وتستمر لبضعة دقائق يوميًا بعد صلاة الفجر أو الظهر.

وتعد الأهازيج أحد أبرز ما يميز شهر رمضان المبارك في اليمن، ويرددها الأطفال خاصة قبل صلاة العصر أو بعد الفطور وتناول وجبة العشاء، ومنها ما تكون مخصصة في بداية الشهر ومنها لنهاية الشهر ومنها لطبيعة الأكل ومن أشهر تلك الأهازيج.

يا رمضان يا بو الحمائم.

أدي لأبي قرعة دراهـم.

يا رمضان يا بو المدافع.

أدي لنا مخزن بضائـع.

يا مساء أسعد الله مساء .. يا مساء جيت أمسي عندكم”.

ومن تلك الأهازيج المرتبطة بطبيعة الأكل في رمضان.

“رمضان حق اللحالح .. العصيد والسمن مالح”.

يا رمضان كن سير ورح .. عند الذي تسكي تلوح.

ويقوم اليمنيون بتوديع شهر رمضان بالدعاء، ويبدأون قبل عيد الفطر بأيام، بالتوجه إلى المحلات التجارية  للتسوق وشراء مستلزمات العيد كالمكسرات والشوكلاتة والملابس.

وتمتلئ المائدة اليمنية بالعديد من الأصناف في شهر رمضان ومنها “الشفوت“وهو عبارة عن خبز طري لين مصنوع من دقيق القمح أو الذرة الرومية، وتوضع العجينة على وعاء فخاري أو معدني لتطبخ على نار هادئة حتى تنضج وبعدها يتم ترتيبه في إناء عريض على شكل طبقات رقيقة يضاف إليها اللبن والزبادي والخضار المهروسة.

وطبق “بنت الصحن“حيث يتم تشكيل عجينة مكونة من الدقيق مخلوطة بالسمن والبيض والخميرة وحبة البركة على هيئة أقراص رقيقة جدا ثم توضع في الفرن حتى تنضج وبعدها يضاف إليها العسل،والشوربة وهي عبارة عن حبات القمح نصف مدقوقة عادة ما تكون بحساء اللحم او بالحليب

وتزخر المائدة الرمضانية في اليمن بأصناف متعددة من الحلويات ومن أشهر هذه الحلويات الرواني والقطائف والشعوبية والبسبوسة والبقلاوة والكنافة والبسيمة، بالإضافة إلى العصائر مثل “القديد” وهو منقوع المشمش وأيضاً الزبيب وهو عبارة عن منقوع العنب المجفف وكذلك الشعير المنقوع وأنواع أخرى من المشروبات الخفيفة.