يلا خبر | حضر الربيع.. وغاب المحتفلون بـ«شم النسيم» (صور)

حضر الربيع وغاب المصريون.. فضلوا أن يحتفلوا بعيد شم النسيم أمس فى منازلهم.. فلأول مرة يخيم الصمت التام على شوارع «المحروسة» ولأول مرة يخيم الهدوء التام على متنزهات وشواطئ مصر.. فما السبب؟ إنه فيروس كورونا.. الذى اجتاح المعمورة.. يفتك باحب الناس، ويسقط الأصحاء مرضى.. وجعل كل شىء فى العالم يتغير.. مصر الرسمية خوفا منها على أبنائها وللحد من انتشار هذه الجائحة، اتخذت عددا من الإجراءات الاحترازية مثل تطهير الأماكن العامة وعدم الازدحام والتواجد بكثافة فى أماكن تجمعات المواطنين، وطالبت بالتباعد المكانى بين الأفراد فى المصانع والمتاجر، وشددت على ارتداء الكمامات وعدم السلام بالأيدى، هذه الإجراءات الاحترازية التى تطبق منذ فترة خوفا من انتشار وباء كورونا تم التأكيد عليها فى الأيام الماضية، خصوصا أنها تأتى فى يوم عزيز على قلب كل مصرى يوم عيد شم النسيم، فهذا اليوم يحتفل فيه كل المصريين باختلاف معتقداتهم منذ آلاف السنين، وعنوان هذا الاحتفال دائما الحدائق والمتنزهات والشواطئ وفى هذا العيد يخرج المصريون فيه جماعات وفرادى.. فهذا يوم الربيع يوم الهواء والنسيم، ولما لا وقد وصفه الشاعر البحترى بقوله:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا

من الحسن حتى كاد أن يتكلما

وقد نبه النيروز فى غسق الدجى

أوائل وردكن بالأمس نوما

وقال عنه أمير الشعراء «أحمد شوقى»:

«آذار أقبل قم بنا يا صاح.. حى الربيع حديقة الأرواح.

مر شم النسيم على المصريين أمس صعبًا عنيفًا فقد التزموا بيوتهم وامتنعوا عن الخروج. عدسة «المصرى اليوم» قامت بجولة فى مختلف محافظات مصر ورصدت بالصور الصمت التام الذى خيم على شوارع مصر، ورصدت الأبواب المغلقة للحدائق والمتنزهات الشهيرة مثل حديقة الحيوان بالجيزة وحدائق القناطر الخيرية وشواطئ الإسكندرية، وضفاف نهر النيل بمختلف مدن مصر. صحيح أن المصريين لم يفوتوا فرحة العيد بتناول المأكولات المعدة خصيصا لهذا اليوم كالأسماك المملحة والبيض الملون… لكن الواقع أيضا أن عددا كبيرا من المصريين كان يفضل تناول هذه المأكولات فى الأماكن المخصصة للتنزه والفرحة، فى عيد هو من أغلى الأعياد على قلب كل مصرى، وهو يوم الزينة أو شم النسيم.