منوعات

يلا خبر | عبدالحفيظ طايل يكتب: عائلة يموت أفرادها فجأة «مواجهة الفناء بالضحكات»

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-04-07 02:45:26

اشترك لتصلك أهم الأخبار

في ديوانه الأخير «عائلة يموت أفرادها فجأة» يستدعى الشاعر عبدالحفيظ طايل فكرة الموت كفكرة فلسفية وحميمية، وربما كامتداد لحياة أكثر رحابة وثراء، بخلاف الموت بمفهومه البيولوجى المباشر، ويتضمن الديوان العديد من العناصر الثرية سواء على المستوى الواقعى أو الخيالى، فالربط بين الواقع والخيال سمة أساسية، وتحويل المادى إلى روحى، وأسطرة العادى والطبيعى بطريقة فنية مميزة من أهم سمات القصائد، كما يعتبر البعد الاجتماعى المتمثل في الأسرة ـ القبيلة ـ الذاتى في مواجهة العالم من أهم سمات الديوان.

في القصيدة التي يحمل الديوان عنوانها «عائلة يموت أفرادها فجأة» تبدو النعومة والانسيابية والبساطة في الجمل بحيث لا يستطيع القارئ أن يضع حدا فاصلا بشكل قاطع بين الحقيقية والخيال. بين المشهد اليومى العادى البسيط وبين الرمزى والروحى: «كانوا يضحكون / يلقون النكات ويضحكون / يتوسطهم طبق فاكهة وابريق شاى / وبينما يضحكون يصعد أحدهم بيسر / كأنما صعد مع أبخرة الشاى».

ثم تستمر القصيدة في الحكى عن هذه العائلة وكيف كان المارة يميزونهم بضحكاتهم.

في القصائد التالية والتى تحمل أسماء أشخاص من العائلة تبدو الضحكات في البداية هي المميزة لرحيل أو صعود شخص من أبناء العائلة، ثم بعد ذلك تأتى التفاصيل الحياتية البسيطة والمباشرة والتى تنتهى بنا إلى قالب فنى من خلال الصور التي يستخدمها الشاعر: «يحكى عن الموتى / هل حكاياتهم مملوءة بالحياة إلى هذا الحد؟».

هنا يبدو التناقض أو التعارض جليا ليحقق التأثير الفنى المطلوب. فمن الموتى تنبت الحياة. وحكاياتهم مملوءة بالحياة.

احتفاء الشاعر بالراحلين من أبناء العائلة يظهر في عناوين القصائد التالية: «ضحكة ياسر طايل ـ عمتى سميحة ـ ستى خضرة» حتى ينهى هذه الشحنة بقصيدة «مكالمة صباحية» التي يقول فيها: «صباح الخير يا موت / يا صديقى العزيز / أعتذر عن الأمس / كنت مرهقا جدا فلم أكمل الطريق معك».

وكأن الشاعر كان يخوض رحلة صعود أو ترحال مع الموت طوال الليل. إلا أنه لم يستكمل الرحلة في النهاية. ثم يبرر ذلك بالأدوار التي يلعبها في الحياة. وكيف أنها هامشية أو مخفية أو لا تلفت الانتباه. إلا أنها في الوقت ذاته أدوار مركزية إذا نظرنا إليها بطريقة معينة.

تتنقل أجواء الديوان بين فكرة الموت والمحبة والعائلة والأصدقاء، وتبدو القرية بتفاصيلها وملامحها الحميمة والأصيلة حاضرة وراسخة في العديد من القصائد.

تيمة المحبة تحمل الكثير من المراوغة الممزوجة بالرومانسية والصور والألفاظ القديمة أو الكلاسيكية. ففى قصيدة أوهام يقول الشاعر: «الرجال الذين ماتوا بسبب حبها / تطلع عفاريتهم / من عين الشمس / تلهب أحاسيسنا / بنار الغرام».

وإن كانت الصورة تحمل سمات الحداثة الفنية من خلال الإيعاز بأن الخيال حقيقة وأن الحقيقة خيال، إلا أن دفقة المشاعر هنا وما بعدها حتى نهاية القصيدة لا يبررها سوى عنوان القصيدة نفسه «أوهام».

يحمل هذا الديوان من الثراء والتنوع في الرؤى والأفكار والموضوعات والتقنيات الفنية ما يجعله ديوانا متفردا في تجربة الشاعر. وربما يمثل تجربة مستقلة ومختلفة عن دواوينه السابقة «يحدث» و«حكايات الشرفة» و«يحمل جثة ويغنى».


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة