اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-03-06 18:20:51
«صافرات ونداءات– دعابات طفولية ترتمى فى أروقة الزقاق– ضحكات ترن بين شاب وفتاة– وآخر ينادى بسخرية على صديقه عند ارتطامه بالأرض».. مشاهد ترتكز أمام محل صغير، يحاول الوصول لعصر الموضة، ولكن عبق التاريخ، يتخلل جدرانه العتيقة، الذى يخرج منها بالنظر إلى المحل منذ الوهلة الأولى.
بخطوات بطيئة، يسير شاب وفتاة فى أواخر العشرينيات، يطلبون حلوى «غزل البنات» من صبى يحمل بعينيه ابتسامة نقية، وضحكة عفوية، وبخفة ورشاقة يحنى رأسه، ليضع بضع قطرات من السكر على بعض من الألوان فتكسب بضاعته بهجة تجذب الكبار قبل الصغار، فى إحدى الآلات الحديثة، ليحمل بين يديه حلوى على شكل «قلب»، يعطيها للفتاة، الأمر الذى جعل قلبها يرفرف فى الهواء، فرأى ابتسامتها أصبحت أوسع، وهى تصفق محيية إياه كمن «تمزّج» من عرض رائع، ثم نفض يديه وهو يبتسم خجلاً، ونظر بعين سعيدة ومحرجة ومزهوة بقدراته فى إدخال السعادة لقلوب الغير.
لم تحل ضآلة جسده وقصر قامته كطفل فى الثامنة عشرة بينه وبين العمل فى هذه المهنة، بل دفعته ظروف الدهر لقضاء 12 ساعة فى العمل لجنى جنيهات يعين بها أسرته يومياً، دون اكتراث بإهدار طفولته التى ربما لم يستطع إليها سبيلاً، فذلك الصغير مضطر إلى القيام بمهام والده ومساعدة أشقائه فى إعالة أسرته، وبرغم ذلك عند النظر إلى عينيه، نترجم معنى البراءة والخجل، لحمله صفحة بيضاء، وحياة خالية من سواد الدهر، ونجد فى ابتسامته البراءة، وفى تعاملاته البساطة، فهو يعيش يومه بيومه، بل ساعته بساعته، لا يأخذه التفكير ولا التخطيط للغد، ولا يفكر كيف سيكون مستقبله، حتى إن أصابه مكروه لا يتذمر من مصاعب الحياة.
يعمل عمر علاء مهدى، من مواليد منطقة «باب الشعرية»، البالغ من العمر 18 عاماً، بائعاً للحلوى، وهى مهنة
عرف طريقه إليها منذ 6 أعوام، اضطر الصغير لترك المدرسة لحدوث بعض المشكلات، والبدء فى العمل من سن الثانية عشرة، فلديه 4 أشقاء، لذا فهو مضطر إلى الإنفاق على إخوته، حيث يبيع الحلوى والمثلجات لصغار قد يكونون من نفس شريحته السنية أو شابات يكبرنه بأعوام قليلة، حيث يبدأ يومه من السابعة صباحاً متوجهاً إلى المحل الكائن بشارع المعز، ويمكث فيه طوال اليوم وينتهى من عمله الساعة الرابعة عصراً، وأحياناً كثيرة ينتهى فى السابعة مساءً.
وفى النهاية، هل «عمالة الأطفال» تنتشلهم من مخاطر الشارع، أم تعينهم على مواجهة العوز، فضروب من المعاناة يعيشها الأطفال يومياً خلال رحلة البحث عن لقمة العيش، فبين فكى العوز وجهل أرباب العمل بضوابط وقوانين تشغيلهم لا ينجو هؤلاء الصغار من مخاطر السلامة الجسدية بالعمل ساعات طويلة، فضلاً عن حرمانهم من الحق فى التعليم والتطور الأخلاقى، والضرر الواقع على نموهم البدنى والعقلى، فكم جنيهاً يتلقاه الأطفال، مقابل كل ساعة لتخليهم عن طفولتهم، أو بالأحرى إرغامهم على إهدار طفولتهم البريئة، ورغم ذلك لم تغط الشجون براءة وجههم، بل ينهضون يومياً، مبتسمين لإتمام مهام عملهم غير ممتعضين أو رافضين لوضعهم.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق
مصدر الخبر