اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-11-23 15:54:28
بعيون واثقة تتطلع إلى صورتها المنعكسة في المرآة أمامها قبل أن تلقي بـ “طرحة” متوسطة الطول على شعرها وتحكم بكلتا يديها وثاقة إلى رأسها مخفية مابدى من شعيرات قليلة تحاول الإفلات والخروح للهواء.
تلقي الشابة الثلاثينية “مروة سالم” نظرة تملؤها العزة على انعكاسها ثم تلتقط مفاتيح سيارتها وتصطحب ابنتها ذات الـ 11 عامًا، تودعها المدرسة قبل أن تتجه في رحلتها اليومية من محل إقامتها بمدينة “نيوبورج” نحو عملها بفرع شركة تويوتا لإنتاج السيارات بمدينة “برينستون” في ولاية “إنديانا” الأمريكية.
ضربة حظ
ضربة حظ وضعت “مروة” أول مصرية محجبة تنضم لأسطول العاملين بـ “تويوتا“، على متن أول طائرة محلقة في سماء الفرص المرتقبة نحو أرض الأحلام “أمريكا“.
تحمل في يد جواز وتأشيرة هجرة بعد أن وقع اسمها بين فئة المحظوظين الذين حالفتهم الصدف من المشاركين ببرنامج الهجرة العشوائية، وباليد الأخرى تضم يد ابنتها “فاتيما” بحرص، وتتطلع بناظريها في أمل نحو غدٍ مجهول لم تتسلح له بشيء سوى كفي ابنتها ذات الـ 6 سنوات، وحضنها الدافئ الصغير، مع إيمانها الراسخ بسر إرادة من فولاذ وهبها الله إياها.
خطوات المحاولة تقود مروة إلى “تويوتا”
بمزيج من التحدي والمثابرة اقتحمت “مروة” عرين واحدة من أباطرة عالم صناعة السيارات في العالم، استطاعت أن تميط اللثام عن غمامة الماضي وتشق غياهب اليأس عن أفق مستقبلها إلى براح الفرص المنتظرة بعد أن جنت ثمار شهرين من تدريبات اللياقة البدنية المكثفة تخللتها برامج التقديم للالتحاق بفريق الإنتاج بشركة “تويوتا“، التي اجتازت “مروة” اختبارات الجودة والأداء بها عن جدارة لتلتحق بزملائها، من أمهر فرق إنتاج السيارات حول العالم.
هؤلاء الذين قادتهم الأماني إلي ولاية “أنديانا” للعمل بمقر عملاق السيارات اليابانية في الولايات المتحدة، وكفرس عربي سابقت الخطى على دروب التحديات لتجتاز العوائق واحدة تلو الأخرى متوجة سنوات من الكد تنقلت خلالها من عمل لآخر.
من المنزل لـ”تويتا”.. قصة تحدي مروة
رحلة شاقة استهلتها بالعمل من المنزل عبر صنع الدمى المحشوة من الملابس المستعملة وترويجها إلكترونيًا، قابعة خلف جدران منزل شقيقها طيلة عامين كاملين تخشى مواجهة المجتمع الجديد وجهًا لوجه قبل أن تنزع برقع الخوف وتهبط أرض النزال ندًا لمخاوفها تتسلح
بإيمانها وتقبض على حجابها كالجمر.
“الحجاب بقي جزءًا مني.. بيكمل حيائي“، كما تقول “مروة“، التي تجمعها علاقة وطيدة بالحجاب فتلك القطعة من القماش التي تخفى شعرها أضحت رفيقة 20 عامًا مضت حتى قبل أن تلتحق بإحدى الجامعات الخاصة لدراسة الصحافة، وعبر سنوات تنقلت خلالها بين عدة وظائف داخل مصر لم تقبل خلالها المساومة على خلع “الحجاب“، فصار درعها الذي تستتر به بمنأى عن المضايقات ومحاولات تجاوز حدود رسمتها حولها بكل مكان تخطو إليه.
لم تكن وجوه الاستهجان والتعجب وحتى الاستهزاء، التي تتطلع إليها بكل مكان هي مايؤرقها فهي تحمل على عاتقها هدف “أني أوصل لمنصب أعلي في شغلي و أغير دايما صورة المسلمين في عيون الناس اللي مش شيفانا صح”، تسعى بكامل طاقتها لبلوغه فالأيام لم تمهلها رفاهية الاختيار فإما النجاح أو النجاح.
رغم المصاعب.. الحجاب هوية
تقف بقوامها الممشوق من أثر ممارسة الرياضة وتمارين الإحماء اليومية التي تؤديها وزملائها كل يوم بصالة الألعاب الملحقة بمقر الشركة، لتنزع الأجزاء الدقيقة من هياكل السيارة الداخلية من صهاريج الماء الساخن لتتضعها بمهارة جراح بارع في أماكنها الصحيحة داخل السيارة متحملة درجات الحرارة العالية من خلف قبعة وزي الأمان الذي ترتديه لتضع بذلك اللمسات الأخيرة على الكائن المعدني الرابط على 4 عجلات أمامها قبل أن تسلمه للمرحلة الأخيرة من التشغيل وهناك تبث المفاتيح الحياة في كتلته الصلدة لينبض بالحياة في دورة تجريبية برعاية أجدر السائقين.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق
مصدر الخبر