منوعات

يلا خبر | عم طارق صاحب “التروسيكل”.. “أرزقي” على باب الله في العيد

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-08-12 10:30:12

بصدرية مهترئة وسروال فضفاض يقف بهامة مرفوعة هاويًا بيد تحمل ساطور ضخم على زوج من الكوارع الجملي بينما تعمل يده الثانية لتثبت خف الذبيحة إلى حافة “تروسيكل” تغطيه حوافر الجمال وسيقانها المربوطة جنبًا إلى جنب، تخفي ورائها معالم عجلة بخارية متهالكة.

بين روافد ميدان السيدة زينب الساهر، يتنقل عم “طارق” على عجلته مشاركًا في كرنفال صاخب أبطاله الذبائح من كل نوع وحجم ينازعها “جزارون” ورثوا المهنة جيلاً بعد جيل على الاستئثار بعيون المشاهدين من المارة وزوار الحي العتيق في مثل هذا الوقت من كل عام.

أم هاشم تتزين لاستقبال زوارها في عيد الأضحى:

على خشبة مسرح تزينه “القرم” والسواطير والسكاكين، تصفعك رائحة الذبائح النفاذة المتدلية من شوادر اللحوم على جانبي المدبح القديم بمحازاة سور مجرى العيون وسط جلبة دؤوب يشهدها الحي في مثل هذه الأيام المباركة، يخطفك “صاحب التروسيكل” الخمسيني، كما اعتاد أهالي الحي منادته، بهيئته البسيطة كعازف يقود أوركسترا خاصة من السكاكين والبلط في معزوفة منفردة، “بجهز الكوارع للزبون على طريقتي يأخدها على النار على طول”.

بشاشة الوجه سر شهرة عم “طارق”:

يقف “طارق رمضان” منتصب القامة بملامح لاتخلو من مسحة عن أثر وسامة بائدة يجوب البقعة بنظرات ملؤها التحدي والشغف كفيلة بإبعاد المنافسين، عاكفًا على عجلته؛ رأس ماله في الحياة ووسيلة تنقلاته وأسرته، فرس معدني ترتعد أوصاله مع كل حركة بفعل الصدأ، تمشط عينا عم طارق الثاقبتين البقعة كمجسات تستشعر تردد الزبائن من الاقتراب فيحسم السجال الدائر داخلهم لصالحه بإبتسامة دافئة ومع أول خطى لدنو الزبون يقف متباهيًا بأسعار “الكوارع” الجملي البلدي مصدر دخله الوحيد الذي شب عليه و”لقمة العيش” التي تقتات عليها أسرته الصغيرة طوال العام بأسعار تتراوح هذا الموسم بين 50 و60 جنيهًا حسب الحجم.

يدان لم تعرفا الراحة:

مع أولى خيوط شمس الصباح، يستهل يومه بإفطار بسيط معد بأيدي زوجته يودع بعدها أولاده الثلاثة في أسرتهم، بكرية حامل دبلوم بالطباعة ذا الـ 26 عامًا الذي يعمل بإحدى المستشفيات وواسطة العقد ابنته ذات الـ 24 عامًا

ومدللته الصغرى ذات الـ 12 عامًا، قبل أن يغادر منزله الكائن بحي دار السلام يسبق الخطى إلى حيث يقبع المدبح الجديد بحي البساتين هناك يحمل ماتسعه دراجته من سيقان الجمال وخِفافها عائدًا إلى مسقط رأسه وملعب صباه، “المذبح القديم”، “أنا اتربيت وكبرت هنا وباجي كل موسم أبيع وسط ناسي وأهلي”.

 

“السيدة” تحتضن ابنها في كل عيد:

بذراعين مرحبتين يستقبل الحي وأهله أحد ساكنيه القدامي للبيع خلال المواسم، وماعادى تلك الأيام، يمارس عم “طارق” مهنته الأسيرة في ضواحي حي البساتين مجاورًا مصدر امداداته من كوارع الجمال العواقيل والكبرى منها بالمجزر الآلي، بين ضواحي الطاهرة “أم هاشم” يربض الجزار الخمسيني على عجلته بركن منزوي لايربح الحي إلا مع فراغ حمولة مركبته ليعود محملًا بالخيرات و”لوزام” المنزل إلى أسرته.

 

بائع بنكهة ذواقة:

كعازف بيانو شغوف يضرب عم “طارق” بساطور في رشاقة على ساق الجمل بعد أن يفرغ من “خلع” خفه و”سلخه” وتفصيصه كاشفًا بسكينه عن مكامن أسرارها من “الزلال” علاجًا للضعف العام وآلام الركبتين ومرطب طبيعي للشعر يغذيه ويمنحه النعومة، قبل أن يضع عليه اللمسات الأخيرة كجراح مخضرم تجهيزًا لتسويته بسهولة، ولاينتهي دور صاحب التروسيكل عند مجرد بيع بضاعته بل يمد الزبون بوصفات مميزة ومبتكرة لإعداد وجبة شهية من الكوارع لذواقه هذا النوع الخاص من حلويات اللحوم، “بعرفهم إزاي يعملوها.. دي أكلتي المفضلة عاوز الناس كلها تحبها”.

 


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة