منوعات

يلا خبر | فريق مصري يهزم العجز بأول تطبيق لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة من أقرب مكان

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر من قسم منوعات نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-01-06 10:34:06

تزحف الأتربة والصدأ على مسند مقعد متحرك صغير لايطوله النسيان يقبع بعيدًا عن العيون أسفل سرير صغير لشاب عشريني، تشهد عجلاته على بعد المسافات وزيارات الأطباء التي لم يقطعها سوى الرحيل يأنسه طيف شقيقته التي اعتراها العجز صغيرة وانتزعها الموت تاركة خلفها أسرة مكلومة وشقيق يقاوم دوامات الذكريات التي لم ينتشله منها سوى أصدقائه “سارة و”آيه” و”عبد الرحمن طه”، هؤلاء ساقتهم يد القدر ليطلقون عنان خيالهم لتصميم أول تطبيق خلوي لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر.

كأوتار الكمان المتراصة يقود الشغف مقطوعة لحب الخير على شغاف قلوب “سارة إسماعيل” الطالبة بكلية العلوم و”آيه القادر” خريجة علوم الحاسب مع “أنور علي” و”عبد الرحمن طه” دارسي البرمجة ونظم المعلومات لينطلقا في معزوفة رائعة لمساندة ذوي الهمم بتنفيذ تطبيق “Helpee”، في مشروع ترعاه وزارة الشباب والرياضة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.

جمع هوى العطاء “رباعي الخير” وقادتهم وحي الخيال لتصميم تطبيق الكتروني يوفر لذوي العزم أيادي سخية من أطباء العلاج الطبيعي ومرافق يستندون إليها في رحلاتهم اليومية وأخصائيون تخاطب يطلقون سراح حروفهم الحبيسة، يهرعون لمساعدة مستخدمي التطبيق بضعطة واحدة تستدعيهم من أقرب مكان بمقابل أو بدون مقابل مادي.

ألهمت قلة حيلة ذوى الاحتياجات المميزة فريق “Helpee”  الذين نهضوا لمساعدة من يستطيعون إليه منهم سبيلًا مجتازين كافة شروط التمييز ومتوجين بلقب الأفضل في مسابقة أطلقتها الوزارة ليضعوا بذلك قدمهم على الدرجة الثانية لسلم حلمهم بتفعيل المبادرة لتشمل كافة الدول العربية.

رانيا تتجاوز التنمر وتنطلق على طريق التفاؤل مع تطبيق Helpee:

يتراكم غبار السنين فوق كتب مكدسة أعلى خزانة ملابس عتيقة في غرفة تحلق بها أطياف الكأبة، وعلى مقعد منزوي تجلس “رانيا وصفي” شاردة تتذكر غفوة الحلم الوردي الذي انتزعت منها عنوة، طريق معبق برائحة الورود وأريج الكتب المدرسية الجديدة لم تنل منه سوا خطى يسيرة توقفت قافلتها على أعتاب الثانوية العامة بعد أن أضناها المسير تستعيد

ذكرياتها العصيبة مع مرض هشاشة العظام الذي لازمها منذ الولادة وكيف أحال التنمر بريق ألوان الصبا.

سنوات قضتها حبيسة المنزل لاتقدر على شئ؛ خشية التعرض ﻷذى يضر بعظامها اللينة ووسط رعاية أسرتها ودفء منزل شقيقتها الوحيدة “لينا” وجدت الدعم وكفوف تنثر ورودًا تحمل عنها الحزن وخيبات أمل بعد كل مرة تتلقى فيها رفضًا من مقابلة عمل تتقدم لها بحثًا عن فرصة في مجال المونتاج الذي تجيده أو تطبيقًا لدورات الكتابة الالكترونية التي اجتازتها بتفوق محدثة ثقبًا لشعاع أمل يخترق جدار حياتها المصمتة.

فشل المرض أن يقعدها دون أحلامها فسابقت خطى الأيام إليها على حصان معدني بعجلتين يحلق بها بعيدًا عن الحجرات المغلقة إلى فضاء الانترنت الرحب ومنه إلى قنوات التليفزيون حيث تبث فيض من نبع الأمل الذي يسري عن قلبها الغض في مقاطع فيديو قصيرة إلى المنسين وحاملي الهموم فتعيد بصوتها الدافئ رسم خرائط أمانيهم وإعادة تشكيل مسارات الحيوية بأرواحهم الهشة.

تسري الطمأنينة داخلها كلما تذكرت رفقائها من المتطوعين عبر تطبيق “Helpee” الذين يسارعون لمساعدتها كلما أعجزتها الحاجة عن اجتياز عقبات الطرق غير الممهدة ووسائل النقل  العام غير المهيئة لتوصيلها إلى وجهاتها في كل مرة تخرج فيها من منزلها متشبثة بمقعدها تطارد هدف جديد.

سارة تستعين بالتطبيق لتحطيم عزلة صديقتها إيمي:

على ناصية الحلم ظلت “إيمي دويدار” تقاتل العجز بلاهوادة، في جلد اكتسبته من سنين ضنى “الضمور العضلي” بعيدًا عن أسرتها التي غادرت دفئها لتقتات على عرقها، سنوات تتكبد مسؤولية نفسها وتحمل عجزها بين كفيين ضئيلين لم يتجاوزا الثلاثين.

مرت بسلسلة تجارب قاسية تتجاوز تلك السنين القليلة، تلمست طريقها وحيدة وسط دروب التسويق

الالكتروني تتوكأ على موهبتها الوليدة في البحث والقليل من الحنكة التي منحتها إياها الحياة، تحيا وسط عزلة باردة لم تكسرها سوى يدى “سارة إسماعيل” الحانية، صديقتها المقربة ورفيقة الطرقات التي تقطعها سويًا ذهابًا وإيابًا إلى النادي يلتهمان الوقت بأحاديثهما الضاحكة.

 شهور قليلة من الألفة وتعود “إيمي” من جديد لحياتها الخاوية فيما تخوض “سارة” اختباراتها النهائية بكلية العلوم جامعة الأسكندرية، تصب خلالها إيمان كل تركيزها على العمل “حرة من المنزل” لإحدى الشركات الدعائية التي تتدرج سريعًا على سلمها الوظيفي.

ولا تكد تطلق “إيمي” زفير الإنجار حتى نبشت أنياب الظلم في بدنها الواهن فبدلًا من العثور على متسعًا رحبًا بصدر مديريها لمواصلة العمل من داخل المنزل لم يجدوا حرجًا من صرفها عن وظيفتها رغم تفوقها لعدم قدرتها على الالتزام بالحضور للعمل من المقر الشركة البعيد عن منزلها، ليتراكوها فريسة اليأس تنتظر متطوعًا يتعهد مساعدتها عبر تطبيق “helpee”.

يمنى تستعين بالتطبيق للسعي وراء وظيفة أحلامها:

تسترجع “يمنى طارق” ذكرى الكتب المتراكمة أمامها فيما تستدير بمقعدها المدولب لتلتقط كتاب ضخم مخطوط برموز معقدة يزخر برسوم هندسية تتطلع إليه كلما هم اليأس أن يتملك منها لتشحذ عزيمتها بفيض لاينضب من الإصرار، ليلة جددت عزمها على مواصلة اللحاق بحلم يوشك على الرحيل مع تشخيص الأطباء بإصابتها بضمور في النخاع الشوكي.

بعينين نجلاوتين يطل منهما مزيج من الفطنة الفطرية والنباهة تتأمل ذلك المبنى العتيق المزينة واجهته بأعمدة ضخمة تتوجها عبارة من كلمتين “كلية الهندسة”، حلمها الأثير أضحى على مرمى البصر يبعد مقدار خطوتين من كرسيها ذا العجلات الذي تدفعه سيدة خمسينية تعلو قسماتها علامات الزهو وتعابير الرضا.

نشوة النصر لاتزال أسيرة قيود العجز وقلة الحيلة فبعد 5 سنوات من العمل المضني والرحلات الشاقة رواحا وذهابا إلى الجامعة تنهل “يمنى” من نبع روافد الهندسة أبى الدرب إلا أن يفضح عن وجهه القبيح فالالتحاق بوظيفة أحلامها ظل بعيد المنال والتقدير المرتفع لم يكن شفيعًا لدى مسؤولي الموارد البشرية بعشرات الشركات لمنحها فرصة لاختبار جدارتها وحس تفانيها للحلم، تقطعت السبل دون نيل ماتريد وازدادات قتامة الأيام بعدما تحولت زيارات النادي المتواصلة لحاقًا بتمارين “الكارتيه” ثقل يرهق كاهلها ووالدتها مع تقدمها في السن، عقبة جديدة لم يقصيها عن طريق صاحبة الحزام الأسود والمتوجة ببطولة الجمهورية 4 مرات متتالية سوى فريق “Helpee” الذي وفر لها أيادي متطوعة أو مأجورة لاصطحابها يوميًا في شتى طرقها.

 


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة