يلا خبر | الوطن | اقتصاد | الاتحاد الأوربى: مصر ملاذنا فى تأمين مصادر بديلة للطاقة

قال مسئولون بارزون فى الاتحاد الأوروبى، اليوم، إن الدول الأوروبية لديها رغبة قوية فى تأمين مصادر بديلة لإمدادات الغاز الطبيعى، وعلى «الاتحاد» أن يقدم الدعم الكامل لـ«منتدى غاز شرق المتوسط»، ومقره القاهرة، موضحين أن مصر تلعب دوراً مهماً فى المنطقة لتأمين إمداد القارة بالطاقة.

وأكد مدير إدارة الطاقة بالاتحاد الأوروبى «دومينيك ريستورى»، أهمية منطقة شرق المتوسط كمصدر مهم لإمداد أوروبا بالغاز، مشدداً على أن «الاتحاد» يدعم بشكل كامل «منتدى غاز شرق المتوسط»، ويُثمن دور مصر فى هذه المبادرة المميزة وجهودها فى تقريب وجهات نظر الدول فى هذا الإطار.

“ريستورى”: منتدى “شرق المتوسط” مهم لإمداد أوروبا بالطاقة.. و”ليموين”: مصر تلعب دوراً قوياً فى توفير الغاز.. و”كارينكو”: سندعم “القاهرة” بكل الوسائل

وأشار «ريستورى» خلال مشاركته فى «المؤتمر الدولى حول الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط»، الذى ينظمه «مرصد الطاقة المتوسطى»، بالتعاون مع «الاتحاد الأوروبى»، بحضور وزير البترول المصرى، طارق الملا، فى العاصمة الفرنسية باريس، إلى أن مذكرة التفاهم، التى تم توقيعها بين مصر والاتحاد الأوروبى، عام 2018 للشراكة الاستراتيجية فى مجال الطاقة، تعد استكمالاً للعلاقات التاريخية الوثيقة بين الجانبين، منوهاً بأن الاتحاد مستمر فى دعم مصر فى مجال الطاقة بجميع الصور الممكنة، سواء بتوفير التمويل أو بالدعم الفنى ونقل الخبرات والتكنولوجيات الأوروبية فى مشروعات الطاقة، مؤكداً تطلعه لاستمرار التعاون المثمر مع القاهرة فى مجالات الطاقة المختلفة، بما يحقق المصالح المشتركة.

27 مشروعاً تديرها مصر لتنمية حقول الغاز الطبيعى من أهمها حقول ظُهر وغرب دلتا النيل ونورس وآتول

من جانبه، قال وزير الدولة الفرنسى للشئون الخارجية، «جين بابتيست ليموين»، إن الرؤية بدأت تتضح فى منطقة شرق المتوسط، فيما يخص تجارة وتداول الطاقة بشكل عام، والغاز الطبيعى بشكل خاص، نتيجة الجهود، التى تبذلها مصر والدول المهتمة والمعنية، مشيراً إلى تطلع فرنسا والاتحاد الأوروبى لما ستُسفر عنه هذه الجهود، وأن هناك رغبة قوية فى أوروبا بشكل عام فى تأمين مصادر بديلة لإمدادات الغاز الطبيعى.

وأضاف أن الاتفاق على إنشاء منتدى لغاز منطقة شرق المتوسط، مقره مصر يعد دليلاً قوياً على الدور المهم، والمتنامى الذى تلعبه الدولة المصرية فى منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط.

وأعرب رئيس جهاز تنظيم شئون الطاقة الفرنسى، «جين فرانسوا كارينكو»، عن ترحيبه بالتعاون مع مصر فى مجال إصلاح وتحرير سوق الغاز، وتقديم كل سبل الدعم الممكنة، وكذلك تدريب الكوادر البشرية وتجهيزها للتعامل مع مثل هذه الأسواق الحرة، مشيراً إلى أن الجهاز يعمل على ضمان انسيابية وكفاءة سوق الكهرباء والغاز فى فرنسا، بما يضمن تحقيق المنفعة المشتركة للمنتجين والمستهلكين على حدٍّ سواء، ويتوافق مع السياسات الفرنسية للطاقة، التى تهدف إلى تحقيق الموضوعية والحيادية والاستقلالية والشفافية، لجميع العمليات بالسوق المحلية.

شركة الكهرباء الفرنسية: نتجه لتوسيع استثماراتنا فى الحقول المصرية ووزير البترول: تصدير فائض الغاز بعد الاكتفاء الذاتى

من جهته، أكد رئيس شركة «الكهرباء الفرنسية EDF» المالكة لشركة «إديسون» الإيطالية العاملة فى مصر، «جين برنار ليفى»، اهتمام الشركة بتوسيع أنشطتها فى مصر من خلال «إديسون»، فى ظل الخبرات، التى تتمتع بها الشركة فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجدّدة، وتحسين كفاءة الطاقة وشراكتها مع قطاع البترول فى مشروع إنتاج الكهرباء من حصة «إديسون» من الغاز الإضافى بحقل «أبوقير» لاستخدامه فى محطة توليد الكهرباء بكفاءة عالية، فضلاً عن الاهتمام بالمشاركة فى سوق تجارة وتداول الغاز الطبيعى، التى أكد أنها أصبحت أكثر جاذبية فى ضوء إقرار قانون «تنظيم أنشطة سوق الغاز وعمليات تحرير سوق الغاز» فى مصر، مما يسمح بتطبيق مبدأ التنافسية ويفتح آفاقاً أوسع للعمل به.

من جانبه، كشف وزير البترول المصرى، خلال مشاركته فى فعاليات المؤتمر، أنه بحث مع رئيس جهاز تنظيم شئون الطاقة الفرنسى، سبل دعم التعاون بين جهاز «تنظيم سوق الغاز بمصر» والجهاز الفرنسى، والاستفادة من تجربة فرنسا فى إصلاح وتحرير سوق الغاز، وتدريب الكوادر البشرية المصرية، بما يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات وتدفق إمدادات الغاز لدعم خطط مصر لتصبح مركزاً إقليمياً لتجارة وتداول الغاز والبترول.

وأكد أن جهاز تنظيم شئون سوق الغاز المصرى، يهدف إلى إتاحة السوق المحلية للمنتجين والمستهلكين لبيع وشراء الغاز مباشرة، باستخدام شبكات وتسهيلات الغاز المتاحة من خلال فئات نقل محددة، مما يعنى السماح لأطراف جدد باستخدام الشبكة القومية وبيع الغاز مباشرة للمستهلكين، مما يحقق مبدأ التنافسية الإيجابية ويجعل السوق أكثر ديناميكية وسلاسة.

وبحث وزير البترول مع رئيس «شركة الكهرباء الفرنسية EDF»، آخر جهودها فى البحث عن الغاز وإنتاجه، والتقدم فى تنفيذ برامج الحفر فى مناطق امتياز شركة «إديسون» الإيطالية، العاملة فى مصر بالبحر المتوسط، موضحاً أن الشركة تعمل حالياً على تطوير حقل أبوقير البحرى، إلى جانب الأنشطة الاستكشافية وحفر الآبار فى مناطق أخرى، فازت بها فى المزايدات العالمية، التى يطرحها قطاع البترول.

وأكد أن قطاع البترول شرع فى تنفيذ عمليات تطوير جادة بما يتوافق مع جهود الإصلاح الشاملة، التى تجريها الدولة المصرية حالياً، ونجح فى تحقيق عدة نجاحات مشهود لها عالمياً، مشيراً إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى وتحرير سوق الغاز المصرى، يعدان من أهم هذه النجاحات، التى جذبت أنظار شركات البترول العالمية.

واستعرض الوزير الجهود المصرية فى دعم التعاون الإقليمى، لاستغلال موارد الغاز بمنطقة شرق المتوسط، مشيراً إلى مبادرة تأسيس أول منتدى يضم الدول المنتجة للغاز فى منطقة شرق المتوسط، يناير 2019، ومقره القاهرة، ويضم 7 دول، ويتضمّن إعلانه التأسيسى فتح الباب أمام من يريد المشاركة فيه.

وأضاف الوزير أن مصر تضع نصب أعينها طموحات دول منطقة شرق المتوسط، فى تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من ثروات الغاز الطبيعى المكتشفة، والمتوقع اكتشافها فى المستقبل، وتعمل على تحقيق هذه الطموحات، مؤكداً حتمية التكامل بين دول المنطقة لتحقيق الاستفادة المثلى من موارد الغاز، لصالح شعوبها والمساهمة فى تحقيق الرفاهية والرخاء لها، مؤكداً أن مصر بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى ستبدأ فى توجيه الفائض للالتزامات التعاقدية فى التصدير وصناعات القيمة المضافة.

أخبار قد تعجبك