يلا خبر | «استجابة لرغبة العريس».. موكب زفاف يتوجه للمقابر قبل قاعة الفرح بدمنهور – المحافظات

لم ينسى طوال 25 عاما ذكرى والده الذي توفى وهو في الثالثة من عمره، وقرر أحمد الفار، الموظف بإحدى الشركات الخاصة، المقيم بمدينة دمنهور في البحيرة، أن يلتقط صورة تذكارية أمام قبر والده وهو يرتدي «بدلة الزفاف»، وقبل أن يتوجه إلى قاعة الزفاف ومعه عروسه، حيث أوقف موكب الزفاف أمام المقابر وتوجه إلى قبر والده، ووجه رسالة عرفان وحب إلى روحه، وقرأ ما تيسر له من القرآن، فيما انتظره أصدقاؤه وعروسه حتى انتهى من مقصده، وأثنى المدعوون للفرح على وفاء العريس، مؤكدين أن هذا الأمر نادرا ما يحدث.

انتبه السكان المجاورون لمقابر مدينة دمنهور، إلى موكب زفاف يضم سيارات كثيرة، وتعجبوا حينما شاهدوا سيارة العروسين تتوقف أمام المقابر، وتوجه العريس إلى داخل المدافن، فيما انتظره ركاب السيارات حتى فرغ من زيارته وعاد مرة أخرى، ووسط دهشة سكان المنطقة، انطلق موكب العروسين مرة أخرى وسط «كلاكسات» واحتفال الزفاف.

العريس أحمد الفار، قال لـ «الوطن»، «توفي والدي وأنا في سن الثالثة من عمري، وتحملت والدتي مسئولية تربيتي وأخي محمد الأصغر مني سنا، وكانت تروي ذكرياتها مع أبي، ومدى حبه لنا، إلا أن ذكرياتي مع أبي كانت من خلال الصور التذكارية، وظللت أحلم باليوم الذي أصبح فيه رجلا وأكون جديرا بتحمل المسئولية، وتعويض الأم عن أيام المشقة التي قضتها في تربيتنا».

واستكمل «الفار»، «لم أنسى ذكرى والدي في يوم زفافي، وتوجهت إلى المقابر لزيارة مدفنه، وقرأت القرآن على روحه، والتقط أصدقائي الصور التذكارية لي وأنا أمام قبره، وأعتبر هذه الزيارة وفاءً لذكرى والدي الذي كان يحلم بمشاهدتي رجلا ويحتفل بزفافي، عن رواية والدتي لي».

وقال محمد الشيشيني، صديق العريس، «أحمد من أكثر الناس إخلاصا ووفاءا لوالده، فعلى الرغم من وفاة والده وهو صغير لم يبلغ الرابعة من عمره، إلا أنه دائما ما كان يحمل صورته معه، ويتذكر مواقفه التي طالما روتها له والدته، وفي لفتة تعبر عن الوفاء والحب، توجه إلى قبر والده قبل أن يجلس بالكوشة».