يلا خبر | ضابط وقتيل ومسئول كبير في الدولة.. “القاهرة 24” يكشف وقائع معركة الـ60 دقيقة من دوار الراوي بالأقصر
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-10-12 17:53:59
العديد من التقارير في الصحف الأجنبية والعربية رصدت واقعة مقتل شاب في محافظة الأقصر يُدعى عويس الرواي، لمدة أسبوع كامل، قبل أن يصدر بيان النائب العام المستشار حمادة الصاوي، الذي يُعد أول حديث رسمي من أجهزة الدولة لكشف تفاصيل الواقعة التي تصدرت عناوين المواقع الإخبارية في دول مختلفة، بينما لم يكتب عنها في الصحف المصرية والتي التزمت الصمت لاستبيان الرواية الرسمية، خاصةً مع تضارب الأخبار حول الحادث.
“القاهرة 24” تحدث إلى أسرة عويس الراوي، والذين بدورهم تحفظوا على الحديث أكثر من مرة قبل أن يوافقوا في النهاية على تفاصيل 60 دقيقة وقعت فيها الحادثة التي شهدتها المدينة الأثرية الأشهر في العالم، فعلى أعتاب معبد الأقصر المزار السياحي الشهير عالميًا، كانت الواقعة في منطقة “العوامية”، المدينة الكبرى داخل محافظة الأقصر والتي بها الشارع الأهم حيث استراحة المحافظة ومبنى مديرية الأمن وأهم الفنادق السياحية.
حسب الراوي الأول من العائلة المعروفة في المحافظة باسم “الراوي”، وتمتد جذورها إلى محافظات عدة في القطر المصري، كانت الأمور هادئة يوم 20 سبتمبر الماضي، خرجت أعداد بسيطة جدًا للاحتجاج في الشارع ولم تكن مرتبطة بأي حال من الأحوال بدعوة المقاول الهارب محمد علي للتخريب والتي تزامنت مع نفس التاريخ، مُرجعًا ذلك لضيق الحال، وانهيار السياحة كعمل أول يرنوا إليه أهالي الأقصر لكسب العيش.
“النيابة العامة”: عويس الراوي قاوم القوات ببندقية أثناء ضبطه وآخرين بتهم إرهابية
مرت الأيام بشكل طبيعي وألقت قوات الأمن القبض على مجموعات داخل المحافظة وخرج أغلبهم بعد وقت قليل، فيما جاءت قوة يوم 30 سبتمبر فجرًا، تحديدًا في الساعة الرابعة، يقودها رئيس المباحث “أ. ج”، والذي بدوره اقتحم المنزل باحثًا عن أحد أفراد الأسرة وهو ما تبين بعد سؤال قائد القوة الأمنية أنه “ضياء الراوي”.
حسب معرفة سابقة بالمنزل وبالمكان، فإن منزل الراوي عبارة عن “دوار” ثلاثة طوابق يسكنها العائلة في الأقصر بالشارع العمومي في منطقة “العوامية” التي هي أصلا مركز للعائلات المهمة في “بندر” المحافظة. الأسرة قالت لـ”القاهرة 24″ إن رئيس المباحث اقتحم المكان فخرج كبير العائلة الحاج “عبد الحميد الراوي” ودار الحديث بينهما:
-خير يا بيه، ينفع تكسر علينا الباب كده؟
-عايزين ضياء الراوي يا حاج.
-طاب عمل ايه ضياء عشان تاخدوه؟ هو مش موجود.
-جه في المظاهرات ومطلوب في النيابة.
حينها قال الحاج “الراوي” الكبير والد عويس، أن المطلوب لم يفعل شيئًا وغير موجود بالأساس في المنزل الآن وهو مسئول عنه باعتباره العم الأكبر في “الدوار”، مطالبًا أن تغادر القوة المنزل حتى لا يهرع الأطفال والنساء في المكان، وبعد ثلث ساعة وأقل قليلا، خرج رئيس المباحث وأخذ سيارته وخرج بعيدًا عن المنزل، فيما دخل اثنان من الأمن على غرفة “عويس الراوي” والذي بدوره كان بملابسه الداخلية وهرع من نومه وارتدى “الجلابية” موجهًا لهم حديثًا محتدًّا حول عدم أحقيتهم في الدخول بهذه الطريقة.
نزل عويس إلى الطابق السفلي، ليأتي بعدها اثنان من الضباط لم يكونا من الدفعة الأولى، ليقررا القبض على “الراوي” الصغير شقيق عويس وابن الحاج عبد الحميد كبير العائلة بديلا عن “ضياء” المطلوب الأساسي في القضية، ليطلب منهم عويس عدم القبض عليه خاصةً وأنه لم يشارك في أي أعمال عنف أو تظاهرات، حينها ضرب أحدهم ويدعى “أ. ل. ع” 3 رصاصات إحداها سكنت في صدر عويس وخرج اثنان في الهواء.
اثنان من أسرة “الراوي” أكدا على لسان الحاج عبد الحميد أن الضابط لم يحتد من الأساس ولم يصفعه على وجهه أو يستعمل يده من الأصل أثناء الحديث بينهما، مكذبين الراوية المنتشرة بخصوص صفع أحدهم الرجل الكبير على وجهه ما جعل عويس يرد الصفعة على وجع الضابط، ما استفز الأخير ليقوم بضربه بالرصاص، مشيرين إلى أن هذه رواية كذب لم تحدث من الأساس ومطالبين بعدم تصديقها.
“النيابة العامة” تباشر التحقيقات في واقعة وفاة عويس الراوي
الحقيقي أن الطرفين كانا في حال ذهول، قوة الشرطة وعلى رأسها الضابطان الأخيران أصبحوا في حالة ارتباك ليهرعوا إلى شارع جانبي، ليشاهدهم أهالي المكان وهم يعاتبون بعضهم البعض ويتبادلون الاتهامات بينهما عن من السبب في إطلاق الرصاص، لكن الحاج عبد الحميد وحده كان عليه أن يتحمل أن ابنه الأكبر على ثلاثة آخرين توفي أمام عينه.
في الأقصر لا تزال الأسر مترابطة، حالة الشحن القديمة أيضًا بسبب مقتل شاب في نفس المكان على يد ضابط شرطة “تم الحكم عليه فيما بعد” تطبيقًا للعدل ونزاهة من القضاء المصري، انتهت تمامًا، ومع حالة الهدوء الكبيرة تسبب صوت الرصاص الذي لا يمكن أن لا يتعرف عليه الطفل قبل الكهل في المحافظة الجنوبية جعل الشارع “قيالة” بنفس لهجتهم وكأنه في وهج النهار، لتبدأ حالة من الهرجلة في المكان ويقوم اثنان من الشباب بنقل عويس على الفور للمستشفى الأقرب “مستشفى الأقصر العام” من خلال دراجة بخارية لأحدهما.
انتهت الساعة، بحسب أحد أبناء الراوي لـ”القاهرة 24″ ودقت الخامسة ليستقل سريعًا سيارته الملاكي ويذهب برفقة اثنين من الأسرة على المستشفى ليفاجأ في الطريق بالشابين يخبرهما أن المستشفى رفضت استقباله، لكن يعودان به ويقبله المستشفى هذه المرة لكن بعد أن أصبح جثة هامدة.
مع انتهاء الساعة ومرور أُخَر، انتهت حكاية أسرة الراوي ولم تتحدث بعدها، لكن الأكيد أنه تم القبض على أحد أبنائهم “الراوي عبد الحميد الراوي”، وتوفي آخر وهو شقيقه “عويس عبد الحميد” والذي كان موظفًا في مستشفى الأقصر الدولي أكبر المنشآت الصحية في المحافظة، ليخرج أهالي “العوامية” في الجنازة التي شهدت بدورها حالة من الغضب دفعت قوات الأمن للتدخل، ليتطلب على الأسرة أن تتم الدفنة من خلالهم وحدهم منعًا لحدوث أي اندساس من متآمرين أو غيرهم.
من هنا وحسب بيان النائب العام فإن الروايات اختلفت، فانتشرت حسابات تروج لرواية صفع رب الأسرة من خلال الضابط، واختطاف 5 أمناء الشرطة من خلال أحد الصفحات المنتحلة اسم مديرية أمن الأقصر، إلى جانب التقرير الذي أصدرته “هيومن رايتس وواتش” والذي يتهم السلطات المصرية بتعذيب الراوي أساسًا حتى الموت، وهو ما لم تُشِر إليه الأسرة أو أي من شهود العيان من الأساس في محافظة الأقصر.
الأسرة عادت وقالت إن الشحن كان موجودًا، لكن ذلك كان مرتبطًا بعدة أمور أهمها حادث العوامية للشاب “طلعت شبيب” في عام 2015، وهو الشاب الأقصري الذي لقي مصرعه بطريقة مشابهة قبل أن يتدخل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وتنتهي حالة الشحن ويستريح الجميع بعدالة قضائية انتهت إلى حكم على ضابط بالسجن المشدد سبع سنوات، وثلاث سنوات لخمسة أمناء شرطة.
هنا جاء الدور المهم للمسئول الكبير في الدولة مرة أخرى، الشيخ أحمد الطيب، ما أن تطأ قدمك محافظة الأقصر حتى تجد اسم وصور الرجل وإخوته في كافة الأنحاء، المحافظة التي تنتشر فيها الأضرحة ومعروف عنها نزعتها الصوفية تعتبر ديوان عائلة آل الطيب ملجأ في الغم، الفرح، الحصول على البركة، كل ذلك كان بفضل الجد الأكبر للأسرة الإمام القطب الشيخ الطيب الذي تقام احتفالات مولده سنويًا ويلجأ إليه الناس للتضرع إلى الله، ومن ثم إلى أحفاده محمد الطيب الشيخ الأشهر في الصعيد، وشقيقه الأصغر الإمام الأكبر أحمد الطيب الذي تلجأ إليه الدولة منذ عقود وأسرته من قبله لفض أي مشكلات قبلية كبرى تحدث بحكم العادة في صعيد مصر.
قالت الأسرة إن تدخل الرجل الكبير كان في اليوم الثالث، تواصل الإمام الأكبر مع الحاج عبد الحميد مباشرة، ليسأله عن قصة صفعه من قبل الضابط أمام ابنه، لكن الرجل نفى ذلك تمامًا وأكد أنه لم يحدث، ليطلب منه التدخل للإفراج عن ابنه “الراوي”، خاصةً وأن أحد أبنائه قتل، والثاني في الخدمة العسكرية، وبالتالي يجب مراعاة الأمور العائلية والأسرية لتخفيف حدة الغضب، وهو ما وعد الشيخ أحمد الطيب بالتدخل فيه وإنهائه لحل الأزمة.
قبل يومين استدعت النيابة العامة عبد الحميد الراوي حسب الأسرة واضطر للسفر للقاهرة ليدلي بأقواله كاملة في الحادث وما وقع فيه، لينفي حسب حديث الأسرة لـ”القاهرة 24” أي اعتداء من قبل الضابط عليه، أو حتى من عويس ابنه على الضابط، وروى ما وقع من وقائع يروونها في الموضوع الآن، ليمتنع بعدها عن الكلام “حسب طلب نيابي” لترك المساحة للنيابة العامة لاستكشاف الحقيقة كاملة والتحرك على بنائها لأخذ قرارت.
“النيابة العامة”: والد عويس الراوي نفى ضربه من أحد ضباط مأمورية الضبط
موقف الضابط
حسب مصدرين أحدهما أمني وآخر قضائي، فإنه تم التحفظ على الضابط الذي أطلق الرصاص وتسبب في وفاة عويس الراوي، خاصةً وأنه لم يكن مطلوبًا من الأساس على ذمة أي قضية ولم يستدعِ الأمر ما قام به من إطلاق النار، خاصةً وأن الشرطة قبضت على أحد أفراد الأسرة بالفعل ولا يزال قيد التحقيق، وتجرى معه التحقيقات بمسئولية النيابة العامة للتحقيق فيما هو منسوب إليه من اتهامات.
أسرة الراوي أكدت هي الأخرى، عدم وجود أو استخدام أي أسلحة نارية من قبلهم في مواجهتهم للقوة الأمينة، نافية تماما أن تكون قامت بالاعتداء أو مخالفة القانون أثناء تفتيش القوة الأمنية للمنزل، مطالبة بالإفراج عن ابنهم كمطلب إنساني خاصة وأنه لم يتورط في أي اتهامات.
وكشف شهود عيان لـ”القاهرة 24″، حظر إقامة تجمعات انتخابية في منطقة “العوامية” أو بالقرب منها، مع تشديدات أمنية في المحافظة، لمنع وجود أي اشتباك أو السماح لمندسين بالدخول في الأمر وتسخين الأحداث مرة أخرى، خاصة مع حالة الهدوء الواقعة حاليًا، فيما نفوا إصدار أي بيانات من قبل عائلات معروفة في المحافظة تطالب بالتجمع أو غيره.
وتعتبر محافظة الأقصر من المحافظات المعروفة بالتأييد للدولة والنظام السياسي، حيث حصل الرئيس عبد الفتاح السيسي منها على 237151 صوتًا، وحصل منافسه موسى مصطفى على 5669 صوتًا، في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2018 وكانت من المحافظات الأكبر من حيث المشاركة في الانتخابات، فيما تصدر الرئيس السيسي عدد الأصوات في انتخابات عام 2014 بفارق كبير عن منافسه حينها حمدين صباحي، فحصل على 259945، مقابل 6694 لحمدين.
“النيابة العامة”: عويس الراوي قاوم القوات ببندقية أثناء ضبطه وآخرين بتهم إرهابية
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر