يلا خبر | شاب يوزع فوانيس مجانًا.. «قدِّم خيرك بضمير مسامح»

مشهد دافئ، أبطاله مواطنون بسطاء، يسيرون فى الشوارع حاملين أعباء الحياة على أكتافهم، ترى الزمن سطّر خطوطه على وجوههم، يواصلون يومهم كباقى الأيام الشاقة، كل ما يشغل فكرهم مشاكل العمل، أقساط المدرسة، حق الدواء، وغيرها من المسؤوليات، وإذ فجأة يظهر شباب مجهولون، يقطعون حبل أفكارهم، ويهدونهم فوانيس صغيرة، مقابل ابتسامة ولحظة صفاء فقط، هذا ما شاهدناه الأيام الماضية فى عدة فيديوهات متداولة بمواقع التواصل الاجتماعى، على أنغام أغنية «كتّر خير الناس» لصحبة من الفنانين: «قدم خيرك بضمير مسامح، ده اللى فى إيدينا يومين ورايح». تواصلنا مع واحد من هؤلاء الشباب، ضياء محمد، شاب عشرينى، يعمل فى مصلحة الضرائب، ويهوى لعب كرة القدم، تحديدًا free style football، التى دخل بسببها موسوعة جينيس- حسب قوله- بسبب تحقيقه «5500 تنطيطة فى نص ساعة»، وقال «ضياء»، لـ«المصرى اليوم»: «كفاية ابتسامتهم علىَّ، دى كانت دافع إنى أكمل».

على طريقته، قرر «ضياء»، منذ يومين، بعد مشاهدة عدة «فيديوهات» تتبنى هذه الفكرة، أن ينفذها هو الآخر فى مدينته الإسكندرية، واشترى عددًا كبيرًا من الفوانيس، موضحًا: «بدأت انزل اتمشى فى الشوارع وعلى الكورنيش، ومعايا الكورة، ألعب شوية معاهم، وبعدين أديهم فانوس صغير».

تتبدل أحوالهم من حال إلى حال، هكذا وصف «ضياء» الناس بعدما يعط كلًا منهم الفانوس: «الناس بتبقى فى الأول مش فاهمة حاجة، ومش متوقعة، وبتتكلم معايا عادى، فجأة لما بيشوفوا الفانوس بيبقى رد فعلهم إيجابى جدًا وبيفرحوا».

وأضاف «ضياء»: «أول مرة نزلت لوحدى، ولكن بعدما شُفت ردود أفعال الناس، قلت لازم يتوثّق، وكل الناس تشوفه عشان ممكن يتشجعوا ويعملوا كده، فنزلت تانى مرة مع صديقى، وبدأنا نصور الناس، فى الأول مش بيبقوا عارفين انهم بيتصوروا، فبتكون ردود الفعل إيجابية جدًا، وبعدين بنستأذنهم».

«فرَّحْتِنى أوى يا ابنى.. كمِّل فى اللى بتعمله وماتوقّفش»، قالتها سيدة كبيرة فى العمر، لـ«ضياء»، عندما أهداها الفانوس، حيث شجعته على تكرار الفكرة: «السيدة دى أثرت فىَّ جدًا، ووصّتنى كتير انى أعمل كده مع ناس تانية وماوقّفش الموضوع».

«لن ينتهى الخير»، هكذا تمنى «ضياء»، الذى أنهى حديثه قائلًا: «هحاول أكرر الفكرة تانى أكيد، ولكن بطرق مختلفة سواء فى رمضان أو العيد أو غيرهما.. ونفسى تنتشر فى كل المحافظات».