يلا خبر | يحيى حقي ..117 عاماً على ميلاد «الزاهد» – فن

 فى أجواء شعبية، تختلط فيها الأساطير بالتراث الشعبى والصوفى، وُلد الكاتب الكبير يحيى حقى، بحى «درب الميضة» بالسيدة زينب، حيث تربى وعاش طفولته بين البسطاء والكادحين والأرزقية من سكان هذا المكان العريق، ما أثر على هويته، ودفعه إلى حياة الزهد، سواء فى مشروعه الأدبى، أو فى حياته بوجه عام.

صاحب «قنديل أم هاشم» تَّربى وعاش بـ«السيدة زينب» فتأثر ببساطة الأهالي وعراقة المكان

إذ إن الأديب الراحل كان يضيق بالشهرة والضوضاء وصخب المدن، وكان يفضل العزلة، رغم شهرته الواسعة داخل الوطن العربى وخارجه، وظل «حقى» يتردد على «درب الميضة»، متصلاً بمقام السيدة زينب طوال حياته، وكتب عن المكان بحب واستفاضة فى أعماله، ما ظهر بوضوح فى رائعته «قنديل أم هاشم»، التى تحولت إلى فيلم سينمائى شهير، أخرجه المخرج المبدع كمال عطية أواخر الستينات، وتناول فيه قضية صراع الحضارات والموقف من أزمة التفاعل مع الحضارة الغربية.

ويُعد يحيى حقى من أبرز رواد الأدب العربى، وأطلق عليه الأديب الكبير نجيب محفوظ، لقب عميد الأدب العربى، بعد وفاة الدكتور طه حسين، صاحب اللقب، حيث تناول «حقى» فى مشروعه الإبداعى قضية الهوية المصرية بشكل أساسى وقدم العديد من الأعمال القصصية والروائية والنقدية، ومن أبرز أعماله «البوسطجى»، و«صح النوم»، بخلاف جهوده فى إنشاء أول فرقة فنون شعبية مصرية، فى الخمسينات، كما قدم ترجمات عديدة للقارئ المصرى والعربى عن اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، ومن أبرزها كتاب «القاهرة» لمؤلفه ديزموند ستيوارت. وبمناسبة مرور 117 عاماً على ميلاد الكاتب الكبير، تحتفى وزارة الثقافة بهذه المناسبة باعتباره شخصية الدورة الـ53 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام.

يُذكر أن «حقى» حصل على ليسانس الحقوق فى 1925، وعمل بالسلك الدبلوماسى، وتنقل فى حياته بين القاهرة وقرى مصر وعواصم العالم، وعُين مديراً لمصلحة الفنون، ثم مستشاراً لدار الكتب، وبعدها ترأس تحرير مجلة «المجلة» حتى مطلع السبعينات.