اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الرياضى نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-11-15 14:59:49
31 مباراة / 1742 دقيقة = 3 أهداف
38 مباراة / 1817 دقيقة = 6 أهداف
49 مباراة / 2722 دقيقة = 6 أهداف
16 مباراة / 1275 دقيقة = 9 أهداف
هذه الأرقام تكفي لوحدها لإدراك أن هناك شيء ما ليس في مكانه. بالطبع الحديث هنا عن فينيسيوس جونيور، وهذه كانت أرقامه في مواسم 2018-2019 و2019-2020 و2020-2021 والموسم الحالي 2021-2022 على الترتيب، فما الذي تغير فجأة؟
ما الذي حدث حتى يسجل نفس اللاعب 150% مما سجله في الموسم الماضي في أقل من نصف عدد الدقائق؟ الموسم الحالي لم يصل إلى نصفه حتى، وهو على بعد 6 أهداف من معادلة حصيلة المواسم الثلاثة السابقة.
حسنا، يمكن القول أنه قد نضج أخيرا بعد 3 سنوات من الخبرة في الكرة الإسبانية وفي فريق بحجم ريال مدريد، أتاه مراهقا يبلغ من العمر 18 عاما والآن وصل إلى سن 21.
يمكن القول أيضا أن موسمه الأول لم يكن الأنسب لتنشئة وافد جديد في ظل الوضع الفني المهترئ لهذه المرحلة التي تعاقب عليها 3 مدربين هم خولين لوبيتيجي وسانتياجو سولاري وأخيرا زين الدين زيدان، الرجل الذي قضى معه موسميه التاليين..
لا جدوى من المراوغة، الشيء الوحيد الملموس الذي تغير فجأة هو رحيل زيدان وقدوم كارلو أنشيلوتي.
لنتفق أولا على أن فينيسيوس جونيور كان يملك الموهبة الفطرية من اللحظة الأولى، كان هذا واضحا للغاية من مقاطعه القصيرة التي انتشرت كالنار في الهشيم عندما عُرف أن ريال مدريد تعاقد لتوه مع مراهق من الدوري البرازيلي مقابل 45 مليون يورو.
وما دمنا نتحدث عن الأمور الملموسة أو التي يمكن قياسها بصورة أو بأخرى ولو حتى بالعين المجردة، فإن ما كان يعيب فينيسيوس بوضوح في البداية هو سوء الإنهاء خصوصا وسوء التصرف عموما في العديد من المواقف، فهو يملك السرعة ويتحرك بصورة جيدة للغاية، ويملك الحلول الفردية والقدرة على إرهاق أي ظهير يلاحقه، ولكن رغم ترسانة الإمكانيات التي يملكها، يمثل البرازيلي أحيانا معضلة في غاية التناقض.
مثلا لا يسهل نسيان الكلاسيكو الشهير ضد برشلونة في إياب نصف نهائي كأس الملك 2019، هذا الذي انتهى بفوز الكتلان 3-0 بعد إضاعة فينيسيوس لقرابة 6 أهداف في الشوط الأول. يخلق الفرصة ويخلق المساحة ويراوغ كل ما يراه في طريقه، ولكن لسبب ما كانت هناك خطوة ناقصة في كل محاولة.
على الناحية الأخرى، ومن ضمن أهدافه الستة المحدودة في الموسم الماضي، هناك هدفين في شباك ليفربول لا يمكن لمسجل أولهما أن يكون نفس من ارتكب الخطايا سالفة الذكر. تحرك مثالي لمجاراة بينية توني كروس يليه استلام مثالي لا يقتل المحاولة ولا يمنح فرصة لدفاع ليفربول الذي سُرق لتوه بالعودة إلى اللعبة، وصولا إلى الإنهاء الأمثل.
بالنظر أكثر إلى الأرقام، نجده سجل أقل عدد من الأهداف في الليجا من أعلى معدل تسديد كل 90 دقيقة، إذ كان فينيسيوس في موسمه الأول بالليجا يطلق 4.41 تسديدة/90 دقيقة. وصلت أهدافه المتوقعة إلى 3.64 ولكنه لم يسجل سوى هدفين.
ازدادت مشاركات “فيني” وارتفعت معها أهدافه المتوقعة، حيث بلغ 4.51 هدفا في الموسم الثاني في الليجا ولكنه لم يسجل سوى 3، أما الموسم الثالث (الماضي) فهو الأسوأ على الإطلاق في هذا الجانب، حيث بلغت أهدافه المتوقعة 6.82 وللمرة الثانية على التوالي لم يسجل سوى 3.
هذا الموسم وبمعدل تسديد طبيعي للغاية (2.84 تسديدة/90 دقيقة) سجل فينيسيوس 7 أهداف في الليجا، وللمرة الأولى طوال مسيرته يتفوق عدد أهدافه الفعلي على أهدافه المتوقعة (4.96). حتى معدل إنتاجه للتمريرات المفتاحية كل 90 دقيقة شهد ارتفاعا طفيفا من 1.51 في الموسم الماضي إلى 1.86 في الحالي.
كيف تحول فينيسيوس من “لا تمرر له، أقسم بحياة أمي إنه يلعب ضدنا” إلى كل هذا؟ سنحاول تقديم الإجابة بلسان أبطال القصة، فيني ودون كارلو.
سجل فينيسيوس هدفين في مباراة شاختار (5-0) وأشار إلى مقاعد البدلاء، ليكشف لاحقا أن إشارته كانت صوب أنشيلوتي..
“إنها للمدرب الذي طالبني بتسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف والتركيز في هذه المباراة. أحيانا أفشل فيقول لي من الخارج: سأسحبك من الملعب. هذا لكي أزداد تركيزا ولأسجل المزيد من الأهداف لنا”.
هذا شكل من أشكال التحفيز، ولكنها ليست طريقة أنشيلوتي الوحيدة. المدرب الإيطالي معروف بقربه من لاعبيه، وإفساحه للمجال أمام إبداعهم داخل الملعب، تاركا حرية مفرطة مقارنة بالطبيعة الصارمة لهذه الوظيفة، ولكن التحفيز وحده لا يكفي بحسب ما قاله أنشيلوتي عقب مباراة ألافيس (4-1)، فبدون الجودة ما كان كل ذلك ليحدث..
“فينيسيوس جيد للغاية في مواقف واحد ضد واحد. أما عن تسجيل الأهداف، فقد أخبرته أنه من النادر أن يسجل لاعب بعد 5 أو 6 لمسات، وأنه يحتاج لمسة واحدة أو اثنتين على الأكثر للتسجيل. يجب أن يتواجد في الموقع الصحيح، وقد فعل ذلك في العرضية التي سجل منها. إنه يافع للغاية وسيتحسن”.
كان هذا هو التعديل الفني الوحيد الذي أقر به أنشيلوتي، فيما عدا ذلك، فإنه ينكر تماما الفضل في انفجار البرازيلي، مؤكدا أنه لم يفعل أي شيء استثنائي..
“أكثر ما يعجبني هو أنه يحاول وقتما استطاع، ويفعل ذلك بالشراسة اللازمة. بصرف النظر عن الجودة إنه يعمل كثيرا. يجب عليه التحسن بدون الكرة ولكنه متواضع ويحب العمل. ما أفعله هو العمل أكثر على تحفيزه وأقل على الشق الهجومي من اللعبة، فهو ما أترك به مساحة كبيرة للإبداع، وهو يملك هذه الميزة. إنه يافع ويفقد تركيزه بعض الوقت بسبب الجماهير. أخبره دائما أن يركز على اللعبة وليس ما يحيط بها”.
مدرب يبدو كأب للاعبيه، يتركهم يلعبون كما يريدون ولكن في الوقت ذاته لا يتوقف عن تحفيزهم، بالتشجيع تارة وبالتهديد تارة أخرى، سلوك أبوي للغاية أليس كذلك؟ للمفارقة، أنشيلوتي نفسه لا يتفق مع هذا التوصيف.
“إنها ليست علاقة أب بابنه، فأنا أملك طفلين بالفعل! إنها العلاقة التي يريد المدرب أن يتمتع بها مع كل لاعبيه. أنا أحاول إبقائه متحفزا ومركزا، ولكني لا أقوم بأي شيء استثنائي”.
هنا أنشيلوتي محق، هو لم يفعل أي شيء استثنائي مع فينيسيوس، فهذا ما يفعله مع غالبية اللاعبين الذين قادهم طوال مسيرته خصوصا أصحاب الجودة والقدرة على الإبداع. قد لا يكون المدرب الأفضل تكتيكيا، وقد لا يكون الأمثل لتطوير لاعب شاب من الناحية الفنية، ولكنه الأفضل في استخراج ما يريده من اللاعبين بتهيئة الظروف النفسية من حولهم.. يقول أنها ليست علاقة أب بابنه، ولكن أنشيلوتي على أرض الواقع كان ولا يزال أبا لعشرات اللاعبين، أضف هذا العامل إلى التطور والنضج الطبيعي والاعتياد أكثر على الضغوط مع وجود الجودة منذ بادئ الأمر، تجد أن انفجار فينيسيوس لم يعد لغزا، بل حتمية.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركه مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح فلا تنسى ان تتركة لنا فى تعليق
مصدر الخبر