يلا خبر | في ذكرى ميلاد الشيخ الطبلاوي.. وريث التلاوة الذي شجع حفيدته على الإنشاد – مصر

يتشبه الكثير من الأبناء بآبائهم، لاسيما في مجال العمل، فقد تجد الطبيب ابنا لطبيب، والمهندس والإعلامي وهكذا، لكن أن يرث الابن راية حفظ كتاب الله وتلاوته من أبيه، فهذا هو الميراث الذي يحتوي على خير الدنيا والآخرة، ولعل الشيخ محمد محمود الطبلاوي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، كان بمثابة استجابة لدعوة أبيه القارئ محمود الطبلاوي، الذي طالما تمنى أن يرث ابنه فضيلة تلاوة القرآن الكريم، وهو ما حدث.

الشيخ محمد محمود الطبلاوي

قضى الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نحو أكثر من 60 عاما من عمره في خدمة القرآن الكريم، وتقلد منصب نقيب القراء في مصر، ولكن لم تقف شجرة خدمة كتاب الله من أبيه عنده، بل أورثها لحفيدته، فامتدت جذور الشجرة المباركة من والده مرورا به وحتى حفيدته «آية الطبلاوي» التي تقوم بالابتهال والإنشاد الديني.

وبالعودة لملامح سيرة الشيخ الراحل الطبلاوي فإنه ولد في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر من العام 1934، أي قبل 87 عاما، وتوفي في 5 مايو من العام الماضي 2020، عن عمر ناهز 86 عاما، في واحد من أفضل الشهور وهو شهر رمضان أثناء إفطار اليوم الثاني عشر من رمضان.

«أوصيكم بتقوى الله»، كانت هذه الجملة من آخر ما تحدث به الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي، قبل وفاته التي حلت أثناء أذان المغرب في منزله، حسبما أكد ياسر الطبلاوي ابن شقيقه، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، موضحا أن تلك الجملة كانت بمثابة وصية لجميع من كان حاضرا.

والشيخ الطبلاوي ابن حي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، حيث ولد فيه، وتعود أصوله إلى قرية صفط جدام التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، ومن معلومات سيرته المنسوبة إليه أنه حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في العاشرة من عمره، وبدأ في تلاوته وهو في الثانية عشرة، ثم ذاع صيته وهو في السادسة عشرة من عمره، حتى أصبح القارئ المفضل لدى كثير من العائلات الكبرى، ومنافسًا لمشاهير القراء.

دعوة أبيه

كان الشيخ محمود الطبلاوي والد الشيخ محمد، مقرئا شهيرا، عبر عن أمنيته أكثر من مرة في أن يستكمل نجله مشوار قراءة القرآن الكريم، فبدأ في تعليم نجله وهو في صغره، بل ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشر من عمره، وذلك في محافظات الجيزة والقاهرة والقليوبية.

حياة الشيخ محمود الطبلاوي

ومن الأصل إلى الفرع تنتقل السيرة العطرة إلى حفيدته «آية الطبلاوي»، حيث قصت أثناء استضافتها ببرنامج «السفيرة عزيزة» مع الإعلامية سناء منصور وشيرين عفت، وتذيعه قناة «dmc»، أن جدها هو من اكتشف صوتها وشجعها على الابتهالات والإنشاد الديني، وتزوج «الطبلاوي» 3 مرات، وأنجب 13 من الذكور و5 فتيات، ومنهم نجله محمد الذي ورث صوته الرخيم.

مسيرة الطبلاوي الإذاعية

وقد تلا الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي، القرآن الكريم، في إذاعة القرآن الكريم وحقق شهرة كبيرة، لاسيما في فترة السبعينيات، فضلا عن حصوله على المركز الأول بين القراء الجدد في الاستفتاء الذي أجرى على أنجح الأعمال الإذاعية في تلك الفترة، كما جاب البلاد شرقا وغربا بدعوات من الأوقاف والأزهر الشريف، وشارك في تحكيم مسابقات دولية لحفظة القرآن الكريم.